تشهد أراضي المدينةالمنورة انتعاشاً ملاحظاً وارتفاعاً في مبيعاتها في الجهة الشرقية المجاورة لمدينة المعرفة الاقتصادية، وكذلك المباني العمرانية من شقق وفلل مع ازدياد عدد العروض المقدمة من العديد من شركات العقار والبناء التي زادت أنشطتها في المنطقة لتوافر مقومات الاستثمار الناجح لاسيما داخل الدائري الثاني، إضافة لندرة المخططات السكنية، ما أسهم في ارتفاع أسعار العقار وقطع الأراضي ووصولها إلى مستويات مرتفعة تتراوح بين 400 ألف ومليون ريال داخل الدائري الثاني، بحسب موقع الأرض ومساحتها وتظل الجهة الشرقية مرغوبة من المستثمرين لقربها من المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية. وتوقّع متخصصون عقاريون أن ترتفع أسعار الأراضي كذلك إلى الضعف، خصوصاً بعد انطلاق الأعمال الإنشائية لمدينة المعرفة الاقتصادية، مؤكداً احد المستثمر العقاريين خالد التويجري ل«الحياة» أن الأراضي المجاورة لمدينة المعرفة ستشهد قفزة كبيرة في الأسعار بعد تنفيذ الأعمال الإنشائية، وأن هناك عدداً كبيراً من المستثمرين اشتروا أراضياً بمساحات جيدة وتمثل هذه الأراضي استثماراً جيداً، بخاصة لتلك الواقعة بالقرب من الدائري الثاني، والدائري الثالث، مشيراً التويجري إلى أن أسعار الأراضي تتفاوت من موقع إلى آخر بحسب الأهمية والمساحة إلا أن المعدل المتوسط للأراضي لا يقل عن نصف مليون ريال، ولا يزيد عن مليون ريال. وأضاف التويجري أن السوق العقارية يشهد طفرة وانتعاشاً ملاحظاً باعتباره ركيزة استثمارية توافر للمستثمرين الاطمئنان والامان لاستثماراتهم. أما المستثمر العقاري تركي الصاعدي فيرى أن أسعار العقار في المدينةالمنورة شهدت خلال الفترة الماضية ارتفاعاً ملاحظاً لاسيما في المخططات الواقعة في الجهتين الشرقيةوالغربية تماشياً مع التوسع العمراني الذي تشهده طيبة، بخاصة للأراضي المجاورة لمشروع مدينة المعرفة الاقتصادية بخاصة أسعار الأراضي الواقعة بمحاذاة الطريق الدائري الثالث. وأشار الصاعدي إلى أن محور الاستثمار في المدينةالمنورة يترّكز حول المسجد النبوي الشريف في المنطقة المركزية، وينطلق بعد ذلك في تمدد دائري طردياً من الابتعاد عن المنطقة المركزية، وبتعدد الطرق الدائرية بالمدينةالمنورة من الدائري الأول وحتى الدائري الرابع تختلف أنواع تلك الفرص الاستثمارية، ونجد أراضي الدائري الأول أهم وأقوى المناطق الاستثمارية في المدينةالمنورة، وهي متوجهة بنسبة 95 في المئة لخدمة إسكان الحجاج والزائرين، وهي المنطقة الوحيدة في المدينةالمنورة المسموح فيها بأكثر من اثني عشر طابقاً ويصل عدد العمائر الملاصقة لساحة الحرم إلى أكثر من عشرين طابقاً، أما بالنسبة إلى ما يتعلق بأراضي الإسكان العادي، فقد انتعشت في عدة أحياء ومخططات جديدة بين الدائري الثاني والثالث تحتوي على أحياء حديثة مليئة بالفلل والمساكن الراقية. وقال الصاعدي تتفاوت أسعار الأراضي والمخططات بالمدينةالمنورة بالقرب والبعد عن المنطقة المركزية فالأراضي الواقعة قرب مساحة المسجد النبوي الشريف وصل سعر المتر المربع فيها إلى 187 ألف ريال في مشروع بني النجار ليبدأ السعر في التناقص كلما ابتعدنا عن الساحة ليصل سعر المتر إلى 80 ألف ريال لمتر الأرض الملاصقة للدائري الأول ونتيجة للمد العمراني خارج المنطقة المركزية، فإن أسعار الأراضي والعقار حول المنطقة المركزية في أحياء البحر وقربان والعوالي وبدايات الشرقية والبيعة (شمال الحرم) وبداية حارة النصر هي الأعلى، يتراوح المتر المربع من 2500 الى 8000 ريال بحسب الموقع واستراتيجية القطع سواء كانت على الشارع الرئيسي أو في محور تقاطع شوارع رئيسية، وعلى ميدان مسجد السبق وحوله خصوصية إذ يبلغ السعر بين 14 إلى 17 ألف ريال للمتر المربع، وفي قربان يتراوح بين 7000 إلى 5000 ريال للمتر المربع، أما بدايات العوالي من 2500 إلى 4500 للمتر المربع، وحول مسجد قباء يتراوح السعر بين 3500 إلى 5000 ريال للمتر المربع، وإذا ابتعدنا قليلاً يصل سعر المتر في شمال حارة النصر إلى ما بين 600 و800 ريال، وفي الغربية داخل الدائري الثاني إلى 350 وحتى 450 ريال، وفي بدايات حي السيح يتراوح سعر المتر بين 600 إلى 800 ريال، وتقل الأسعار خارج الدائري الثاني وداخل الدائري الثالث لتصل إلى 150 ريالاً للمتر في الجرف شمال المدينة وأيضا 150 إلى 250 ريالاً وفي آبار علي، وفي أقصى شرق المدينة بالقرب من المطار يتراوح سعر المتر ليصل إلى 100 ريال وفي أقصى جنوب شرق المدينة يصل سعر المتر إلى مابين 200 و250 ريالاً في نبع الصفا. وأشار الصاعدي إلى أنه يفد عشرات المستثمرين سنوياً للمدينة المنورة للبحث عن موضع قدم لاستغلال الفرصة الاستثمارية السانحة ومن ثم تحقيق أرباح عالية وذلك لكثافة الاستهلاك للخدمات والمنتجات، فخلال خمسين عاماً يتضاعف سكان المدينةالمنورة الأصليون والمهاجرون إليها من القرى المجاورة أكثر من ثلاثين ضعفاً، ويفد إليها سنوياً بين 3 - 5 ملايين زائر إضافة إلى توفر السيولة والقوة الشرائية العالية، إذ أصبحت المدينةالمنورة من المدن الحضارية فظهرت بها مئات المحلات التجارية الراقية والمطاعم الدولية ووكلاء الماركات العالمية ومعها انتعشت قطاعات اقتصادية هامة مثل المواصلات والإعاشة والخدمات الصحية وغيرها، فيما أصبحت ساحة للاستثمار الفندقي وفي المستشفيات والمستوصفات والأسواق التجارية الكبرى.