جرح العشرات إثر سلسلة من الزلازل ضربت مدينة كرستشيرتش أول من أمس (الخميس) ثاني كبرى مدن نيوزيلندا، والتي يدرس بها نحو 600 مبتعث سعودي، ما أثار الذعر في بين الأهالي الذي يحضرون لإجازة عيد الكريسماس اليوم (الأحد). وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أستراليا ونيوزيلندا حسن بن طلعت ناظر سلامة أن جميع الطلبة السعوديين المبتعثين وعائلاتهم في مدينة كرستشيرتش بنيوزيلندا التي تعرضت لزلزال قبل ثلاثة أيام، فيما قال متحدث من خدمة الإسعاف في مدينة كريستشرش لصحيفة محلية إنهم تلقوا 150 بلاغاً لحالات طوارئ بسبب الزلزال، وسجلت 60 حالة بجروح غير خطرة. ونجح رجال الأمن في المدينة في إخلاء آلاف المتسوقين من المولات التجارية التي تكتظ هذه الأيام بالمشترين تحضيراً لعيد الكريسماس اليوم ال25 من كانون الأول (ديسمبر). ونقلت صحيفة «الغارديان» حدوث حالات ذعر سجلت في الشوارع والأسواق من دون وقوع إصابات خطرة، إذ قالت إحدى المتسوقات للصحيفة، «فوجئنا بأرفف المحل تتساقط، فيما الباعة يخرجون من محالهم مسرعين لذا بادرنا بالخروج ونجونا بأنفسنا». وأوضح السفير السعودي حسن ناظر في تصريح صحافي أمس، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالقنصلية والملحق الثقافي السعودي في مدينة أوكلاند بدولة نيوزيلندا الذي أكد له أن الطلبة السعوديين وعائلاتهم بخير، وأن معظمهم موجودون خارج المدينة في إجازاتهم السنوية. وقال إن السفارة في كانبيرا والقنصلية والملحقية السعودية بنيوزيلندا تتابع مستجدات الوضع وأحوال وأوضاع المبتعثين وعائلاتهم هنا، جراء الزلزال الذي تراوحت درجته بين سبع وخمس درجات على مقياس ريختر وصف بالكبير طبقاً لوسائل إعلام دولية، الأمر الذي تسبب في تهدم مبانٍ بالكامل وزيادة منسوب المياه في الشوارع. وضرب الزلزال مدينة كرستشيرتش ليلاً، ليهرع السكان في الخروج، مذعورين، تاركين منازلهم ومكتشفين طرقات قطعت بفعل انهيار واجهات المباني وامتلأت بشظايا الزجاج المتحطم والسيارات المسحوقة، إضافة إلى جسور مهدمة وشبكة قنوات للغاز مقطوعة في أماكن مختلفة، طبقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية. من جانبه، قال وزير الدفاع المدني جون كارتر: «نحن محظوظون جداً لعدم سقوط قتلى». وعزا مسؤولو الدفاع المدني العدد الضئيل للضحايا إلى الوقت الذي حصل فيه. وعلى رغم عدم سقوط ضحايا، إلا أن الأضرار المادية كانت كبيرة، بلغت قيمتها التقديرية نحو بليوني دولار نيوزيلندي أي أكثر من بليون يورو. ويبلغ عدد سكان كرستشيرتش نحو 340 ألف نسمة وهي كبرى مدن الجزيرة الجنوبية، التي تشكل مع الجزيرة الشمالية نيوزيلندا، وتقع على الساحل الشرقي. وفرضت حالة الطوارئ في المدينة، وأقفل مطار كرستشيرتش الدولي فيما أوقف تسيير القطارات بعد الزلزال.