موضوعان ونصف موضوع. احتفلت جريدة «الأوبزرفر» هذا الشهر بمرور 220 عاماً على صدورها، فهي أقدم جريدة في العالم صدرت من دون انقطاع، وشهدت هزيمة نابوليون في واترلو، واغتيال رئيس وزراء بريطاني، والحرب الأهلية في أميركا حيث أيدت الشمال، وصلح فرساي، واستمرت حتى يومنا هذا. ما سبق مقدمة، فقد كنت أقرأ صحف لندن في نهاية الأسبوع الماضي والخبر الأهم فيها فيتو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ضد معاهدة الاتحاد الأوروبي، وحافزه حماية السوق المالية في لندن. ووجدت أن الصحف انقسمت بين مؤيد لرئيس الوزراء ومعارض له، كل بحسب الانتماء السياسي. جرائد اليمين «التايمز» و«التلغراف» و«الديلي ميل» نشرت العناوين الآتية: - كيف أصبح كاميرون الفأر الذي زأر - كاميرون أصاب في موقفه - كاميرون وموقفه الأوروبي، عزلة رائعة - يوم وضع (كاميرون) بريطانيا أولاً - كان كاميرون مصيباً في الابتعاد عن حلف انتحاري في المقابل، الصحف الليبرالية «الأوبزرفر» و«الغارديان» و«الاندبندنت» كانت عناوينها: - كليغ (نائب رئيس الوزراء نك كليغ) الغاضب يفتح النار على كاميرون بسبب الفيتو الأوروبي - كاميرون يترك بريطانيا في مهب الريح - الاتحاد الأوروبي يترك بريطانيا - كليغ غاضب على الفشل المريع لكاميرون إذا كانت الصحافة البريطانية الراقية تستطيع تفسير الخبر على أساس انتمائها العقائدي، فأنني أعذر قراء عرباً يرسلون إلي رسائل عن سورية أو مصر أو غيرها ترى الأمور من جانب واحد لا ترى غيره. ومن أخبارهم إلى أخبارنا، هناك خبر شبه يومي في الصحف الأميركية والبريطانية التي أقرأها كل صباح عن اضطهاد النساء في بلدان العرب والمسلمين، وأنا لا أطلب مثل هذه الأخبار، وليست لي قضية لتحرير المرأة العربية، وإنما أجد أخباراً تتراوح بين المزعج والمريع لكثرتها، فلا يمكن تجاهلها. وأختصر جداً: - «واشنطن بوست» نشرت خبراً يقول إن التحرش الجنسي بالنساء في الشوارع والمدارس وأماكن العمل يجعل النساء العربيات يتغطين ويلزمن بيوتهن. - «الغارديان» قالت إن امرأة أفغانية اغتُصبت فسُجنت وأُرغمت بعد ذلك على الزواج من مغتصبها، والخبر يشبه ما نشرته «الحياة» في 7/11/2011 وما علقتُ عليه بعد ذلك عن إرغام مراهقة أردنية صغيرة على الزواج من مغتصبها حتى لا يُسجن. - إحصاءات بريطانية تقول إن جرائم الشرف في بريطانيا زادت 47 في المئة السنة الماضية. مع تفاصيل مؤلمة عن الضحايا من البنات من أصول باكستانية وهندية وأفغانية وغيرها. - امرأة باكستانية تقول إنها بعد سبعة أشهر من زواجها بدأ زوجها يضربها، وأخيراً فرّت منه. - منظمة مراقبة حقوق الإنسان ومقرها نيويورك، نشرت تقريراً عن الزواج من أطفال في اليمن، وقالت إنه يعرّض الفتيات اليمنيات إلى حرمانهن حقهن في التعليم، ويضر بصحتهن، ويجعلهن في عزلة كمواطنات من الدرجة الثانية. أكثر الذين يقمعون النساء في بلادنا يفعل على أساس عادات بالية أو جهلاً بالدين، وأرى أن الإخوان المسلمين في مصر وكل بلد عربي قادرون على بدء حملة لمنح المرأة العربية والمسلمة الحرية التي تستحقها. إن كان من عزاء لنسائنا فهو أن الحكومة البريطانية تدرس وضع قانون لمعاقبة الرجال الذين يضطهدون نساءهم، إذ يبدو أنها ظاهرة عالمية وليست عربية فقط. أخيراً، كنت رفعت الإصبع الوسطى من يدي اليمنى في وجه ليكوديين هتفوا ضد الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونقلت وكالات الأنباء الصورة، فكانت نضالي الوحيد ضد إسرائيل وعصابتها. ولا أزال أتقبل التهاني. في المقابل، مذيعة التلفزيون الروسية تاتيانا ليماتوفا رفعت اصبعها خلال نشرة أخبار متحدية الرئيس باراك أوباما فطردت من عملها، وأصبحت مذيعة الأخبار خبراً عالمياً زاد من شهرتها. في لندن، حيث أقيم، هذه الحركة رأي وحق لصاحبها أو صاحبتها. [email protected]