طوى النصراويون مرحلة سعد الحارثي والذي لن تبقى إلا ذكراه في النادي فهو منذ ثمانية أيام لن يدافع عن ألوان الفريق، ولن يتجه الى جمهور النصر ليقول لهم (ارفعوا رؤوسكم فأنتم نصراويون) كما كان يفعلها مع كل هدف يسجله، لكن النصر النادي سيظل مثيراً والأيام المقبلة ستشهد من الإثارة ما يتجاوز به النصراويون صدمة رحيل الحارثي، ولا تصدقوا بأن الجماهير النصراوية ستهجر النادي بسبب رحيل لاعب فقد رحل الهريفي ومحيسن وخميس والمطلق والكثير من نجوم النصر الأفذاذ، وقبل هذا رحل رمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود (المؤسس الحقيقي) للكيان النصراوي، ولم تغلق أبواب النادي. ومع تنامي المطالب والضغوط التي توجه للنصر من محبيه وأنصاره بأهمية تعديل أوضاع الفريق الكروي هي ما يجب التركيز عليه في المرحلة المقبلة، ولابد من معرفة مكامن الخطأ .. أين تتركز! هذا التنامي والصراخ أحياناً ربما زاد من الهوة لتتكرر الأخطاء، وأجزم بأن ثمة أمل كبير بتعديل ما يجري في الكيان الكبير، لكن المسألة تحتاج الى الهدوء، ولعل كلام مدرب الفريق (ماتورانا) هو البداية التي يمكن ان تبدأ معها مرحلة الإصلاح الفعلية للعبور نحو الصواب، فقد أكد المدرب في تصريحاته بعد وصوله الى أنه سيبدأ بالتخطيط للبناء، وبعد ان تأكد له معاناة الفريق، شريطة بألا يدخل هذا المدرب في موجة المدربين السابقين الذين يتلقون التعليمات من بعض المنظرين الذين ليس لهم علاقة بتسيير الفريق فنياً، وفي النصر لاعبون يمكن ان يتم توظيفهم ليقدموا الأفضل. ولابد من الإشارة الى الجهد الذي يقوم به المدرب الوطني، علي كميخ، فهذا المدرب تحمل مسؤولية الفريق في وقت لا نسمع من البقية غير الانتقادات، وكميخ لديه من الخبرة ما يجعله عنصراً مفيداً، ولكن كميخ مطالب بأن يضع استقالته في جيب بدلة التدريب في كل مران اذا شعر بأن هناك من يريد ان يغير قناعاته، ولعل كميخ أوحى للمتابع بأنه قادر على قيادة الفريق النصراوي، فخلال مدة قصيرة صنع فريقاً يختلف كلياً عن الفريق السابق على رغم ان الأسماء هي الأسماء، أما مسألة الفوز فهي تحتاج الى وقت، لكن مع الأسف بأن كميخ سيعود الى مرحلة الكون، عندما يطلب منه بأن يكون (منسقاً فنياً) فلابد ان يكون هناك قرار إداري حاسم بوضع كميخ مساعداً للمدرب الجديد وله من الصلاحيات ما يعادل صلاحيات المدرب. وأبرز ما فعله كميخ في مباراتين، وهذا ما كنا نطالب به دائماً، هو الاعتماد على العناصر الشابة في بداية مرحلة الإحلال التي ستعيد النصر للواجهة، فقد قدم للمرة الاولى اللاعب أحمد الجيزاني كلاعب أساسي وفي مباراة طرفها الاتحاد، ثم دفع باللاعب الشاب النصار، وأعاد للدفاع اللاعب والمدافع القرني، وعلى رغم خسارة النصر قدم واحدة من أفضل مبارياته، وهناك من اللاعبين ما يمكن الاستفادة والاعتماد عليهم ليشكلوا القوة الضاربة للفريق، المهم بألا يكون كميخ بعيداً عن الفريق. ونعود الى موضوع الإحلال وهي من الضروريات التي يجب التركيز عليها، وان يكون هناك قرار داخلي بالاكتفاء باللاعبين الموجودين وضرورة إشعارهم بأنهم مستقبل الفريق، والتخلي عن استقطاب الطيور المهاجرة إلا من يثبت بأنه سيشغل مركزاً غير متوفر في الفريق لفترة معينة، فأكثر ما يضر الفريق النصراوي هو إهمال أبناء النادي والاعتماد على من يبحثون عن المال فقط، ويا كثرهم في النصر. آخر مكاشفة - كم أتمنى أن تتاح الفرصة للنجم النصراوي الشاب والرائع على الأقل من وجهة نظر شخصية، وبأن نشاهد اللاعب مصعب العتيبي أساسياً في المباريات المقبلة فهو لاعب سيكون نجم النصر الأول، جربوا فلن يخسر النصر أكثر مما هو يخسر الآن. [email protected]