طرح انسحاب القوات الاميركية من المدن الى خارجها مصير عشرات القواعد العسكرية التي خلفتها وراءها للنقاش، فيما بات مصير المترجمين مجهولاً. وعلمت «الحياة» ان لجنة اميركية - عراقية تبحث في مستقبل تلك القواعد. وانسحبت القوات الاميركية أول من أمس من قواعدها المنتشرة داخل المدن وهي أكثر من 80 قاعدة، بموجب الاتفاق الأمني المبرم بين بغداد وواشنطن . وعلمت « الحياة» ان القواعد التي ترك بعضها بتجهيزاته «ستكون لأفواج الجيش العراقي التي تعاني نقصا في مقراتها داخل المدن»، على ما قالت مصادر وزارة الدفاع. وأضافت المصادر «ان هناك اقتراحات للتعامل مع هذه القواعد مستقبلا بينها تحويل بعضها الى مستشفيات او مبان حكومية وخدمية وبعض القواعد لم يحسم مصيره بعد بانتظار التوجيهات الخاصة». من جهته، اعرب الجيش الاميركي عن خيبة امله لتراجع مستوى الخدمات في هذه القواعد بعد تسليمها إلى العراقيين. وقالت مصادر اميركية ل «الحياة» ان «بعض تجهيزاتها تعرضت للسرقة». واضافت ان «هذه القواعد كلفت ملايين الدولارات وتم تجهيزها بشكل كامل لاستيعاب الوحدات العسكرية وسلمناها الى القوات العراقية»، مشيرا الى ان «بعضها سلّم بلا مقابل وبعضها من خلال اتفاقات لبيعها الى الحكومة العراقية». الى ذلك، اثار الانسحاب الاميركي مخاوف المترجمين العراقيين فقد سرّح الكثير منهم من العمل، بعد انتفاء الحاجة اليهم، ما جعلهم امام خيار واحد هو مغادرة العراق. ويقول المترجم « سي جي» ان «القوات الاميركية بدأت تتخلى عنا بعد الانسحاب من المدن اذ تم تسريح العشرات من دون ضمانات». ولفت الى ان « العديد منّا لم يكملوا سنتهم الأولى في العمل، رفضت طلبات لجوئهم الى الولاياتالمتحدة. وهذا يعني بقاؤنا داخل العراق، والحكومة العراقية تمتلك الان معلومات وافية عن اسمائنا وعناويننا بموجب الاتفاق الذي فرض على راتبنا ضريبة دخل يتم استقطاعها مباشرة». وأضاف: «هذه مصيبة فأسماؤنا وعناويننا ستكون متاحة للأجهزة الأمنية المخترقة، وبالتالي فإن فرص تصفيتنا وعائلاتنا كبيرة، وقدمنا شكاوى عدة الى مسؤولينا الا اننا لم نلق آذاناً صاغية». مسؤول في السفارة الأميركية في بغداد، طلب عدم نشر اسمه قال ل «الحياة» إن «عدداً كبيراً من المترجمين قدموا طلبات لجوء الى الولاياتالمتحدة، تم قبول بعضهم وهم الآن في الولاياتالمتحدة، وندرس مئات الطلبات الاخرى».