«لغاط» ليست الألف ناقصة كما يعتقد عند قراءتها للمرة الاولى، فاسمها الحقيقي كذلك، لكنه حرّف إلى «الغاط»، تلك الأرض المتعددة المزايا، أرض الزراعة والتراث و «الملح». إلى الشمال الغربي من العاصمة الرياض، وتحديداً على بعد 200 كيلومتر تقع محافظة الغاط، يحدها من الغرب نفود «الثويرات» (سمي بذلك لأنها ثائرة على الدوام، لا تستقر على وضع)، وتظهر في الجهة الشرقية من المحافظة جبال طويق. وتُعد المحافظة من أبرز المناطق التاريخية والأثرية بالرياض، كما أنها من أهم المناطق الزراعية في المنطقة، وساعد موقعها الجغرافي المميز على ازدهارها، إذ ذكرت في بعض المراجع التارخية على انها طريق تجارة. يوجد بها مواقع أثرية وظواهر جغرافية رائعة، وتعتبر «قلتة الرصفة» أهم المواقع السياحية في الغاط، وهي عبارة عن حفرة في الصخر تتجمع فيها المياه، وتقع على بعد 20 كيلومتراً جنوب الغاط، في أقصى وادي الغاط وتصب فيها عين مياه أو ما يمكن أن يسمى ب «شلالات صغيرة»، إذ يتدفق من أعلى حافة صخرية بشكل طبيعي. هذه العين إن صحت التشبيه، يستمر جريانها طوال العام، وكمية مياهها تختلف بحسب كمية الأمطار الساقطة، وتتدفق المياه للعين من بين الفواصل والفتحات الصغيرة في الصخور الرسوبية، والتي تتسرب إليها المياه من الأودية والشعاب الموجودة في أعلى الهضبة الصخرية. وتعتمد مصادر تاريخية على «قلتة الرصفة» كسبب رئيسي في مرور القوافل التجارية في محافظة الغاط، فحركة النقل والقوافل في المناطق الصحراوية ترتبط بالمواقع التي تتوافر فيها المياه منذ القدم. وتعتبر مياه الشلال الصحراوي صالحة للشرب، وقيل أن مصدر مياهه مياه الأمطار التي تتجمع على جوانب سفوح الهضاب الصخرية، مشكلة حوضاً يجتمع فيه ماء السماء، ليتسرب بين الفواصل والفتحات الصغيرة في الصخور الرسوبية عابراً من أعلى الهضبة الصخرية إلى أسفلها من خلال الحافة الصخرية على شكل شلال طبيعي. ويتردد في المنطقة أنها «نبع طبيعي لا يعلم مصدره»، ويظهر قرب هذا النبع العديد من الأشجار الجميلة الخضراء، ما يدل على وجود مياه تغذيها عبر فواصل الصخور. ويعتبر هذا الموقع مورد المياه العذبة لكثير من الرحلات التي كانت تنطلق من منطقة الغاط، ولم تقتصر المناطق السياحية الخلابة على قلتة الرصفة، بل إنشاء أهالي منطقة الغاط سداً يقع غرب الشلال على بعد 100م تقريباً. وهو عبارة عن سد حجري يبلغ ارتفاعه 15م تقريباً، وطوله 30م تقريباً. ويظهر في طرفه الشمالي والجنوبي أشكال إسطوانية أعطت لهذا السد حماية قوية ومنظراً جميلاً.