تحطمت فجر أمس طائرة «ارباص 310» تابعة للخطوط الجوية اليمنية في المحيط الهندي قبل دقائق من هبوطها في مطار موروني عاصمة جزر القمر، اثناء قيامها برحلة اعتيادية من صنعاء وعلى متنها 142 راكباً بينهم 66 فرنسياً، وطاقم مكون من 11 شخصا. ولم ينج من الحادث سوى شخص واحد قيل انه قائد الطائرة كما قيل انه فتاة في الرابعة عشرة من العمر. وأدى الحادث الى جدل بين السلطات الملاحية اليمنية والفرنسية حول معايير السلامة في الطائرة المنكوبة. وشكلت الحكومة اليمنية فريقاً خاصاً برئاسة وزير النقل خالد الوزير توجه إلى جزر القمر للمشاركة في التحقيق. وقالت مصادر معنية في صنعاء ان المعلومات تفيد بأن الطائرة واجهت أحوالاً جوية سيئة قبيل وصولها الى مطار موروني ما أفقد طاقمها السيطرة عليها وادى الى سقوطها على بعد كيلومترات من ساحل جزر القمر. لكنها اكدت ان الطائرة لم ترسل اي اشارة استغاثة قبل سقوطها. ونسبت مصادر في «الخطوط الجوية اليمنية» الى معلومات تلقتها من موروني انه عثر على قبطان الطائرة اليمني خالد حاجب حياً وفي حالة صدمة عنيفة وإصابات غير محددة، لكن بعض وكالات الانباء قال ان الناجي الوحيد طفل في الخامسة من العمر. وتم انتشال عدد من الجثث الطافية على سطح الماء. وكان طاقم الطائرة يضم ستة يمنيين ومغربيتين واثيوبيتين واندونيسية. وقال مسؤول ملاحي يمني انه ليس لعمر الطائرة التي دخلت الخدمة قبل نحو 18 عاماً علاقة بسقوطها، معيداً السبب الى الأحوال الجوية السيئة حيث كانت سرعة الرياح 61 كيلومترا في الساعة، ومؤكداً ان الطائرات اليمنية تلقى صيانة دورية وفق المعايير الدولية. وقال نائب المدير العام في الخطوط اليمنية لشؤون التشغيل القبطان محمد السميري ان الطائرة خضعت لصيانة تامة وفق المعايير الدولية واجتازت فحصاً شاملاً تحت إشراف مندوب شركة «ارباص» في اليمن وتم الانتهاء من صيانتها في 2 أيار (مايو) الماضي. وجاء كلامه رداً على تصريحات وزير النقل الفرنسي دومينيك بوسرو بأن الطائرة المنكوبة كانت ممنوعة من الطيران في المجال الجوي الفرنسي بسبب نقاط خلل كثيرة رصدت عليها خلال فحص لها اجرته الادارة العامة للطيران المدني الفرنسي في العام 2007. واضاف انه منذ ذلك التاريخ لم تقم الطائرة بأي رحلة الى فرنسا. واوضح بوسرو ان الخطوط اليمنية موضع مراقبة من قبل سلطات الملاحة الجوية، لكنها ليست مدرجة على اللائحة السوداء لشركات الطيران. وتأتي الحادثة بعد اقل من شهر على تحطم طائرة «ارباص ايه 330» تابعة للخطوط الفرنسية «ار فرانس» خلال رحلة بين البرازيل وفرنسا ومقتل 253 شخصا كانوا على متنها.