هل تحتاج المعنّفة للمطالبة بحقها بالعيش في بيئة آمنة حتى تنتهي مشكلتها؟ أليس ما سبق هو مطلب طبيعي، بل هو بدائي جداً تستوجب أن تقوم به الجهات المعنية دون انتظار المطالبة، ومن دون رفض الخروج من المستشفى خوفاً من إهانة وعنف من نوع آخر انتقاماً من البلاغ الأول الذي فضح المستور، والتي تحاول بعض الجهات التستر عليه بل والتكتم عنه ومحاولات إقناع الضحايا بالتنازل حتى تهدأ نفس الرجاجيل ويسمح بالحل الودي! أم محمد مواطنة تبلغ من العمر 35 عاماً مطلقة منذ أربع سنوات تعيش في منزل والدها مع أولادها الأربعة، فكرت في الانتقال من الحي المهجور، فنالت ما نالته من أخيها الأكبر من ضرب وشتم وإهانة وقذف، وكل ما سبق يا سادة أمام أولادها وتحت أنظارهم لعلهم يفهمون أن الحرمة في مجتمعنا لا مكان لها من الإعراب. الجدير بالذكر أن الشرطة حققت في الموضوع، لكنها لم تتخذ أي إجراء لا لحماية المعنفة ولا لمساءلة الأخ الضارب ولا حتى لعقوبته ولا أعرف ماذا تنتظر؟ موافقته على الحضور مثلاً؟ أرجو من المشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بعسير، الدكتور هادي اليامي الذي أفاد بأنه جرى تكليف فريق نسائي من الهيئة على الفور لبحث وضع السيدة المعنفة، واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتحويل القضية للجهات المختصة أن يعود إلينا للأهمية، ليخبرنا ما الإجراءات التي قامت بها اللجنة النسائية؟ وكيف سيتم حل موضوع السيدة التي ترفض بل تخشى الخروج من المستشفى خوفاً من بطش أخيها الأكبر خصوصاً أن الاعتداء لم يكن الاعتداء الأول بل سبقتها اعتداءات عدة تغاضت عنها السيدة أو أجبرت على التغاضي عنها؟. الله وحده يعلم! هل يتطلب أن يطالب المعنف بالإسراع في إجراءات الحماية؟ هل يتطلب الأمر أن يرفض هو الخروج خوفاً على حياته وعلى ما تبقى من كرامته أمام نفسه وأمام أطفاله الذين شاهدوه يهان ويضرب ولا يعلمون لماذا؟ أخيراً، أختم بخبر طفل نجران الذي حوكم والده وزوجته بالسجن والجلد مع وقف التنفيذ بعد تنازل والدته بشرط أن يعيش معها، وبشرط ان يحفظ المعذب والمعذبة جزء عم وتبارك خلال عام.. بعد إجبارهما على الالتحاق بحلقات لتحفيظ القرآن وبعد رضاء المعنفين عن الحكم! أحلم أن تأتي الأجيال القادمة، وأحلم أن تدرس أسباب ما قامت به زوجة الأب وأسباب سكوت وصمت الأب! وأحلم كثيراً كثيراً أن يدرس المجتمع جدوى تنازل الوالدة عن حق لا تملكه! [email protected] Twitter | @s_almashhady