بعد تهجمهم على مجمع تعليمي واقتناص فريستهم (أحد الطلاب وشقيقه الذي أتى لحمايته)، ثم إصابة أحدهما بطلق ناري وإنزال العصي ضرباً على جسد الآخر، تبحث الجهات الأمنية في الرياض عن أربعة شبان حملوا أسلحة نارية وبيضاء اقتحموا بها المجمع في الرياض أمس، لتصفية حسابات بين شقيقهم وزميله اللذين يدرسان في المجمع، إلا أن مدير المجمع رفض تسليم أطراف القضية بحجة الاختبارات النهائية، بحسب مصدر أمني. وأوضحت مصادر أمنية ل«الحياة»، أن مجموعة من الأشخاص من خارج المرحلة المتوسطة في مجمع الأمير سلطان التعليمي في حي صلاح الدين، اقتحموا المبنى محملين بأسلحة بيضاء، لضرب أحد الطلاب بسبب خلافات شخصية مع شقيقهم، وذلك لحظة خروج الطلاب من القاعات في آخر أيام الاختبارات للمرحلة المتوسطة، إلا أن عدداً من المعلمين اعترضوا الأشخاص وطلبوا منهم مغادرة الموقع. وذكرت أن أحد الشبان الأربعة جلب من سيارته من نوع (جيب) مسدساً، وأطلق رصاصة في الهواء، ما مكنه من دخول المدرسة والتجول بحرية، وعندما شاهد شقيق الطالب (طرف القضية) الذي حضر إلى المدرسة من أجل حماية شقيقه، بادره بطلقة أصابته في ساعده الأيسر، مضيفة أن بقية الشبان ضربوا الطالب بالعصي بعد خروجه من الاختبار، فيما كان صاحب المسدس يحميهم بواسطة إطلاق ثلاثة أعيرة نارية في سقف الفناء الداخلي للمدرسة، ولاذوا بالفرار». وبدوره، نقل الهلال الأحمر المصابين إلى أقرب مستشفى، وتلقوا العلاج وخرجوا بعد ذلك، فيما أخذت الجهات الأمنية جميع أقوالهم. وأشارت المصادر إلى أن طرفي القضية حصلت بينهما مشاحنة خلال الشهر الماضي، وتصاعدت مع بداية الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الحالي، فيما اضطر ذوو الطالب المصاب إلى تقديم بلاغ في شرطة العليا عن استهداف شقيقه بالضرب من أشخاص دُونت أسماؤهم في محضر البلاغ. من جهتها، تلقت شرطة حي العليا البلاغ من أحد طرفي القضية، وطلبت من مدير المدرسة خلال حضورهم إلى الموقع قبل الحادثة بأسبوع، تحضير أطراف القضية بصحبة وليي أمرهما، إلا أنه رفض بحجة أن الطلاب يستعدون للاختبارات النهائية، ووعدهم بتحضيرهما بعد الاختبارات. «الحياة» خلال زيارتها مجمع الأمير سلطان التعليمي، شاهدت رجال الأدلة الجنائية يرصدون بصمات الشبان في موقع الحدث، الذين تركوا أمتعتهم الشخصية بعد هروبهم من المدرسة، ولم تحصل على تعليق لمدير المدرسة حمد الموسى، بعد تلقيه أوامر من إدارة التعليم في منطقة الرياض بعدم التحدث لوسائل الإعلام، مطالباً بإذن من مدير التعليم حتى يشرح تفاصيل الحادثة. إلى ذلك، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز الجارالله في بيان وزع أمس، أن الطاقم الإداري والتعليمي حاول منع الشبان من الدخول، إلا أنهم اقتحموا تحت ضغط السلاح البناء الداخلي للمدرسة وثار شجار بين مجموعتين من الطلاب، وتأثر أحد الطلاب بشظية من طلق ناري في ساعده. وأضاف، أن الإداريين والمعلمين منعوا الشبان المقتحمين من مغادرة المدرسة إلى حين وصول الجهات الأمنية، إلا أنهم تمكنوا من الهرب تحت ضغط السلاح، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية أجرت تحقيقاً أولياً في الحادثة، ولا تزال تتابع الموقف حتى يتم القبض عليهم.