لم يطرأ تبدل على المشهد السياسي في إيران أمس، بإعلان مجلس صيانة الدستور ان النتائج الاولية لاعادة فرز عينة عشوائية تشكل 10 في المئة من بطاقات الاقتراع، لم تُشِر الى «أدنى تغيير» في نتائج الانتخابات الرئاسية وتأكيد المجلس فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بالانتخابات. تزامنت إعادة الفرز، مع انتشار كثيف للشرطة في ساحة ولي عصر شمال طهران، وهي معقل لأنصار المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي، فيما أعلن قائد متطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) حجة الإسلام حسين تائب اعتقال عدد من الأشخاص ارتدوا زي «الباسيج» أو الشرطة كي يشاركوا في عمليات تخريب خلال الاحتجاجات. وأبدى نجاد «ريبته» حيال مقتل ندا آغا سلطاني التي تحولت الى رمز ل «الانتفاضة»، بعد بث شريط فيديو يصوّر احتضارها اثر إصابتها بالرصاص خلال تظاهرة احتجاج على نتائج الانتخابات. ودعا القضاء الى التحقيق في الحادث ومعاقبة الفاعلين، فيما كلف رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي لجنة ثلاثية تضم قضاةً بارزين، التحقيق في ملابسات الاعتقالات التي جرت خلال الأحداث الأخيرة، والإجراءات المتخذة لإطلاق الموقوفين. واستمر السجال الإيراني - البريطاني، على رغم إطلاق طهران خمسة من تسعة إيرانيين موظفين في السفارة البريطانية اعتقلتهم الأحد الماضي، واتهمتهم بالتورط بالاضطرابات التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان «التستر خلف الاتحاد الأوروبي لا يحل مشكلة بريطانيا»، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الإجراء الذي اتخذته طهران «غير مقبول وغير مبرر». وخيّم التشاؤم على أعمال اللجنة الخماسية الخاصة بالانتخابات، بإعلان الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي الأمر بإعادة فرز 10 في المئة من الأصوات في البلاد «أمام عدسات التلفزيون»، بعد «مماطلة» ممثلي موسوي وفشل الاجتماع الذي عقدوه مع لجنة الانتخابات. ولم يوضح كدخدائي سبب فشل الاجتماع، مشدداً على ان المجلس كان «مستعداً لإعادة فرز بطاقات اقتراع بحسب طريقة موسوي». وبعد ساعات على تصريح كدخدائي، أفادت وكالات الأنباء الإيرانية بأن إعادة الفرز لعينات عشوائية في أقاليم كرمان ومَزَندران وسنمان أبقت النتائج كما هي. ونقلت قناة «العالم» الرسمية عن عضو المجلس عباس كعبي قوله ان النتائج الأولية لإعادة الفرز لا تشير الى «أدنى تغيير» في نتائج الانتخابات. ورجحت القناة انتهاء العملية مساء أمس، على ان تصدر النتائج بعد 24 ساعة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن إعادة الفرز في احدى مناطق طهران منحت نجاد عدداً من الأصوات أكبر من الذي حصل عليه خلال الاقتراع. في المقابل، جدد المرشح الإصلاحي مهدي كروبي تأكيده في رسالة بعث بها الى مجلس صيانة الدستور، ان «إلغاء الانتخابات هو السبيل الوحيد لاستعادة ثقة الشعب»، وهو موقف يشاركه فيه موسوي. ورفض المرشحان الإصلاحيان إرسال ممثلين عنهما لحضور إعادة الفرز. وكان موسوي طالب بتشكيل «لجنة تحكيم وطنية»، للنظر في مجمل العملية الانتخابية. وقال النائب اميدوار رضائي شقيق المرشح المحافظ محسن رضائي، ان على المجلس إقناع المواطنين بنتيجة الانتخابات، مشيراً الى امتناع وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات عن التعاون مع مطالب رضائي. وانتقد سلوك التلفزيون الإيراني في «التعامل الانتقائي» مع تصريحات المرشحين، مطالباً بإيجاد قنوات تلفزيونية خاصة لإبلاغ المواطنين الحقيقة. وكانت الهيئة البرلمانية المكلفة تطويق أزمة الانتخابات، التقت الرئيس السابق محمد خاتمي الذي وعد ببذل جهود لتهدئة الأوضاع. ودعت مصادر برلمانية الى سحب تراخيص بعض الأحزاب الإصلاحية، مثل حزب «جبهة المشاركة» الذي يتزعمه محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني السابق، ومنظمة «مجاهدي الثورة الإسلامية» بزعامة بهزاد نبوي. على صعيد آخر، أفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن سلاح البر في الجيش الإيراني بدأ أمس مناورات «علي بن ابي طالب» على مساحة 67 ألف كيلومتر مربع في محافظات خوزستان وايلام ولرستان، وتستمر ثلاثة أيام. ونقلت عن العميد كيومرث حيدري نائب قائد القوات البرية وقائد المناورات، قوله إنها ستشهد «تنفيذ تكتيكات حربية جديدة وأساليب قتال المستقبل في سيناريوات متعددة». وأضاف ان «رسالة هذه المناورات هي السلم والمودة والمحبة للدول المجاورة وبلدان المنطقة»، مؤكداً ان «قوة إيران هي قوة لكل العالم الإسلامي».