رفع الشباب العماني ضمن مطالبهم في فترة «الاعتصامات الاحتجاجية» مطلب إعادة النظر في مادة الثقافة الإسلامية بمدارس السلطنة، ورأوا أن تغيير اسم المادة من التربية الإسلامية جاء بضغوط قادتها الولاياتالمتحدة الأميركية بعد أحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، ورأى المعلمون في السلطنة أن التغيير في الاسم والمنهج الدراسي أضرّ بهوية المجتمع الإسلامية، خاصة الجيل الجديد الذي لم يعد يعرف عن دينه الكثير، لان التربية بساعات تدريسها الموسعة سابقاً، ضاقت لتكون مجرد معلومات عن الثقافة الإسلامية في عدد قليل جداً من الساعات أسبوعياً. ولقي المنهج الجديد للثقافة الإسلامية انتقاداً واسعاً في الأوساط المحافظة التي طالبت بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، ملقية مسؤولية العنف الذي شهدته الاحتجاجات إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي، ونتاج غياب التربية الإسلامية الصحيحة في مجتمع يعد الدين فيه المحرك الأول لحياة الناس. وبعد تأخر تنفيذ المطالب المتعلقة بإصلاح نظام التعليم في السلطنة، بدأت التحركات (الاحتجاجية) مرة أخرى الشهر الماضي، وقاد جيل المعلمين الشباب اعتصاماً مفتوحاً الأيام الماضية شهد مواجهات بينهم وبين مجموعة أمنية تدخلت لفض اعتصامهم بالقوة، وتناقلت المنتديات والمدونات العمانية صورة رجال الأمن ينهالون على المعلمين بالضرب، وتوقفت الدراسة في عدد من المدارس إثر دعوات موسعة للاعتصام احتجاجاً على الضرب والسجن اللذين نالهتما مجموعة من المدرسين الشباب. وتدخلت وزيرة التربية والتعليم في السلطنة مديحة بنت أحمد الشيبانية (وهي وزيرة جديدة محسوبة على جيل الشباب) لتقريب وجهات النظر. وأكدت أن هناك مطالب آنية يمكن تلبيتها، وأخرى تحتاج إلى وقت، وأعقبت ذلك بقرار تضمن تشكيل لجنة لتطوير منهاج الثقافة الإسلامية للصفين الحادي عشر والثاني عشر، ومن اختصاصاتها إعداد هيكلية كتابَي الثقافة الإسلامية لهذين الصفين بحيث تشمل الأهداف الخاصة للدروس والمحاور، ومفردات المحتوى، وطرائق التدريس والنشاطات، وعدد الحصص اللازمة لتنفيذهما، وتطوير محتوى الكتابين المذكورين وفق الأسس والمعايير المعتمدة، واقتراح الحصص الدراسية المناسبة لتدريس المادة بالصفين، وتقديم مقترح لاسم المادة في ضوء المفردات الجديدة لها، وتوصيف تقنيات التعليم المساندة لتنفيذ الكتابين، وتطوير محتوى دليل المعلم وفق الأسس والمعايير المعتمدة، ومتابعة خطوات إنجاز الكتابين من حيث الإخراج الفني، والاستئناس برأي الحقل التربوي في ما يتم تأليفه من وحدات وفق منهجية التأليف والتطوير المتبعة. وبررت الوزارة خطوتها بما تشهده «المنظومة التربوية» من حراك دؤوب «باتجاه تطويرها بما يخدم السياسات التربوية الطموحة، وبما يحقق الأهداف المنشودة للارتقاء بمستوى تعليم الطالب العماني، وجعله قادراً على مواكبة المستجدات العالمية، ومواجهة التحديات المعاصرة، ومحافظاً على هويته وقيمه الإسلامية والاجتماعية»، وفق ما بينه مدير تطوير المناهج نبهان اللمكي، معتبراً أن «تطوير المناهج الدراسية في مقدمة أولويات الوزارة، لما له من أثر بالغ في تجويد العمل التربوي، ولما يترتب عليه من تطوير يشمل كل عناصر العملية التعليمية». وأشار اللمكي إلى تشكيل «فريق في بداية العام الدراسي الحالي للبحث في واقع القيم في مختلف المناهج الدراسية، وقد شرع الفريق في المهام الموكلة إليه والتي تهدف في مجملها إلى تحليل المناهج لمعرفة الواقع الحالي لطرح القيم في المناهج الدراسية وتقديم الاقتراحات التي من شأنها أن تعزز تدريس القيم بما يساعد على غرس القيم النبيلة لدى الطلبة. وتقدمت وزارة التربية والتعليم خطوة لتنفيذ المطالب بإجراءات لما أسمته «تعزيز تدريس مادة التربية الإسلامية»، ومن ذلك مشروع حصة التلاوة التي تم البدء فيها اعتباراً من العام الدراسي الحالي المنتهي وتهدف إلى التركيز على تعليم تلاوة القرآن الكريم وحفظه في المراحل الدراسية. وطموح الوزارة لتطبيق هذا المشروع يمتد إلى مرحلة ما بعد التعليم الأساسي، وذلك مع تطوير مناهج الصفين الحادي عشر والثاني عشر.