يسود هذه الأيام في السعودية جدل بين طلاب المرحلة الثانوية المتوقع تخرجهم في مدارس التعليم العام الحكومي والأهلي وأولياء أمورهم في أهمية مواصلة الدراسة الجامعية أو الالتحاق بوظائف مهنية في ظل إلزام الجامعات الطلاب إكمال سنة إضافية سميت ب «السنة التحضيرية». وعلى رغم تأكيدات وزارة التعليم العالي أن هذا القرار يهدف الى تقليص الفجوة بين التعليم العالي والعام مع شرط إكمال مقرري اللغة الإنكليزية والرياضيات بتقدير لا يقل عن « جيد» إلا أن هذا التبرير لم يجد قبولاً لدى كثير من الطلاب لفرض هذا النظام الجديد حيث اعتبروه عائقاً آخر لمواصلة الدراسة بعد أن فرضت أيضاً اختبارات القياس في وقت سابق. ويقول أحد الأكاديميين: «نعلم أن بعض الطلاب يتذمرون من بقائهم في هذه السنة لكونها تضيف سنة أخرى للسنوات الجامعية في الدراسة ولكن هذه المرحلة باتت مهمة جداً للطلاب وضرورية إلى درجة أن الجامعات الأميركية اشترطت هذا البرنامج لمواصلة الدراسة الجامعية»، مشيراً إلى أن معظم التخصصات الأهلية تحتاج إلى هذه السنة. قرار آخر زاد أيضاً من جرعة الضيم وهو أن الطالب الذي يحصل على تقدير محروم في أي مقرر من مقررات السنة التحضيرية يعتبر راسباً في المقرر. والطالب الذي يرسب في أكثر من ثلاثة مقررات خلال فصلي السنة التحضيرية يعتبر غير مجتاز للبرنامج. ويحق للطالب دراسة مقررات المستوى الثاني حتى في حال عدم اجتيازه للمتطلب وهذا ما اعتبره كثير منهم ب «القاتل». أما بالنسبة الى الفتيات فيشير تحليل سنوي لعدد اللواتي يتخرجن في المدارس الثانوية بين العامين 1996 وعدد الطالبات اللواتي يلتحقن بالجامعة في السنة ذاتها إلى أن معدل اللواتي يخترن عدم دخول الجامعة يفوق 25 في المئة. كما أن نسبة ترك الفتيات للجامعة بلغت 60 في المئة في عام. ولا يزال الزواج المبكر (قبل سن 16 سنة) معضلة في المجتمع السعودي تعيق تعليم الفتيات بما فيها من مسؤوليات، فتؤثر سلباً على فرص حصولهن على وظائف وبالتالي يتأثر الوضع الاقتصادي للأسرة. كما تؤثر هذه المشكلة سلباً على صحتهن بكونهن عرضة لخطر الموت الذي يتسبب به الحمل والإنجاب. لذا أكدت أكاديميات أن عدم وجود حد أدنى للزواج قضية مهمة أيضاً. ولذلك أطلقت الهيئة السعودية لحقوق الإنسان حملة لتحديد السن الأدنى للزواج ب 17 للبنات و 18 للذكور. ويقول الطالب علي القحطاني في الصف الثالث الثانوي: «لم يعد الأمر كما كان سابقاً بالنسبة الى رغبة الطلاب في مواصلة الدراسة في الجامعات وخصوصاً بعد قرار إخضاع كل خريجي الثانوية لاختبارات القياس ما يمنع كثيرين من التفكير بدخول الجامعة».