يُثبت هذا الكيان الراسخ الشامخ.. هذا الوطن المجيد..أنه موئل الثبات والاستقرار حتى في أحلك الظروف والمواقف.. فمن أزمات عربية سياسية واهتزازات عالمية اقتصادية إلى رحيل رمز قيادي وطني كبير. إلا أن سفينة هذا الوطن المبارك تمضي في سبيلها تحرسها عناية الله وحفظه. هذا ما يتأكد عبر عملية اختيار ولي العهد خلفاً لفقيدنا الكبير الأمير سلطان رحمه الله.. وكيف تمت هذه العملية بكل سلاسة وانسيابية وتلاؤم وتلاحم.. في صورة تبرهن للقاصي والداني متانة العلاقة وعمق الترابط فيما بين أركان القيادة من جانب - يحفظهم الله - وفيما بين القيادة والشعب الوفي من الجانب المقابل. أما اختيار القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وتعيينه ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية.. فهو الاختيار الحكيم من قائد حكيم لرجل الحزم والحلم والحكمة. إن مناقب ومواقف سمو ولي العهد الأمير نايف - يحفظه الله - يصعب حصرها والإلمام بها في هذه العجالة، ولو أردت لطال بي المقام.. ومع هذا فلن يغيب عن الذهن ملمحان رئيسيان في سجل أميرنا المحبوب وفقه الله.. أحدهما إرساؤه دعائم أمن هذا الكيان المترامي الأطراف والآخر اجتثاثه الإرهاب فكراً وممارسة في غضون سنوات قليلة.. ما شكل للعالم أجمع أنموذجاً فريداً في هذا الجانب حتى بات مثالاً يحتذى به في هذا الإطار.. وهنا أود أن أشير سريعاً إلى رعاية سمو ولي العهد - يحفظه الله - جامعة الإمام ودعمه مشاريعها وبرامجها ومسيرتها في مختلف حقول المعرفة والعلم، إذ لا يخفى على الجميع ما حظيت وتحظى به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من لدن سموه من دعم وعطاء كبيرين.. ومن ذلك على سبيل المثال كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للوقاية من المخدرات وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات الوحدة الوطنية.. ناهيك عمّا يقدمه - يحفظه الله - من دعم للمشاريع البحثية على مختلف المستويات.. إلى جانب رعايته الكريمة لمعظم إن لم نقل جل أنشطة الجامعة وفعالياتها الفكرية والبحثية. أسأل الله أن يحفظ هذا الوطن الشامخ آمناً مطمئناً.. وأن يوفق على طريق الخير مسيرة قادته وولاة أمره.. كما أسأله في علاه أن يمد أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.. بالعون والتوفيق وأن يجعل الخير والبركة حليفاً له في مهماته الجديدة. عميد شؤون المعاهد في الخارج بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية