استعانت إحدى المدارس غرب العاصمة الرياض (تحتفظ «الحياة» باسمها) بزجاجات المياه وعلب المناديل لتعوّض النقص الحاد في أعداد المكيفات في قاعات الامتحانات، إذ بدأ المعلمون بالدوران على الطلاب ومنحهم الماء ل «بل ريقهم» والمناديل كي يمسحوا بها «عرقهم» الذي أوشك أن يختلط بحبر أقلامهم. ومن المعلوم أن درجات الحرارة تصل إلى درجات قصوى هذه الأيام في العاصمة الرياض، وسط معاناة الطلاب الذين وقفوا مكتوفي الأيدي أما أجواء القاعات الأشبه ب «أفران المخابز». وما يزيد مصيبة الطلاب والطالبات حرارة الجو الخارجية، إذ لا يستطيع الطلاب الهرب من حر الداخل إلى سموم الخارج وشمسه العالية، ليقعوا في مأزق كبير، يؤثر في أدائهم في الاختبارات، فضلاً عن إمكان تعرضهم إلى الإصابة بضربات شمس. ويعتبر الطلاب والطالبات في القرى والهجر الأكثر تأثراً بتلك الأجواء، إذ تتناقص الخدمات الحكومية هناك وعلى رأسها الكهرباء، ففي إدارة تعليم البنات في منطقة الرياض قدرت مصادر ل «الحياة» عدد المدارس التي تعاني من نقص حاد في أجهزة التكييف داخل قاعات الاختبارات ب340 مدرسة متوسطة وثانوية. وكانت إدارة تعليم البنات في منطقة الرياض أصدرت تعميماً رسمياً توضح فيه أن أعمال الصيانة داخل المدارس متواصلة على مدار العام الدراسي فيما ينقل بعض الطالبات إلى الدراسة المسائية بسببها، كما تشير عدد من المعلمات إلى وجود أعمال صيانة قائمة منذ شهر، لكنها لم تنته حتى الآن على حد قولهم. وفي مدارس أخرى للبنين في الرياض رصدت «الحياة» أجواءها، يؤدي 200 طالب في كل قاعة اختباراتهم على نسمات جهاز تكييف واحد أو اثنين على الأكثر، فيما تظل بقية أجهزة التكييف في دائرة الأعطال. وكان طلاب إحدى المدارس في منطقة جدة أدوا اختباراتهم من دون كهرباء ولا ماء، بعد ان انقطع التيار الكهربائي عن المدرسة لمدة يوم كامل. وأجمع عدد من الأطباء في حديث سابق مع «الحياة» على أن الأجواء شديدة الحرارة التي تشهدها غالبية مناطق السعودية حالياً تؤثر نفسياً وبشكل «سلبي» في أداء الطلاب في الاختبارات، مطالبين بضرورة تهيئة الأجواء المناسبة التي توفر لهم الراحة والاستقرار النفسي لتمكينهم من الآداء بشكل جيد. يذكر أن عدد الطلاب والطالبات في منطقة الرياض تجاوز 1.6 مليون للمرحلتين المتوسطة والثانوية.