منذ انضمامها إلى نادي ليون الفرنسي قبل نحو موسمين، قادمة إليه من مونبيلييه، باتت لويزة نسيبة واحدة من الأرقام المهمة بمعادلة الكرة النسائية في فرنسا وصانعة العاب منتخب الديكة، إذ تحلم بالتألق معه كما فعل من قبل مثلها الأعلى زين الدين زيدان. ولا يجد الفرنسيون، أوالإعلام الفرنسي على وجه التحديد، حرجاً في تسميتها ب«زيدان الكرة النسائية الفرنسية»... والحقيقة أن نقاط تشابه كثيرة تجمع بين النجم المعتزل زيزو والنجمة الصاعدة لويزة نسيبة... فكلاهما يجيد اللعب بوسط الميدان، ويحمل (حمل سابقاً) الرقم السحري 10، وكلاهما ولد بمدينة مرسيليا عاصمة الجنوب الفرنسي، وكلاهما أيضاً ينحدر من أصول جزائرية. ولا غرابة بعده أن يكونا حديث الفرنسيين، خصوصاً بعد أن حجزت الجزائرية الأصل مكاناً لها ضمن المنتخب الفرنسي منذ 2005 أي قبيل إعلان النجم زيدان اعتزاله النهائي للكرة. بدأت نسيبة مداعبة الكرة في مسقط رأسها مرسيليا، المدينة التي تحتضن جالية جزائرية كبيرة، قبل الانتقال إلى نادي مونبيلييه ومن ثم إلى نادي ليون أحد أكبر وأهم الأندية الفرنسية تنظيماً وانجازات. تقول صاحبة ال22 سنة إنها بدأت تداعب الكرة مع أقرانها من الذكور ببعض شوارع وأزقة مرسيليا من غير أن يدور في خلدها يوماً أنها ستنضم إلى فريق الكرة لأني لم أكن على دراية بأنها هناك فرق نسائية، وفجأة اكشتفت أن في الضاحية ال14 للمدينة (مرسليا) فريق نسائي ووجدتني أوقع أول إجازة لي معه». وبعد بداية محشتمة تحولت صاحبة الرقم السحري 10 إلى نادي مونيلييه، إذ لم يطل مقامها فيه طويلا قبل أن تنضم لاحقاً إلى نادي ليون لتتوج معه بالدوري الفرنسي للموسمين الماضيين، ومعه تبلغ نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للكرة النسائية في الموسمين الماضيين. وتبدى لويزة أسفاً لتوقفها وليون في هذه المحطة ما يحرمها من إبراز المزيد من مواهب أوروبية، إلا أنها في المقابل تعترف بأنها «محظوظة لوجود رئيس نادي كروي مثل جون ميشيل أولاس ينفق لأجل نادي ليون، إذ لا نجد فرقاً بين فريق الرجال والإناث». وإن كانت خسرت بلوغ النهائي، فإنها في المقابل أحرزت ألقاباً شخصية بينها اختيارها أفضل لاعبة بالدوري الفرنسي في الموسم المنقضي (2008-2009)، وحجزت مكاناً مهماً لها بالمنتخب الفرنسي الأول، فخاضت معه 24 مباراة دولية، لكن أقصى أمانيها تظل التألق مع الديكة في البطولة الأوروبية للأمم التي ستقام شهر آب (أغسطس) المقبل بفنلندا. وتقول: «إن اختيارها أفضل في 24 مايو (أيار) الماضي أفضل لاعبة بالدوري الفرنسي يمثل اعترافاً بمجهودها خلال موسم مميز من النتائج، لكنه استحقاق لم يكن ليتحقق لولا دعم ومساعدة زميلاتها بالنادي». وتضيف أن: «هذا التألق والنجاح لم يكن ليتحقق لو بقيت مع النادي المرسيلي، إذ من الصعب إحراز الألقاب» على حد قولها. وتعتقد الجزائرية أن كرة القدم النسائية على رغم تطورها بفرنسا إلا أنها لا تزال تعاني الإقصاء وعدم الاهتمام الجماهيري والإعلامي بها. وتصرخ: «على رغم تضحياتنا داخل الملاعب، إلا أننا نشعر بنظرات غير عادلة نحونا. على الأقل شاهدوا مباراة في الكرة النسائية لتأخذوا نظرة عنا». وتتابع موضحة: «ليس بفضل مثل هذه الألقاب والكؤوس (أفضل لاعبة) سنشتهر أكثر وستعرفنا الجماهير. سيكون الأمر ممكناً في حال التألق وإحراز نتائج مهمة في المسابقات الدولية الكبرى». وتشتهر لويزة نسيبة بمهارات فنية عالية جعل البعض يلقبونها بسفيرة الكرة النسائية الفرنسية، في حين لا يجد أخرون حرجاً بتشبيهها بزيدان الكرة النسائية، لكنها ترفض هذا التشبيه بمن هو مثلها الأعلى وتؤكد: «زيدان يبقى زيدان».