اليوم يوارى والدنا الأمير سلطان بن عبدالعزيز الثرى والقلوب حزينة على فراقه، وغيابه هذا سيغيب معه ابتسامته الأبوية الدائمة على محياه، وتغيب معه اليدان السخيتان في العطاء، والوقوف مع المحتاجين، رحمك الله يا أبا خالد، وما علينا إلا الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يسكنه فسيح جناته، وأن يعين محبيه على فراقه. رحيل الأمير سلطان ليس بالأمر الهين فهي خسارة علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية، لما له من دور هام في حسم العديد من القضايا المؤثرة، ولعله في زيارته الميدانية على الحدود اليمنية على رغم معاناة المرض بمثابة الرسالة لكل مواطن، ولجنودنا البواسل على وجه الخصوص بأن دورهم وتضحيتهم في سبيل حماية الوطن له مكانة في قلوب الشعب من كبيرهم إلى صغيرهم، وما أجمل تواضع الأمير سلطان رحمه الله حينما يقبل جبين المصابين من جنودنا في لفتة إنسانية لا تُنسى، ولا نجدها إلا لدى المتواضعين لله سبحانه، فنسأل الله الكريم الحليم أن يجمعنا بسلطان القلوب المحبوب في جنات النعيم، فهو سبقنا ونحن سائرون في هذا الطريق. تشرفت وحظيت في مناسبات عدة كرياضي بتشجيع وكرم الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتبقى المناسبات ذكرى عزيزة على القلب، فالابتسامة الدائمة على محياه، وكلمات التشجيع التي ترفع من معنويات من خسر نيل الذهب من يديه الكريمتين كانت بلسماً لألم الخسارة، وعلى بعد أمتار استمعت ذات مرة لكلمات الأبوية الحانية لزملائنا في نادي آخر، وكيف كان لهذه الكلمات وقعها في تخفيف أحزانهم على خسارة الذهب. مواقف عديدة تابعتها عن قرب وكلمات من الأمير سلطان مع رؤساء أندية ولاعبين، بل وحتى مدربين، ولكن يبقى موقف اهتمامه المباشر لسيرة نادي الشباب التنافسية في البطولة العربية في الدوحة حدثاً فريداً لا يمكن نسيانه أبداً، بالذات أننا كلاعبين في نادي الشباب، وفي أولى خطواتنا في النادي لم نتخيل أو نتصور أن يكون للأمير سلطان صاحب المشاغل العديدة لأمور دولة بحجم ومكانة السعودية اهتمام بمتابعة فريق سعودي يلعب في بطولة عربية على سبيل المثال، إلا أن الاجتماع الطارئ الذي دعانا له رئيس نادي الشباب آنذاك الامير خالد بن سعد بث فينا الحماسة والروح القتالية في أن نأتي بكأس البطولة من بين أندية لها باع وتمرس ولا نقارن بها فنحن لم نكن ضمن المرشحين البارزين للبطولة، وكانت العودة للرياض بكأس البطولة تحققت بفضل الله ثم بفضل «حافز» اتصال الأمير سلطان بالبعثة الشبابية، وحتى عندما عدنا كان في استقباله وتكريمه لأعضاء البعثة دور بارز ومؤثر في مسيرة الشباب التنافسية منذ ذلك الوقت. رحمك الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جناته. [email protected]