طهران، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب - وصف وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي الاتهامات الأميركية لبلاده بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن بأنها «غبية» و «لا تصدق»، في وقت وجه مدع عام أميركي في نيويورك التهمة رسمياً إلى إيرانيين أحدهما معتقل بالتحضير لمحاولة الاغتيال. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن مصلحي قوله الخميس: «عندما ننظر إليهم من وجهة نظر الاستخبارات، ثمة تناقضات كثيرة تدفع إلى عدم تصديق أن حكومة مثل الولاياتالمتحدة تبرر ادعاءات غبية وتتوقع أن تصدق». وأضاف إن «الرد الأول لمسؤولينا الاستخباراتيين على هذا الادعاء كان مفاجأة حقيقية أمام كثرة السخافة في السيناريو». وتابع الوزير: «أتساءل أي جهاز استخبارات وأي عميل سري يعطي أوامره بالهاتف لمساعده المقيم على أراضي العدو؟ ويوضح مراراً في الهاتف المكان (المطعم) حيث كان مخططاً تنفيذ الاعتداء المزعوم ويقول إن من الأفضل إسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى (في الاعتداء) ويشتم للمناسبة زبائن المطعم». ورأى في الاتهامات الأميركية «مسرحية من طراز سيء». وقال مصلحي إنه في هذا السيناريو «تجري مساومة الأموال التي ستدفع عبر الهاتف وأنهم وصلوا الى حد القول ستجري استشارة مسؤولهم من أجل الحصول على مزيد من المال». وأضاف: «ما الذي أصاب العالم كي يعرض عليه سيناريو فيلم من طراز رديء بمثابة دليل ثم يرسل بعد ذلك إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة» لاتهام إيران. وتابع: «من وجهة النظر التقنية يمكن التساؤل لماذا تستخدم عصابة مخدرات مكسيكية في مثل هذه العمليات؟ وإضافة إلى ذلك لماذا تجازف عصابة مثل تلك، يقول الغربيون إنها تحقق سنوياً أرباحاً تعد بعشرات البلايين، بتنفيذ عملية لا تتجاوز 1.5 مليون دولار»، مثيرة استياء الولاياتالمتحدة. كما أشار إلى حصول منصور أرباب سير «على الجنسية الأميركية قبل ثمانية أشهر فقط بينما كان يقيم في الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عشرين سنة». وقال مصلحي: «لماذا تورط المتهم في مثل هذه المؤامرة بعد ثمانية أشهر فقط من حصوله على الجنسية الأميركية التي كان يحلم بها»؟ وقالت وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) إن المواطن الأميركي الإيراني أرباب سير أقر بعد اعتقاله بمشاركته في مؤامرة لاغتيال السفير عادل الجبير وإنه اعترف بأن «رجالاً قال إنهم مسؤولون كبار في فيلق القدس (التابع للحرس الثوري) تعاقدوا معه ودفعوا له أموالاً ووجهوه» بقصد تنفيذ الجريمة. وجاء في مذكرة الاتهام الأميركية أن أرباب سير التقى مراراً مخبراً أميركياً كان يظنه عضواً في عصابة مكسيكية لتهريب المخدرات لتدبير اغتيال السفير مقابل 1.5 مليون دولار. وأكد محامي أرباب سير أن موكله سيدفع ببراءته. وكان مكتب المدعي العام في نيويورك أعلن مساء الخميس أنه تم توجيه التهمة رسمياً إلى أرباب سير وشريكه الإيراني المتواري غلام شكوري. وستتم تلاوة القرار الاتهامي ضد الرجلين صباح الاثنين امام المحكمة. وسيعلن أرباب سير بعدها إذا كان يقر بذنبه أو يدفع ببراءته.