أظهرت نتائج استبيان المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي تلهفاً لدى مختلف فئات المجتمع إلى دور صحي أكثر تأثيراً داخل المجتمع، وإلى ضرورة البدء في تطبيق برنامج طبيب الأسرة من خلال المراكز الصحية داخل الأحياء. وأوضحت المشرفة على المبادرة الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد أن الاستبيان أظهر أن المجتمع في حاجه إلى تفعيل دور الأطباء والعاملين في المجال الصحي داخل المستشفيات والمستوصفات، لتنفيذ مبادرات صحية تمس أفراد المجتمع بشكل مباشر، مضيفة أن الندوات والمؤتمرات الطبية التي تزخر بها المستشفيات العامة والخاصة من الممكن أن تتولى دورها التثقيفي الصحي لو خرجت من أسوارها مباشرة إلى الأماكن الأهلية وداخل الأحياء السكنية. وأوضحت الأميرة نورة أن هذه الأفكار تحتاج عند تطبيقها إلى تعاون واضح بين القطاع الصحي ومراكز الأحياء والمجالس البلدية، خصوصاً في نشر الثقافة الاحترازية والوقائية ضد الأمراض والأوبئة، من خلال تنظيم الورش والندوات بمعية الأهالي وداخل الأحياء، مشيرة إلى أنه بالإمكان تفعيل دور طبيب الأسرة كجزء من العمل الصحي الاجتماعي، الذي يجب أن تبدأ المؤسسة الصحية في تنفيذه. وقالت: «إن نتائج الاستبيان أظهرت أهمية فتح المجال أمام العامة للاطلاع على البحوث الطبية، من خلال آلية يمكن أن تشترك فيها الجامعات المحلية والقطاعات الصحية، من أجل اطلاع أفراد المجتمع لما تتضمنه هذه الأبحاث من معلومات ونتائج طبية جديدة». يشار إلى أن الاستبيان الوطني أطلق قبل نحو شهرين بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، بتوزيع أكثر من 300 ألف استبيان على أفراد المجتمع، وتتلخص أهدافه في دراسة الإجابات التي يتم الحصول عليها، وبناء سجل معلوماتي حول القضايا الاجتماعية وسبل تطوير العمل الاجتماعي، وتعميق مبادئ مفهوم التكافل داخل المجتمع، من طريق فريق اختصاصي، إضافة إلى عمل الدارسات اللازمة التي تهدف في مجملها إلى إيجاد الخطط المناسبة والبرامج اللازمة من أجل فتح آفاق جديدة لتنمية الإنسان محلياً، وتطوير بيئته وتعزيز فكرة المنفعة الاجتماعية والعطاء الذكي، بما يخدم المصلحة العامة داخل المجتمع السعودي.