أقامت أمهات المفقودين والمختفين قسراً، لمناسبة 26 حزيران (يونيو) اليوم العالمي لضحايا التعذيب، اعتصاماً امام خيمتهن في وسط بيروت مقابل بيت الاممالمتحدة. ولم تنس الامهات، رفيقتهن «حارسة الخيمة» اوديت سالم، التي شاركتهن النضال الى أن غيبها الموت قبل نحو شهر من دون أن تعرف مصير ولديها المخطوفين قبل 24 عاماً. ولفت صورها الخيمة تأكيداً على استمرار مسيرة الامهات في المطالبة بمعرفة مصير مفقوديهن. وطالب رئيس جمعية «سوليد» غازي عاد في كلمة في الاعتصام المجلس النيابي بإدخال «تعديلات على قانون اصول المحاكمات الجزائية ليصبح منسجماً مع الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، وإنشاء آلية دولية وطنية لمنع التعذيب في السجون اللبنانية». وذكّر الامين العام ل «مركز الخيام» محمد صفا، بكل ضحايا التعذيب والاختفاء القسري في العالم اجمع، موجهاً التحية الى «جميع القابعين وراء القضبان في السجون الاسرائيلية والعربية والاميركية والاوروبية، وتحية الى كل اسير معتقل من اجل آرائه ومبادئه، والى كل ام تكتوي لفقدان ابنها»، داعياً الى «اطلاق سراح كل المعتقلين وكشف مصير كل المفقودين». ودعا صفا المجلس النيابي الجديد والحكومة العتيدة الى «ان يكون على اولويات جدولها حل قضية المخطوفين قسراً»، مناشداً الرؤساء «المجيء الى الخيمة للاطلاع على احوال الواقفين على رصيف الاممالمتحدة». وتحدثت عن لجنة «اهالي المفقودين والمخطوفين» مريم السعيدي، والدة المفقود ماهر قصير منتقدة الخطاب السياسي بعد الانتخابات، الذي دعا الى «طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة»، وسألت: «كيف تنسون الماضي ونحن لا نعلم مصير اولادنا. بدأتم المصالحات، فتعالوا وشاركونا عذاباتنا وقهرنا، الامهات يذوين على باب هذه الخيمة ويرحلن الى لقاء ربهن الواحدة تلو الاخرى، وفي قلوبهن غصة». ودعت السعيدي الامهات الى «تنفيذ اعتصامات امام المقار الرسمية ومنازل القيادات علّهم يسمعون صرخاتنا ويشاركوننا بعضاً من عذاباتنا ويلتفتون الينا ليكشفوا عما لديهم من مقابر جماعية». وأشار ممثل منطقة الشرق الاوسط المفوض السامي لحقوق الانسان في الاممالمتحدة فاتح عزام إلى ان «العذاب النفسي جراء عدم معرفة مصير الاحباء ان كانوا احياء ام لا، بخير ام لا، لربما هو من اقسى انواع التعذيب وهو تعذيب قد يستمر لسنين طويلة الى ان يتم الكشف عن مصير ذويهم». وقال: «نتذكر اليوم ضحايا التعذيب والمعاملة او العقوبة القاسية او اللاانسانية او المهينة، ونتذكر انه، وان نجحنا في معاقبة مرتكبي جريمة التعذيب ورد الاعتبار الى ضحاياهم، فإن آثار التعذيب تبقى مع هؤلاء الضحايا، احياناً طيلة حياتهم». وللمناسبة، قصد فريق طبي من «مركز الخيام» سجن رومية، بواسطة عيادته النقالة، ضمت 3 أطباء من مختلف الاختصاصات، صحة وجلد واعصاب، ومعالجتين نفسيتين، واستقبلهم مدير السجن العميد الياس سعادة. وتمت معاينة 100 نزيل، وقدمت لهم الادوية العلاجية المطلوبة. كما تم تقديم ارشادات نفسية لسبعة موقوفين في السجن. وأشار الفريق الطبي الى ان هذه الحملة، تأتي في اطار حملة دعم صحي واجتماعي ستشمل السجون اللبنانية في مختلف المناطق.