يعيش والدان سعوديان الساعات الأخيرة من عمر ابنهما الفتى المحكوم بالقصاص، وكلهما رجاء بأن تمتد يدٌ بيضاء لتعتق رقبة ابنهما الوحيد من الموت الذي أنشب مخالبه في روحيهما طوال سنوات كان يدنو فيها السيف من رقبة فلذة الكبد شيئاً فشيئاً.وتحولت قضية المحكوم «فيصل» (18 عاماً) من مشاجرة أطفال كان محرِّضها الشقاوة إلى حادثة قتل، وبعد ما يقارب أربع سنوات من الحادثة، صدر بحقه حكمٌ يقضي بالقصاص منه خلال أيام قلائل. والد فيصل يصطلي بنار القهر وقلة الحيلة، فحتى اليوم لم يستطع تأمين مبلغ 20 مليون ريال التي طلبها ذوو القتيل، في مقابل إنقاذ رقبة فلذة كبده من القصاص، وبصوت تخنقه العبرة يقول ل«الحياة»: «لا أعلم إلى أين أذهب وإلى من ألجأ؟». وتحارب «أمل» شقيقة فيصل اليأس متسولةً الأمل الذي يعصف في جوف قلبها بعودة شقيقها، فنفَّذت حملةً مليونية لجمع تبرعات تعتق رقبته، وتقول: «على رغم أن عمر القضية تجاوز أربع سنوات، إلا أن ذوي القتيل لم يخبرونا عن الدية إلا منذ أربعة أشهر، وها نحن الآن نحاول بكل ما أوتينا من أمل أن نجمع أكبر مبلغ من التبرعات على حساب أحد البنوك، لكن المبلغ أكبر من إدراكنا. نرجو من الله أن يبعث لنا من يخلصنا من العذاب، فوالدتي حتى اليوم تبكي على فيصل حتى تكالبت عليها الأمراض، وتحتاج إلى جراحة عاجلة ترفض إجراءها إلا بعد خروج فيصل». وفيما ينهش المرض جسد أم فيصل، لم ينبس لسانها سوى بدعاء الرجاء: «ولدي يساق إلى الموت وما أقول إلا أسأل الله الفرج». وتعود قصة «فيصل» إلى أربع سنوات كان حينها فتى صغيراً، دخل في عراكٍ مدرسي مع زملائه، انتهى بمقتل اثنين منهم، واتهم بقتل أحدهما، فسيق إلى غياهب السجن وقاعات القضاء، وصدر بحقه حكم شرعي بالقصاص سيتم تنفيذه خلال أيام قليلة، يعيش فيها الوالدان أسوأ أيام حياتهما، ومازالت أيديهما مرفوعةً نحو السماء تدعو الخالق أن ينجي الابن من القصاص.