غذاء الحامل يجب أن يكون كافياً، معتدلاً ومتوازناً يؤمن لها ولجنينها ما يلزمهما من عناصر غذائية ضرورية. والطاقة اليومية التي تحتاجها الحامل تقدر بحوالى 2500 سعرة حرارية، ثلثها يأتي من الأدهان التي يستعملها الجنين لتأمين نموه وتطوره. أما الأم فتعمل على تكديس جزء منها في مختلف أنحاء جسمها، خصوصاً في الثديين والحوض، وذلك من أجل مواجهة متطلبات الجنين المتزايدة خلال الثلث الأخير من الحمل وخلال فترة الإرضاع. ان الأدهان يجب أن تتواجد في صحن الحامل حتى ولو كانت بدينة، لأنها تزود الجنين بالأحماض الدهنية الأساسية المهمة لتطور كل عضو من أعضاء الطفل، خصوصاً الدماغ. وهناك نوعان من الأحماض الدهنية الأساسية: الأحماض الدهنية "أوميغا - 3"، والأحماض الدهنية "أوميغا - 6"، وعلى الحامل أن تحرص على تأمين هذين النوعين في طعامها من أجل ضمان حسن نمو الجنين وتطوره، ذلك ان أحداً منهما لا يمكن أن يحل مكان الآخر فهما يلعبان دورين متكاملين لتأمين التوازن عند الطفل. إن دماغ الطفل يتطور أكثر ما يتطور في الثلث الأخير من الحمل وفي الأشهر الأولى بعد الولادة. ان تطور الخلايا العصبية للدماغ يحتاج الى الأحماض الدهنية "أوميغا - 3" و"أوميغا - 6"، ولكن التحريات العلمية بينت أنه لا توجد مشكلة في توافر هذه الأخيرة أي اوميغا - 6 في الوجبات فهي متواجدة في المارغرين وكل أنواع الزيوت تقريباً، خصوصاً زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت فول الصويا وزيت الزيتون وزيت الفستق. في المقابل هناك مشكلة بالنسبة الى الأحماض الدهنية "أوميغا - 3"، فالحوامل لا يأخذن حاجتهن الضرورية منها، فهذه الأحماض تلعب دوراً رئيسياً في: تشكل دماغ الطفل. تنظيم أرقام الضغط الشرياني لدى الحوامل. تساهم في وصول الحمل الى نهايته وبالتالي فهي تمنع حدوث الولادة المبكرة وما يترتب عنها من أخطار. عدا هذا وذاك، فأحماض "أوميغا - 3" تجعل الأطفال أكثر ذكاء، وفي هذا النطاق قام باحثون نروجيون بدراسة على مجموعتين من الحوامل، أعطيت المجموعة الأولى زيت كبد سمك "مورو" الغني بأحماض "أوميغا - 3" وذلك اعتباراً من الشهر الخامس للحمل وحتى الشهر الثالث من عمر الطفل بعد الولادة. أما المجموعة الأخرى فتلقى أفرادها زيت الذرة الغني بالأحماض الدهنية "أوميغا - 6". وعندما وصل أطفال المجموعتين الى سن الرابعة، قام الباحثون باجراء اختبار الذكاء عندهم فكانت النتيجة زيادة في معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم زيت سمك المورو أحماض أوميغا - 3 بالمقارنة مع الأطفال الذين أخذت أمهاتهم زيت الذرة أوميغا - 6. وهناك دراسات سابقة بينت أهمية وفوائد الأحماض الدهنية بالنسبة الى الأطفال الرضّع اذ أوضحت ان الاطفال الذين تغذوا بحليب مدعوم بالأحماض الدهنية "أوميغا - 3"، و"أوميغا - 6" ينمون أفضل من غيرهم. مسك الختام، على الأمهات أن يتنبهن الى الملاحظات الآتية: على الأم، خلال فترة حملها، أن تؤمن احتياجاتها من الأحماض الدهنية الأساسية "أوميغا - 3" و"أوميغا - 6". إذا كانت الأم مرضعاً، فعليها أن تدعم طعامها بالأحماض الدهنية "أوميغا - 3"، ويجدر بالذكر هنا ان أهم الأغذية الغنية بها هي: الجوز، البندق، زيت الكولزا، زيت الصويا، زيت الكتان، السمك المدهن، زيت السمك. إذا كانت الأم لا ترضع طفلها، فعليها أن تنتبه الى نوع الحليب الاصطناعي الذي تمده به. صحيح أن انواع الحليب المتوافرة في الأسواق مدعومة أساساً بالأحماض الدهنية "أوميغا - 3" و"أوميغا - 6"، ولكن غالبها لا يحترم النسبة المثالية بينهما، لا بل أن بعضها يحتوي على نسبة من "أوميغا - 6" تعادل 4 الى 5 مرات أكثر من "أوميغا - 3"، لهذا فعلى الأم أن تنتبه جيداً الى نسب الأحماض الدهنية في الحليب