سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مبدأ الأرض مقابل السلام لا يزال أساس التسوية". أنان ل "الوسط": الاستقلال للفلسطينيين والأمن للاسرائيليين
نشر في الحياة يوم 10 - 09 - 2001

رأى كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة خاصة مع "الوسط" ان أي قرار دولي نهائي في شأن حل النزاع بين الفلسطينيين واسرائيل يجب ان يقوم على اساس قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 242 الذي يرفض احتلال الارض بالقوة. وقال ايضاً ان القرار النهائي يتطلّب انسحاب اسرائيل الى خطوط هدنة العام 1949 مع مراعاة أي تعديلات طرأت بموجب اي اتفاقات توصلت اليها اسرائيل مع السلطة الوطنية الفلسطينية. وأكد أنان ان للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي دوراً قوياً في احلال السلام في الشرق الاوسط.
وسألته "الوسط" عن موقفه حيال برنامج الدرع المضادة للصواريخ الذي قرر الرئيس الاميركي جورج بوش تطبيقه، فأجاب بأنه يعارض ما سمّاه "إضفاء مسحة تسلّح على الفضاء الخارجي".
وقال، في شأن معارضة أميركا لمعاهدة كيوتو البيئية، ان الاحتباس الحراري يُعتبر "بلا شك أحد أخطر التحديات التي تواجه البشرية حالياً". وذكر الامين العام للمنظمة الدولية انه يفضّل ان يكون مجلس الامن الدولي "موسعاً وأكثر قدرة على تمثيل" مختلف الدول والقوى. لكنه رأى ان "العولمة أمر لا مناص منه" على رغم التظاهرات العنيفة ضد سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وقمة الدول الثماني الصناعية الكبرى.
في ما يأتي نص الحوار:
هل أضحى العالم مكاناً شديد الخطورة أم ان القلق والمخاوف الدولية تساعد في احتواء المخاطر؟
- من الواضح ان العالم لا يزال مفعماً بالمخاطر من انتشار الاسلحة الصغيرة الى التهديدات المحدقة الناجمة عن صنع الأسلحة النووية، ومن الوفيات اليومية التي يتسبب بها مرض نقص المناعة المكتسب الايدز والامراض الاخرى الى استمرار وجود الفقر على مستوى يهدد بقاء ملايين الاشخاص. من هذه الناحية لا يزال العالم مليئاً بالمخاطر كالعهد به.
ولكن على رغم ذلك اعتقد بأن ثمة انباء سارة تتمثل كما ورد في سؤالك في زيادة وعي المجتمع الدولي بضرورة العمل الجماعي على مواجهة تلك المشاكل، من خلال التوصل الى معاهدات، كمعاهدة منع الانتشار النووي او معاهدة اوتاوا التي تحظر استخدام الالغام الارضية. بهذه الطريقة يضع المجتمع الدولي حداً لبعض التهديدات، فيما يقوم بجهود منسقة لمعالجة المخاطر الاخرى. واقترحت قيام صندوق عالمي لمكافحة الايدز والامراض، بحيث يمكن لحكومات ان تجمع مبلغاً اضافياً سنوياً يراوح بين 7 و10 بلايين دولار لمكافحة الايدز والازمات الصحية الكبرى الاخرى. وبدأنا نتلقى مساهمات من اجل قيام ذلك الصندوق. ويعتبر التقارب المتزايد بين الحكومات والشعوب لمواجهة المشكلات الكبيرة التي يواجهها العالم دلالة مفعمة بالامل على ان العالم سيكون مكاناً اكثر امناً بالنسبة الى الاجيال المقبلة.
هل تعتبر اسلحة الفتك الشامل مثل القنبلة النيوترونية والاسلحة البيوكيماوية التي تملكها اسرائيل وايران وربما العراق أكثر خطراً وتهديداً من اسلحة الدمار الشامل كالرؤوس الحربية النووية والقنابل الشديدة الانفجار؟
- لقد توصلت الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى معاهدات تمنع انتاج اسلحة الفتك والدمار الشامل وتفرض قيوداً على استخدامها، ويشمل ذلك الاسلحة النووية والكيماوية والجرثومية. واعتقد بأن الدول الاعضاء تقدر التهديد الخطير الذي تجسده هذه الاسلحة كلها واشعر بالامتنان حيال الخطوات التي يجري اتخاذها لاحتواء تلك المخاطر.
ما هي آمالك ازاء نتيجة المفاوضات المتعلقة باعادة النظر في معاهدة منع الصواريخ الباليستية التي تم التوصل اليه العام 1972 ومعاهدة "ستارت" الثالثة والدرع المضادة للصواريخ ومفاوضات الحد من تدفق الاسلحة الخفيفة؟
- اعتقد بأن سعي حكومة الولايات المتحدة الى التشاور مع الدول الاخرى في شأن مسائل من قبيل معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية والاتفاقات الاخرى المماثلة يعتبر دلالة ايجابية. اعتقد بأن ثمة ضرورة لتعزيز اتفاقات نزع السلاح ومنع انتشاره الموجودة اصلاً، وذلك للحيلولة بوجه خاص دون اندلاع سباق جديد على التسلح والابقاء على الفضاء الخارجي خالياً من الاسلحة. واتمنى ان تتفاوض الدول كلها على اتفاقات ملزمة قانوناً بنزع التسلح، على ان تكون تلك الاتفاقات قابلة للتحقق من التقيد بأحكامها ولا يمكن للدولة الموقعة عليها ان تنسحب منها.
هل تلك وحدها هي المشكلات الكبرى التي تواجه الامم المتحدة والعالم؟
- لا شك في ان المشكلات الكبرى التي يواجهها العالم ناجمة عن عدم المساواة، خصوصاً بين الدول وداخل مجتمعاتها. وتمكن مشاهدة عواقب عدم المساواة في كل شيء من النزاعات حول الموارد الشحيحة الى نزوح الاشخاص على مستويات كبيرة وعدم قدرتهم على اطعام انفسهم. وهي تتجسد ايضاً في معاناة المصابين بعدوى مرض نقص المناعة المكتسب. وفي العالم الصناعي اتاح امكان الحصول بسهولة على العقاقير للسكان ان يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي لم يكن متخيلاً الوصول اليه حتى قبل سنوات معدودة. وفي العالم النامي يقوم الايدز بتدمير مجتمعات بأسرها.
واذا كنا جادين في محاولة معالجة مشكلات العالم فيجب علينا ان نضمن اننا لن نترك غالبية شعوب العالم وراءنا، وان نضمن ان بوسعهم ايضاً التمتع بمنافع العولمة، بدءاً من التوسع في تقنية نقل المعلومات والاتصالات وانتهاء باحتمالات زيادة فرص العمل.
معاهدة كيوتو
تحظى بامتيازات لم يتمتع بها امين عام سابق للامم المتحدة منذ عهد الامين العام الراحل داغ همرشولد، اي شيء تأمل بانجازه خلال السنوات الخمس المقبلة؟
- اشكرك على الاطراء. ولكن ما يمكنني انجازه خلال السنوات الخمس المقبلة لا يعتمد على امتيازاتي، بل على رغبة الدول الاعضاء واستعدادها لتنفيذ الاهداف ولكن ذلك لن يتحقق الا اذا كرّسنا كلنا جميعاً الطاقة الضرورية والموارد اللازمة لانجاز ذلك العمل.
دولة كيريباتي... احدى الدول الاعضاء في الامم المتحدة لكنها تواجه التهديد بالغرق في مياه المحيط الهادي بسبب التبدلات المناخية. ما هو رأيك بمعاهدة كيوتو وما يقال عن الاحتباس الحراري؟
- تعتبر التغيرات المناخية من دون شك احد اخطر التحديات التي تواجه البشرية حالياً. نحن نعرف علمياً ان ذوبان القمم الجليدية القطبية وارتفاع مستوى مياه البحر يهددان شعوب الجزر المنخفضة والمناطق الساحلية وذلك من خلال تآكل التربة وكثرة الأعاصير. وفي المناطق الاشد سخونة وامطاراً يمكن للأمراض المعدية كالملاريا والحمى الصفراء ان تنتشر بسهولة. لكن القضايا البيئية مرتبطة بشكل وثيق بالاقتصاد والامن الوطني وبقضايا الطاقة. ومما يؤسف له ان نتائج التغيرات المناخية لا تظهر الا على المدى الطويل ولذلك يصعب احياناً الضغط على الحكومات لتهتم بهذه القضية. ولكن على رغم ذلك كله تنبغي معالجة مشكلة التغيرات المناخية من خلال سياسة جماعية موحدة. يجب ان تشارك الدول كلها في الرد، طالما انها كلها ليست محصّنة من ذلك التهديد. لقد بذلت مجهودات كبيرة على مرّ السنوات لندرك اننا اذا اردنا ان نعيش معاً على الارض فيجب علينا جميعاً ان نكون مسؤولين عنها.
ولهذا شعرت بسعادة غامرة في الاجتماع الاخير الذي عقد في بون لمناقشة بروتوكول معاهدة كيوتو من جراء الاتفاق السياسي على آليات الاجتماع. وهي رسالة قوية مفادها ان خفض الغازات الحرارية المنبعثة يجب ان يكون جزءاً لا يتجزأ من عملية الانتاج والاستهلاك. وكان اتفاق بون ثمرة عمل شاق وتراض على القبول بالتنازل. وهو يدلّ على تفهّم مشترك للحاجة الملحّة للقضاء على الاحتباس الحراري...
يبدو ان المخاطر الرئيسية لاندلاع الحروب تتركز حالياً في مناطق شرق وجنوب شرقي آسيا. هل يمكن للامم المتحدة ان تقوم بأي وساطة قبل تفاقم تلك النزاعات؟
- هناك دور للوساطة تقوم به الامم المتحدة ليس في شرق أو جنوب شرقي آسيا. ففي كثير من انحاء العالم ثمة وجود للأمم المتحدة. لدينا في جنوب آسيا مكتب سياسي كبير في إسلام آباد يديره الممثل الخاص للامين العام فرانشيسكو فيندريل. ويسعى المكتب الى ممارسة ضغوط من اجل احلال السلام بين الافرقاء في افغانستان. كما ان للامم المتحدة وجوداً على صعيد حفظ السلام في كشمير يتمثل في "مجموعة المراقبة العسكرية التابعة للامم المتحدة في الهند وباكستان".
وفي جنوب شرقي آسيا ظلت السلطة الانتقالية التي تشرف عليها الامم المتحدة في تيمور الشرقية تساعد في ارشاد شعب تيمور الشرقية وتوجيهه نحو الحكم الذاتي بانتظار الاستقلال وهو هدف آمل ان تعززه الانتخابات التي اجريت في 30 آب اغسطس الماضي لانتخاب اعضاء جمعية تأسيسية برلمان. وقدمت الامم المتحدة مساعدات لإنجاح الانتخابات.
وفي رقعة اخرى في المنطقة نفسها تُجرى محادثات بين الامم المتحدة والحكومة الكمبودية بهدف تشكيل محكمة مختلطة من الحكومة الكمبودية والامم المتحدة لمحاكمة قادة حركة "الخمير الحمر" على جرائم ارتُكبت في السبعينات. وآمل بأن يساهم ذلك في استقرار كمبوديا.
أجريت على مدى سنوات محادثات هدفها اقناع اسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها. من ناحية عملية هل هنالك ما يمكن القيام به في هذه القضية؟ ألم يحن الآوان للعودة الى القرارين 242 و338؟
- ما ينبغي القيام به في هذه المرحلة هو حمل الطرفين على وقف دورة العنف المدمر التي تنشر الموت والبؤس وسط الفلسطينيين والاسرائيليين على السواء. يجب ان يظهر زعماؤهم الشجاعة السياسية اللازمة للتمسك بالترتيبات الأمنية القائمة والعودة للمفاوضات. ومن الأشياء المشجعة في هذه الناحية ان تعمل الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية بهدف واحد يتمثل في اعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى المسار السياسي.
أما بالنسبة الى قراري مجلس الأمن اللذين أشرت اليهما، فالمسألة ليست مسألة العودة اليهما، فهما بقيا على الدوام. ولا يزال عدم الاعتداء واحتلال الأرض بالقوة ومبدأ الأرض مقابل السلام أساساً لتسوية شاملة وعادلة ودائمة في المنطقة.
المستوطنات
هناك مسألة المستوطنات اليهودية التي تعتبر مخالفة لمعاهدة جنيف الرابعة. هل يعني ذلك انها يجب ان تزال أم سيسمح لعدد منها بالبقاء لتكون في مقابل الاراضي التي اعطيت لاسرائيل حين أسست الامم المتحدة سنة 1947؟
- ينظر الفلسطينيون وأطراف أخرى كثيرة الى وجود المستوطنات في الأراضي المحتلة والاستمرار في تشييد الطرق الالتفافية التي يقتصر استخدامها على المستوطنين الاسرائيليين باعتبارهما من أهم أسباب الأزمة. ومتروك للطرفين تقدير امكان تبادل الأرض كجزء من تسوية نهائية، ولا أريد ان أدلي بأحكام مسبقة قبل اتفاقهما على شيء. لكن الأهم ان يستجيب الاتفاق النهائي للرغبة المشروعة للفلسطينيين في الاستقلال الوطني وللمطالب المشروعة للاسرائيليين بالاعتراف بهم وتوفير الأمن لهم على اساس قرارات مجلس الأمن الخاصة بهذا الشأن.
هل ثمة دور يمكن ان تقوم به قوة عسكرية تابعة للامم المتحدة في مناطق التوتر؟ وإذا كان الأمر بالإيجاب فهل يتعين ان تكون قوة دائمة أم قوة انتشار سريع؟
- لمهمات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي تتكون من كتائب تابعة للدول الاعضاء سجل مشرف في ارجاء كثيرة حول العالم، بما في ذلك لبنان. ومنحنا جائزة نوبل للسلام سنة 1988. وتوصلت الامم المتحدة الى نظام ترتيبات للاستعداد لنشر قوات يمكن للدول الاعضاء المشاركة فيه ان تخبرنا بموجبه بعدد القوات او الامكانات التي يمكنها ان تزودنا بها في فترة 30 أو 90 يوماً. هذا النظام يتيح لنا رسم صورة أفضل لما يمكننا ان نستجيب به سريعاً للرد على الأزمات، ولم يعد علينا ان ننتظر شهوراً قبل ان نتمكن من نشر قوة فاعلة لحفظ السلام.
هل هناك دور يمكن ان تقوم به الدول خارج اطار الامم المتحدة كالنروج والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط أو دور للاتحاد الأوروبي في جنوب شرقي أوروبا وهكذا؟
- نعم، طبعاً. للقوى الكبرى كلها دور بناء في تلك الأزمات كلها. وظلت النروج - مثلاً - تتصدر هذه المجهودات. وكما تعلم فإن النروجيين قاموا بدور المسهل لما أضحى يعرف باتفاقات اوسلو، وكان لهم نشاط في كل من سري لانكا حيث سعوا الى التوصل الى حل سلمي للنزاع المستمر بين الحكومة ونمور التاميل. وكما ذكرت فإن الاتحاد الأوروبي غداً يقوم بدور متزايد في حل أزمتي الشرق الأوسط والبلقان. ولعل الاتفاق الأخير بين حكومة يوغوسلافيا السابقة ومقدونيا والثوار المتحدرين من أصل الباني يمثل نموذجاً تاماً لجدوى المشاركة المتزايدة للاتحاد الأوروبي في الديبلوماسية الدولية.
في بعض الحالات، ولأسباب مختلفة، قد لا يكون ممكناً التوصل الى نتيجة لمفاوضات على حل نزاع في اطار الامم المتحدة، ولذلك من المهم للغاية ان يكون هناك وجود للقوى الأخرى.
في ما يتعلق بالشرق الأوسط، هناك عدد من المبعوثين الخاصين الذين يمثلون عدداً من الدول والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، الذين يقومون بمشاركة فاعلة. ولديهم جميعاً دور يمكنهم القيام به في سياق البحث عن السلام. والواقع انهم يعملون جميعاً من اجل هدف مشترك يتمثل في انهاء العنف وحمل الطرفين على العودة الى مائدة المفاوضات. والمهم ان يعيدوهما الى مائدة المفاوضات وليس مهماً الأشخاص الذين يمكنهم تحقيق ذلك.
ما هو تقويمك لنتائج مؤتمر ديربان الذي ناقش العنصرية، خصوصاً ان اسرائيل والولايات المتحدة قررتا الانسحاب من أعماله؟
- في مطلع القرن الجديد لا تزال هناك مجتمعات كثيرة غارقة في النزاعات العرقية وفي الخوف ممن ينظرون اليهم باعتبارهم الآخرين. ولا تزال توجد شعوب عدة تتعرض للتمييز ضدها بسبب انتمائها الى عرق بعينه أو جماعة دينية بعينها. وقد وفر المؤتمر العالمي ضد العنصرية والتمييز العنصري وكره الآخرين في ديربان فرصة فريدة لتحقيق انفراج في مواجهة هذه الخطايا المفزعة التي يعيشها العالم حالياً. وبالنسبة إلى اسرائيل والدول الأخرى فإننا بحاجة الى اعلان ينظر الى كل مجتمع من مجتمعات العالم من دون تهيب والى تلك الأخطاء التي تتفاقم وليس الى ازالة العنصرية والتمييز. لا بد من الاعتراف بمآسي الماضي. ولكن إذا أردنا المضي قدماً في هذه القضية يجب ألا نكون أسرى الماضي. يجب أن ندقق في الجروح القديمة، ولكن ليس علينا ان نفتحها. ومن أجل ملايين الأشخاص الذين يعانون يومياً من كل أنواع التمييز لا يمكننا أن نبدد الفرصة التي أتاحها انعقاد مؤتمر ديربان.
توسيع مجلس الأمن
في ما يتعلق بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن التي لم تتغير منذ سنة 1944، هل تجب اضافة الهند واليابان اليها؟ وهل يتعين بقاء حق النقض الفيتو؟
- تعتبر قضية توسيع نطاق عضوية مجلس الأمن واحدة من القضايا التي لا تزال الدول الأعضاء متفقة عليها، وتبقى خلافات بينها في شأن الحجم المثالي الأنسب لعضوية المجلس وكذلك في شأن مسألة حق النقض. ومتروك، للدول الأعضاء ان تقرر السبل المناسبة لاصلاح المجلس، لكنني اعتقد بأن المجلس اذا تم توسيع نطاق عضويته لتمثيل مجموعات أكبر فسيحصل على مزيد من الشرعية وقد يكون بذات الفاعلية التي يتسم بها المجلس الحالي الذي يبلغ عدد أعضائه 15 دولة.
العولمة... هل هي شر لا بد منه؟ هل هي جيدة أم سيئة أم الاثنين معاً؟
- اعتقد بأن العولمة أمر لا مندوحة منه. والواقع ان الكلمة تصف عملية تحصل أصلاً وتشمل نمو التجارة الدولية وتطور تكنولوجيا المعلومات وعوامل أخرى ظلت على قيد الوجود منذ فترة. واعتقد بأن العولمة يمكن، بل يجب أن تكون قوة ايجابية بيد شعوب العالم، غير أن القلق الذي يساور أشخاصاً كثيرين في كل أنحاء العالم في شأنها مؤشر قوي الى أن العولمة لا يزال ينظر اليها باعتبارها مهدداً. لذلك يجب على الحكومات ان تصغي الى المخاوف التي تم التعبير عنها وأن تتخذ اجراءات ملموسة لتضمن ان منافع العولمة يتم اقتسامها بقدر أكبر من المساواة. وطلبت من حكومات الدول المتطورة ان تبذل جهداً أكبر لفتح اسواقها للدول النامية. ومن الخطوات الأولىة الكبيرة في هذه المساعي قرار الاتحاد الأوروبي تبني فتح أسواقها من دون فرض حصص أمام منتجات الدول الأقل نمواً، باستثناء الأسلحة. وانني أشجع الدول المتقدمة الأخرى ان تحذو حذو الاتحاد الأوروبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.