خلال ربع قرن مضى ازداد عدد المصابين بالأورام القتامية الخبيثة Malignant Melanomas بنسبة 75 في المئة، وأصبحت هذه الأورام ثالث انواع السرطان انتشاراً بين النساء وسابعها انتشاراً بين الرجال ما بين سن ال 15 وال 34 عاماً. ويتوقع الخبراء ظهور اكثر من مليون اصابة جديدة بسرطان الجلد ووفاة 9 آلاف شخص نتيجة الاورام القتامية الخبيثة هذا العام. بينما حذّر اخصائيو الامراض الجلدية من ان هذا الخطر لا يستثني أي انسان، وان الاشخاص الذين تعرضوا لحروق اشعة الشمس في الصغر هم الأكثر تعرضاً لخطر الاصابة بالأورام القتامية الخبيثة. وفي دراسة حديثة قام بها علماء من جامعتي هاواي وهارفارد على مئات الاطفال ما بين 6 و8 سنوات، لوحظ ان 80 في المئة من نسبة تعرض الانسان لأشعة الشمس طوال حياته يتم في مرحلة الطفولة. وكانت دراسات سابقة قد اثبتت وجود علاقة بين تكرار الاصابة بالحروق الجلدية الناتجة من التعرض لأشعة الشمس اثناء الطفولة، وازدياد خطر الاصابة بالأورام القتامية الخبيثة. وان السبب في ذلك يعود الى اشعة الشمس فوق البنفسجية التي ترتفع درجة حرارتها الى 10 اضعاف قوتها العادية ما بين الساعة 11 صباحاً و3 بعد الظهر. كما بيّنت الدراسات انه كلما ازداد تعرض جلد الانسان للحروق الشمسية خلال فترتي الطفولة والمراهقة، ازدادت خطورة الاصابة بسرطان الجلد القتامي. وهذا ما اكده البروفسور غوردون ماكفي وهو من العلماء البريطانيين المخضرمين في ابحاث السرطان. وتشير الدلائل الواردة من الدراسات والتجارب الوبائية الى ان الاشعة فوق البنفسجية من نوع UV-B هي العامل الرئيسي المسبب لسرطان الخلايا الجلدية الأساسية والصدفية والحروق الجلدية. كما ان معظم اخصائيي الامراض الجلدية كانوا يعتقدون منذ زمن طويل ان اشعة UV-B التي تسبب حروق الجلد الشمسية تمثل خطراً اكبر من أشعة UV-A. وهذا ما دفع العديد من الشركات المصنعة للدهون الواقية من اشعة الشمس الى التركيز على الدهون العازلة لأشعة UV-B مع توفير جزء من الوقاية ضد أشعة UV-A. وأشار الدكتور جيفري كوبلان رئيس مراكز الوقاية والسيطرة على الامراض في الولاياتالمتحدة الاميركية الى ضرورة تنبيه الشباب والمراهقين الى اهمية وقاية جلودهم من أشعة الشمس في الصغر، نظراً لفائدة ذلك في حمايتهم من سرطان الجلد في الكبر. وكانت وكالة "ناسا" قد لاحظت ان كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تخترق طبقة الاوزون الواقية لكوكب الأرض قد ازدادت بنسبة 7 في المئة لتصل الى 10 في المئة خلال السنوات العشر الماضية. بينما لاحظ العلماء ان خطورة الاصابة بسرطان الجلد القتامي ارتفعت من 1 لكل 250 شخصاً الى 1 لكل 70 شخصاً خلال الفترة ذاتها. لذا تبقى افضل طريقة للوقاية من هذه الامراض الخبيثة هي في محاولة تفادي التعرض الزائد لأشعة الشمس في الطفولة مع اتخاذ احتياطات كافية لحماية اطراف الجسد التي تتعرض لهذه الأشعة خلال فصل الصيف.