انتقل الى رحمة الله تعالى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام والرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بعد عمر حافل بالعطاء وجليل الأعمال. كان الشيخ الراحل من أبرز العلماء في السعودية والعالم الإسلامي. وقد ترك عدداً كبيراً من المؤلفات الدينية المهمة، أبرزها: توضيح المناسك، ورسالتان موجزتان في الزكاة والصيام، ونقد القومية العربية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته، وثلاث رسائل في الصلاة، والجهاد في سبيل الله، وغير ذلك. وذكر بيان أصدره الديوان الملكي السعودي أن المسلمين خسروا "بوفاة سماحته خسارة كبيرة حيث فقدوا بفقده عالماً جليلاً كرس كل حياته في سبيل العلم وخدمة الاسلام والمسلمين على اختلاف أوطانهم في جميع أنحاء المعمورة". ولد بن باز في أسرة دينية في الرياض في ذي الحجة سنة 1330 ه. وذكر في مقدمة كتابه "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" أنه كان بصيراً أول دراسته، ثم أصابه مرض في العين ذهب ببصرها مطلع العام 1350 ه. وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه، ثم بدأ تلقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض. استهل الشيخ بن باز حياته العملية قاضياً في الخرج حيث بقي في هذه الوظيفة نحو 14 عاماً. وتحول الى التدريس ومكث في هذه المهنة نحو تسع سنوات. وعين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة ثم رئيساً لها. وفي 1395 ه صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بمرتبة وزير. وعلى رغم كثرة متطلبات العمل في تلك الإدارات، فإن العالم الراحل اضطلع بعضوية هيئة كبار العلماء في المملكة وكان يرأس لجنتها الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. وكان عضواً ورئيساً للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وتولى رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد، والمجمع الفقهي الإسلامي في مكةالمكرمة. وقد وصفه أحد الذين ترجموا له بأنه "أحد الثلة المقدمة في علوم الشريعة الإسلامية ومرجع المستفتين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي". ووصفته رابطة العالم الإسلامي بإنه "علامة الأمة وفقيهها وأحد أعلامها الثقات البارزين".