يستمرّ الربيع الثقافي الفلسطيني في باريس، من خلال نشاطات ابداعيّة متنوّعة بدأت بمعرض فوتوغرافي، وتواصلت مع المسرح "موتيل" فرنسوا أبو سالم، "ليالي الحصاد" محمود دياب/ بيت الكرمة. وكانت للفنون التشكيليّّة فيها حصّة مهمّة من خلال المعرض الجماعي الذي يستضيفه "معهد العالم العربي" ويضمّ أعمالاً لكل من جمانة الحسيني، كمال بلاطة، ليلى شوا، سهى شومان، سليمان منصور، ناصر السومي، منى حاطوم، تيسير بركات، خليل ربّاح. ومن الطبيعي أن تكون للأدب حصّة الأسد في "ربيع الثقافة الفلسطينيّة". فالعاصمة الفرنسية تشهد حالياً حضوراً كثيفاً لعدد من الكاتبات والكتّاب والشعراء البارزين القادمين من مختلف المنافي وأجزاء الوطن، للمشاركة في الاحتفال. ودور النشر تصدر هذه الأيّام ترجمات لإدوارد سعيد، وفدوى طوقان، وغسان كنفاني وسحر خليفة... كما تتعدّد اللقاءات والندوات وحفلات التوقيع والأمسيات في مركز بومبيدو، وبيت الكتاب، ومعهد العالم العربي، وبيت الشعر، وفي 12 مدينة خارج باريس. ولعلّ الأمسية الشعرية التي أحياها محمود درويش في جامعة السوربون أخيراً، بعد أيّام على تقلّده وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة فارس، هي نقطة الثقل والذروة في هذا السياق. وبين المواعيد الأساسية التي تفتح أبوابها للأدب الفلسطيني، نشير إلى تظاهرة باريسية عريقة تعرف باسم "لي بال زيترانجار" المخصّصة للآداب الأجنبيّة. فهي دعت هذا العام إدوارد سعيد، أنطون شمّاس، إلياس صنبر، محمود درويش، غريب العسقلاني، زكي الإله، رياض بيدس، عزّّ الدين المناصرة، فدوى طوقان، ليانة بدر، سحر خليفة، وسميح القاسم الذي اعتذر عن عدم المشاركة فاتحاً المجال لشتّى التفسيرات والتأويلات والاشاعات.... أما الدورة الرابعة ل "معرض الكتاب الأوروبي العربي" في "معهد العالم العربي"، فتدور معظم نشاطاتها حول الأدب الفلسطيني أيضاً. بين الندوات نشير إلى "الكتاب والقراءة في فلسطين" و"عادل زعيتر وحركة الترجمة في فلسطين" بمشاركة أحمد دحبور، يحيى يخلف، وفاروق مردم بك وآخرين. كما يعرض فيلم إيليا سليمان "وقائع اختفاء"، وفيلم عاطف الطيّّب "ناجي العلي"، وفيلم حنّا إلياس "الجبل" الذي تتلوه ندوة يحضرها نور الشريف، رشيد المشهراوي، إيليا سليمان، قيس الزبيدي، هيام عبّاس، ويديرها نور الدين الصايل.