جاء تشكيل مجلس الأعيان الأردني عقب الانتخابات النيابية ليشكل عقوبة للمعارضة التي قاطعت الانتخابات باقصائها نهائياً عن السلطة التشريعية بشقيها النواب 80 عضواً والأعيان 40 عضواً. واستثنى التشكيل الجديد رئيسي حكومة سابقين هما أحمد عبيدات وطاهر المصري. وفي الغالب فإن رؤساء الحكومات يعينون في المجلس، بدليل تعيين عبدالكريم الكباريتي على رغم الأسلوب غير المألوف في اقالة حكومته، وذلك بسبب مقاطعتهما للانتخابات، مثلما استثنى الاسلاميين والقوى المعارضة الأخرى للسبب نفسه. وكرس التشكيل الجديد تحكم "الحرس القديم" بمقاليد الأمور فارتفع متوسط اعمار اعضاء مجلس الأعيان قياساً الى المجلس السابق وضم وزراء ومسؤولين سابقين غادروا الحياة العامة منذ زمن طويل. وأبعد تشكيل المجلس الجديد احتمال عودة السيد زيد الرفاعي لتشكيل حكومة جديدة بسبب تعيينه رئيساً للمجلس لمدة عامين. ولكن قائمة المجلس ضمت 13 عضواً من مجموعته السياسية وهم وزراء في الحكومات السابقة التي شكلها أو الذين انضموا الى مجموعته في ما بعد. وأعطى تشكيل المجلس الجديد مؤشراً قوياً على احتمال استمرارالدكتور عبدالسلام المجالي على رأس الحكومة، على رغم العرف الدستوري بأن تستقيل الحكومة بعد اجراء الانتخابات لتفسح المجال أمام حكومة جديدة تتعامل مع البرلمان الجديد.