بعث العالم الصناعي في الفترة الواقعة بين الخامس والعشرين من نيسان ابريل والسادس من أيار مايو رسالة واضحة الى الدول التي تقوم على جزر صغيرة مهددة بالغرق نتيجة التسخين الحراري العالمي. وكانت هذه الرسالة بسيطة وواضحة وهي: "إغرقوا أولاً وعندها ستعرفون ما اذا كنا نهتم بكم أم لا!" أما المناسبة فهي انعقاد أول مؤتمر دولي باشراف الأممالمتحدة لبحث استمرارية التنمية في الدول "الجزيرية" الصغيرة النامية. وكانت البحرين الدولة "الجزيرية" العربية الوحيدة التي حضرت هذا المؤتمر. اذ أبلغ السفير البحريني في الولاياتالمتحدة محمد عبدالغفّار الذي مثل بلاده "الوسط" ان المؤتمر "أثار مشاعر مختلطة. فهو تطور إيجابي لأن هذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها الدول الجزيرية النامية في تاريخها. كما ان المناقشات أثارت اهتمام الدول المتقدمة. لكن الجانب السيء هو أن "خطة العمل" جعلت الكثير من الجزر يشعر أن الدول المتقدمة تحاول التملّص مالياً من الوعود التي قطعتها على نفسها في قمة ريو دي جانيرو". والجدير بالذكر ان دول العالم المتقدمة قدمت الكثير من الوعود لدول العالم الثالث في قمة الأرض التي عقدت في مدينة ريو في البرازيل عام 1992. من ذلك انها وعدت الجزر الصغيرة بعقد مؤتمر لبحث المشكلات التي تعاني منها و"تخصيص موارد جديدة وإضافية لمعالجة تلك المشكلات". وهكذا حصلت تلك الجزر على مؤتمر ولكنها لم تحصل على أي موارد. وبهذا تكون الدول الصناعية الغنية اخفقت في أول اختبار لمدى صدق الوعود التي قطعتها للدول النامية في قمة ريو. وحين أعلنت الدول الغنية تلك التعهدات لم تغفل مصالحها الذاتية، اذ ان العالم بأسره يدفع منذ اكثر من قرن ثمن التصنيع الغربي. ولهذا أرادت الدول المتقدمة ان تقنع الدول الحديثة العهد بالصناعة بالتقليل من انبعاث المواد الكيماوية التي تدمّر طبقة الأوزون مثل غازات الكربون الكلوروفلورية التي تستخدم في الثلاجات والبرادات والمكيفات الهوائية وهي الغازات التي تعرف اختصاراً باسم سي.إف.سي، وثاني أوكسيد الكربون وغير ذلك من الغازات التي تزيد من التسخين الأرضي. لكن دول العالم الثالث تساءلت لماذا يجب عليها ان تدفع الثمن مقابل استمرار الغرب في رخائه وإزدهاره، بالامتناع عن تحقيق النمو الذي تتطلع اليه تلك الدول. ومن هنا طالبت الغرب بتقديم الموارد المالية وباستخدام التكنولوجيا التي تساعد على الاقتصاد في استهلاك الطاقة، والحصول على البدائل الجديدة التي تحل محل تلك الغازات الكيماوية. الجزر أخطر من غيرها أما الجزر نفسها فهي كما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة المؤتمر حالة خاصة. فهي معزولة وضعيفة وتواجه خطر التسخين الحراري العالمي اكثر من غيرها. يضاف الى ذلك انها لا يمكن ان تصنّع نفسها على نطاق ضخم ومع هذا فانها مضطرة الى دفع ثمن الانبعاثات الكيماوية التي يطلقها الآخرون. والواقع ان المرء يحتاج الى قراءة "خطة العمل" التي خرج بها المؤتمر بعناية شديدة لكي يرى الرسالة الواضحة: "ليست هناك موارد جديدة". اذ أن الحل الوسط الذي اتفق عليه المؤتمر في اللحظة الأخيرة يقضي بتجديد وعود ريو القديمة ولكن شريطة عدم ذكر شيء محدد عن تنفيذها، كما انه لا يذكر شيئاً عن الموارد المالية الجديدة التي طلبتها الجزر وهي 450 مليون دولار. وكان انعقاد المؤتمر أصلاً نتيجة الجهود التي بذلتها أحدث مجموعة من مجموعات الضغط في الأممالمتحدة وهي تحالف الدول الجزيرية الصغيرة الذي يجمع حوالي خمسين دولة تشعر جميعاً بأنها مهددة نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر. وتتراوح هذه الدول ما بين جزيرة "نيو" الصغيرة في المحيط الهادئ التي يقل عدد سكانها عن ألفين وخمسمئة نسمة، وكوبا التي يبلغ عدد سكانها اكثر من عشرة ملايين نسمة. وبعض هذه الجزر مثل المالديف في المحيط الهندي لا يزيد ارتفاع أعلى نقاطها عن مستوى سطح مياه البحر على مترين. وسوف يصبح الكثير من هذه الجزر غير صالح للمعيشة حتى قبل ان تغمره مياه البحر. ونظراً للتسخين الحراري فان العديد من هذه الجزر واجه خطر الأعاصير بصورة متكررة الى درجة أن شركات التأمين ترفض التأمين على البنية التحتية الأساسية فيها. وفي هذا ما يجعل من الصعب عليها اجتذاب الاستثمارات أو الحصول على قروض. تتمتع جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بحقوق تصويت متساوية بغض النظر عن عدد السكان. وحين تنضم جزيرة "نيو" الى المنظمة الدولية سيكون صوتها في الجمعية العامة معادلاً لصوت الصين مع ان عدد سكان "نيو" أقل من عدد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وهكذا اكتشف تلك الجزر ان السيادة في حد ذاتها تعتبر ذُخراً مهماً. اذ يمكنها اصدار الطوابع وبيعها، كما ان جزر عدة منحت حقوق الصيد لدول كبرى مثل اليابان في مياهها الاقليمية التي تبلغ مساحتها في تلك الدول سدس مساحة الكرة الأرضية. ومن الطبيعي ان أهمية هذه الدول الصغيرة الآن ليست مثلما كانت عليه إبان عهد الحرب الباردة. لكن الوجود الديبلوماسي فيها يرمز الى اهميتها. من ذلك مثلاً أن مؤتمر باربيدوس عقد في مركز المؤتمرات في العاصمة الذي بني بمساعدة من الصين الشعبية بينما تساعد بعثة تايوان في سانت فينسنت المجاورة في مشاريع بناء الطرق. والمعروف عن تايوان انها استطاعت اقناع العديد من الدول الصغيرة بتأييد استقلالها بفضل المساعدات السخية التي قدمتها لها. كذلك تصوّت سانت فينسنت ودول البحر الكاريبي الصغيرة الأخرى في لجنة الحيتان الدولية. وبفضلها سمحت اللجنة لليابان بالاستمرار في صيد الحيتان "للأغراض العلمية". ولهذا استجابت اليابان بإرسال المزيد من المساعدات لتلك الدول. دور اسرائيل وبالطبع تواظب اسرائيل على التودد الى تلك الجزر إدراكاً منها لأهمية أصواتها في الأممالمتحدة. وفي هذا ما يعني ان في وسع اسرائيل ان تكسب العديد من الأصوات بكلفة بسيطة مع ان طريقتها قد لا تكون شريفة أو صادقة أحياناً. على سبيل المثال ادعت المندوبة الاسرائيلية في المؤتمر ان "الوضع الاسرائيلي صعب جداً وهو مماثل لوضع دول الجزر النامية". ودعت المندوبة تلك الجزر الى الاستفادة من الخبرة الاسرائيلية في مجال العناية بالبيئة "وهي خبرة اكتسبتها من دون أي مساعدة من الولاياتالمتحدة او المنظمات الدولية. وفي هذا ما يثبت ان في وسع الدول الجزيرية الصغيرة النامية ان تبني نفسها بنفسها... هذه هي رسالتنا الواضحة". والواقع ان هناك مشكلة مشتركة بين تلك الجزر واسرائيل وهي انها تحصل على مساعدات تفوق كثيراً ما تحصل عليه الدول النامية الأخرى. اذ انها تبلغ عشرة أضعاف ما تحصل عليه الدول النامية قياساً بعدد السكان. لكن الفارق بين الجزر واسرائيل هو أن الجزر لديها مبررات للحصول على المساعدات وهي مبررات أفضل وأقوى كثيراً من المبررات الاسرائيلية: فالجزر تحاول الاحتفاظ بأراضيها في وجه الظواهر الجغرافية والجوية. بدأ تحالف الجزر الصغيرة بمناشدة انطلقت من الخطر الذي تواجهه نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار. ومع اتساع نطاق التحالف بدأ يوسع آفاقه لمواجهة مجموعة واسعة معقدة من قضايا التنمية التي تؤثر في الجزر ما جعله يحيد الى درجة ما عن القضية المركزية وهي امكان اختفاء بعض تلك الدول عن الخريطة. كما ان توسيع نطاق القضايا التي بحثها المؤتمر سمح للدول التي تقدم المساعدات بالاشارة الى مختلف أنواع تلك المساعدات التي تحصل عليها الجزر، وأعطى تلك الدول ذريعة لكي تنكث الوعود التي قطعتها على نفسها في ريو. والواقع ان هذا كان واضحاً منذ البداية، اذ ان الدول الصناعية لم ترسل رؤساءها لحضور المؤتمر كما ان حفنة منها مثل أوستراليا ونيوزيلندا وألمانيا وكندا اكتفت بارسال وزراء لتمثيلها. وكان المشرفون على تنظيم المؤتمر يأملون في حضور نائب الرئيس الأميركي آل غور ولكنه لم يحضر. وربما كان السبب هو خوفه من أن يطغى حضور فيديل كاسترو عليه. ولا شك في أن كاسترو كان أكثر الحضور شعبية مع انه كان هناك قلق على صحته، اذ كان يمشي ببطء شديد كما كان يحتاج في كثير من المرات الى من يتوكأ عليه. لكنه سرعان ما بدّد تلك المخاوف حين أدمن على السباحة وانهمك في تمارين رياضية مختلفة. على النقيض من ذلك بعثت الولاياتالمتحدة عضو مجلس الشيوخ السابق تيم ويرث. وكان هناك تغير ملحوظ في هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة. ففي الماضي كانت الدول الغربية تعتمد عادة على الادارة الاميركية الجمهورية في التستر على شحّها وبُخلها. اما في عهد الرئيس كلينتون فلم تكن تلك الدول بحاجة الى التستر على سياساتها البخيلة لأنها أثبتت أنها أبخل حتى من ادارتي ريغان وبوش. كلمة بطرس غالي تحدث بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة في الجلسة الافتتاحية بلهجة مؤثرة عن حاجات الجزر الخاصة وعزلتها والأخطار التي تتعرض لها. وقد فوجئ البعض بحضوره لأنه لا يعرف عن الأمين العام استهانته بأهميته الخاصة. اذ كان هناك توقع بأن يعتبر غالي دول الجزر أقل من مستواه. لكن حضوره أثبت ان الأممالمتحدة تنظر الى القضية بمنتهى الجدية. والواقع ان ممثله الخاص رافع الدين احمد اعترف أن "الأمين العام طلب منا مضاعفة جهودنا لخدمة الجزر الصغيرة". أما غالي نفسه فقد قال: "ان ما يهمني ليس المؤتمر في حد ذاته وإنما متابعة نتائجه وتحقيقها. وما لم يكن هناك ضغط من الدول الجزيرية الصغيرة فاننا لن نبذل الاهتمام الضروري". وحين سألت "الوسط" الأمين العام كيف يوفق بين اهتمامه الكبير بالجزر وبين ما أعرب عنه من روع قبل عامين كنتيجة الزيادة الكبيرة في عدد اعضاء الأممالمتحدة حرص على التأكيد على تأييده الكامل لأي دولة صغيرة تريد الانضمام الى المنظمة الدولية وذكر بالاسم سان مارينو وأندورا وموناكو في أوروبا. لكن اعتراضه يتركز كما قال على "بلقنة الدول القائمة" على أسس من القومية العرقية. وأشار الى ما يمكن ان يحدث في أفريقيا وحدها اذا ما انقسمت الدول الحالية في القارة على أسس عرقية. اذ "سيصبح في افريقيا وحدها اكثر من مئتي دولة"! كذلك سألته "الوسط" عمّا اذا كان يُقرّ بأن برامج "تكييف البنية الأساسية" التي تطالب بخفض موازنتي الصحة والتعليم، التي فرضها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على بعض الجزر ودول اخرى في العالم النامي تتناقض مع الجهود الأخرى التي تبذلها الأممالمتحدة بهدف تشجيع الانفاق في هذين المجالين، أشار في معرض اجابته الى انه سبق له وأن تولى مسؤولية مثل هذا البرنامج في مصر. ومضى يقول: "مع أن هذه البرامج يمكن أن تكون مؤلمة أحياناً فانها تحقق نجاحاً جيداً". إذن ما الذي يمكن أن تفعله الجزر؟ تقترح آنيت دي إيلز سفيرة ترينداد في الأممالمتحدة: "لقد أصبحنا أسرة واحدة ونحن نعتزم البقاء كذلك". فالجزر تشكل أقلية لا يستهان بها في التجمعات الاقليمية كما ان قوتها العامة في مجموعة الپ"77" وفي الدول النامية والأممالمتحدة تعطيها وزناً أكبر. مثلاً يعود نجاح نيوزيلندا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن بدلاً من السويد عام 1992 بالدرجة الأولى الى النفوذ الذي مارسته دول المحيط الهادئ على تحالف الدول الجزيرية الصغيرة. بل ويمكن القول ان نجاح المؤتمر في اجتذاب مئة وعشرين دولة الى حضوره في دولة كاريبية صغيرة يعود بالدرجة الأولى الى نفوذ تلك الجزر. ومن الواضح ان هذه الدول ستشن حملة قوية معتمدة على نفوذها من اجل تفادي الأخطار التي تحدق بها. رأي عربي تحدث الدكتور نبيل العربي سفير مصر في الأممالمتحدة الذي مثّل بلاده في المؤتمر الى "الوسط" فقال: "لا أستطيع أن أقول ان المؤتمر كان ناجحاً ولكنه كان مفيداً. فمن الواضح ان المؤتمر نجح في ادخال المشكلات الخاصة التي تعاني منها الجزر في القاموس الديبلوماسي. لكن هناك ضجراً من تقديم المساعدات كما ان الآمال التي أثارتها ريو لم تتحقق. ولذا يجب مواصلة الضغط على الدول المانحة من اجل الحصول على الموارد المالية اللازمة. علينا ان نقنعها بأنها تعيش في عالم يعتمد كل جزء فيه على الجزء الآخر. فحين يتعلق الأمر بالبيئة علينا أن ندرك جميعاً أننا على متن سفينة واحدة". وخلال المفاوضات السابقة في مؤتمر التغييرات المناخية أشار البعض الى أن بعض الدول العربية لم يظهر الاهتمام الكافي بدول الجزر وبصورة خاصة في مجال تخفيض استخدام وقود المستحاثات. لكن السفير المصري اكد على اهتمام مصر حين قال: "اننا نعاني من المشكلات نفسها. فمنطقة الدلتا مثلاً عبارة عن جزيرة منخفضة وهي معرضة لارتفاع منسوب مياه البحر أيضاً". لكنه أضاف: "ان العالم أجمع وليس الجزر فقط، يتوقع المزيد من الدول الغنية بأن تزيد من مساهماتها المالية في نظام الأممالمتحدة وتزيد من مساهماتها التطوعية بشكل عام. ولهذا يعتزم الأمين العام أن يقوم بجولة في تلك الدول لطلب المساعدات منها". اما السفير البحريني الدكتور محمد عبدالغفّار فقد قال لپ"الوسط" اننا لا نستطيع "ان نميّز بين التنمية والبيئة. فهما صنوان لا يفترقان. ومن الواضح ان بعض دول الجزر شعرت بخيبة أمل لأن معظم الدول المتقدمة لا تريد الزام نفسها، بينما أدرك البعض الآخر ان هناك دولاً تود فعلاً تقديم المساعدات ولكنها تريد تحديد الجهات التي تحصل عليها أي أقل الدول الجزيرية نمواً. لكن هذا سيحرم جزراً أخرى مثلاً تلك التي تحتاج الى المساعدات الفنية". إذن كيف يفسر عدم وجود اهتمام عربي نسبياً مع ان الجزائر والأردن وتونس واليمن وموريتانيا بعثت ممثلين عنها الى المؤتمر؟ يقول: "ربما كان معظم الحكومات العربية يعتقد ان هناك اجتماعات ومؤتمرات اكثر مما ينبغي وأن هذا المؤتمر كان مقصوراً على دول الجزر وحدها. أما البحرين فهي في واقع الأمر دولة جزيرية". كذلك طرح الدكتور عبدالغفار منظوراً جديداً. اذ قال: "ينبغي على الجزر نفسها ان تصوغ نموذج التنمية الخاص بها وبطريقة تلبي احتياجات مجتمعاتها. اذ يجب علينا ان لا نحاكي بصورة عمياء نظريات ونماذج التحديث والتنمية التي سبق استخدامها وفشلها في العالم الثالث. علينا ألاّ نستورد النظريات غير المناسبة والتي لا جدوى منها. يجب ان نأخذ الاختلافات الثقافية في الاعتبار. مثلاً هناك الكثير من الدول النامية التي حاولت تصنيع نفسها تبعاً للنماذج الغربية، ولكنها فشلت بعد عشرين أو خمسة وعشرين عاماً". وربما يسأل البعض: لماذا يكترث معظم العرب بما يحدث في جزر المحيط الهادئ أو البحر الكاريبي؟ والجواب بالطبع هو انه اذا نكث الغرب بوعوده للجزر فانه سينكث بوعوده لبقية العالم النامي. كما ان التسخين الحراري يمكن ان يؤثر في المنطقة العربية ايضاً. وباستثناء الدلتا التي تغرق تدريجاً يتأثر المناخ الى درجة كبيرة بالتغييرات البسيطة في درجات الحرارة ما يؤدي الى تغيير في ذلك المناخ. ولا يستطيع احد ان يتوقع بالضبط ما اذا كان هذا التغيير سيعني سقوط امطار موسمية على الصحراء العربية او زيادة رقعة الصحراء مثلاً في المغرب. ولكن مهما كان الأمر فان على العرب ان يسألوا انفسهم ما اذا كانوا على استعداد لدفع مثل هذا الثمن مقابل تصنيع الشمال اذا لم ينالوا أي اهتمام في المقابل. وكما قال الشاعر الانكليزي جون دون: "ليس هناك انسان في حالة عزلة كاملة عن غيره". وهذا ينطبق ايضاً على الدول. فهي مثلما قال سفير البحرين: "تعتمد جميعها على بعضها البعض".