لم تشهد دورة فلاشينغ ميدوز مفاجآت من العيار الثقيل في فئة الرجال اذ وصل الى الدور نصف النهائي المصنفون الاربعة الاوائل في الترتيب العالمي، لكنها لم تخل من بعض المفاجآت في فئة السيدات فسقطت مارتينا نافرا تيلوفا وجنيفر كابرياتي في الدور الثاني ولحقت بهما غابربيلا ساباتيني وستيفي غراف في الدور ربع النهائي، وقد تميزت فئة الرجال بمباريات ماراتونية بلغت قمة الاثارة والاداء. استعادة العرش المباراة النهائية التي جمعت بين السويدي ستيفان ادبرغ والاميركي بيت سامبراس كانت تعد بمعركة ضارية لأن فوز اي منهما بالمباراة يعني تلقائياً احتلاله المرتبة الاولى في العالم، لكن المعركة لم تقع وانتهت المباراة بفوز ادبرغ المصنف ثانياً بثلاثة اشواط مقابل شوط واحد واتاحت له ان يستعيد العرش العالمي الذي خلعه عنه جيم كوريير... بدأ ادبرغ المباراة بداية متعثرة وكان مرهقاً بسبب مباراته المضنية مع الاميركي مايكل تشانغ التي استغرقت خمس ساعات وستاً وعشرين دقيقة، فخسر الشوط الاول 3/6 لكنه ما لبث ان استعاد زمام المبادرة وفرض ايقاعه على سامبراس في الشوط الثاني فأنهاه لصالحه 6/4 وفي الشوط الثالث بلغ الصراع ذروته الى ان حسمه ادبرغ في جولة فاصلة بضربات التاي بريك وفاز 7/6 وفي الشوط الاخير انهارت مقاومة سامبراس فصال ادبرغ وجال وقدم لمحات فنية ممتعة ارسالاً وصداً وتمريرات فأحرز الشوط الرابع 6/2 وفاز ببطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة وهي اول دورة من دورات الغران سلام يحرزها بعد زواجه... وقد سبق لادبرغ وسامبراس ان التقيا اربع مرات ففاز كل منهما بلقائين... المسيرة الطويلة ولكن كيف وصل كل من سامبراس وادبرغ الى المباراة النهائية؟ لم يلق سامبراس في طريقه الى نهائي فلاشينغ ميدوز صعوبة في تخطي الحواجز الا نادراً فتجاوز في الدور الاول عقبة مواطنه ديفيد ديلوتشيا 6/3 و7/5 و6/2 وفاز في الدور الثاني على التشيكي مارتن دام بسهولة 7/5 و6/1 و6/2 وكاد يتعثر في الدور الثالث امام مواطنه تود مارتن فبعدما انتزع الشوط الاول 7/6 خسر الشوطين الثاني والثالث 2/6 و4/6 ونجا من الهزيمة بما يشبه المعجزة في الشوط الرابع 7/5 وحسم المباراة لصالحه في الشوط الاخير 6/4. وفي دور الثمانية فاز سامبراس على الفرنسي غي فورجيه 6/3 و1/6 و6/4 و6/3 واجهز على الروسي الكسندر فولكوف 6/4 و1/6 و6/صفر في الدور ربع النهائي وتغلب على المصنف الاول جيم كوريير 6/1 و6/2 و6/2 علماً انه سبق لكوريير وسامبراس ان التقيا ست مرات فاز سامبراس بخمس منها واكتفى كوريير بالفوز مرة واحدة. حقل الالغام اما درب ادبرغ الى القمة فقد كانت مزروعة بالالغام التي عرف كيف يعطلها بحنكته وهدوء اعصابه ولياقته البدنية العالية ففاز في الدور الاول على البرازيلي لويس مطر 7/5 و 5/7 و1/6 وهزم السويسري باكوب هلاسيكي في الدور الثاني 5/7 و2/6و 1/6 ولم يجد صعوبة في تخطي مواطنه بوناس سفينسون في الدور الثالث 6/4 و6/2 و6/2. وفي دور الثمانية واجه ادبرغ متاعب حقيقية امام الهولندي ريتشارد كرايتشيك الذي قاوم بضراوة حتى الرمق الاخير وقد انتهت المباراة بفوز ادبرغ بثلاثة اشواط مقابل شوطين 6/4 و7/6 و6/3 و6/4. وفي الدور ربع النهائي توقفت مباراته امام ايفان ليندل مرتين بسبب المطر وشهدت المباراة مداً وجزراً ففاز ادبرغ بالشوطين الاولين 6/3 و6/3 لكن ليندل انتزع منه الشوطين الثالث والرابع 6/3 و7/5 وعلقت المباراة في الشوط الخامس والنتيجة 2/1 لصالح ادبرغ وفي اليوم التالي اضطر ادبرغ ان يخوض جولة فاصلة بعد تعادله مع ليندل 6/6 في مباراة حبست انفاس المشاهدين وقد فاز بالتاي بريك 7/3. ولم تكن مباراته في الدور نصف النهائي امام الاميركي مايكل تشانغ المصنف رابعاً اقل اثارة من مباراته في الدور ربع النهائي وهي تستحق ان تكون المباراة النهائية في الدورة لما تخللها من كر وفر واقبال وادبار وعروض ممتعة ساحرة وقد كان تشانغ نداً لادبرغ طوال المباراة وكان الممكن ان يفوز بها لولا رصيد الخبرة الاحتياطي الذي يختزنه السويدي علماً ان هذا الاخير ارتكب ثمانية عشر خطأ مزدوجاً في ضربات الارسال... وانتهت اطول مباراة في تاريخ الدورة بثلاثة اشواط مقابل شوطين 7/6 و7/5 و7/6 و5/7 و6/4. سيطرة سيليش اما في فئة النساء فقد جرت المباراة النهائية بين اليوغوسلافية مونيكا سيليش المصنفة اولى في العالم والاسبانية ارانشا سانشيز المصنفة خامسة وكانت مباراة عادية من الناحية التقنية دانت فيها السيطرة لسيليش بعدما اسقط في يد سانشيز عندما تقدمت غريمتها في الشوط الاول 5/صفر ولكنها صحت متأخرة ففازت بثلاث مجموعات وانتهى الشوط الاول 6/3 لصالح سيليش ولم تكن سيليش افضل حظاً في الشوط الثاني الذي حسمته سيليش بالنتيجة ذاتها وفوز اليوغوسلافية بدورة فلاشينغ ميدوز وهو لقبها السابع في دورات الغران سلام يعزز موقعها في صدارة الترتيب العالي ويؤكد سيطرتها على مجريات اللعبة حتى اشعار آخر ويعيد اليها الاعتبار بعد هزيمتها المذلة امام غراف في نهائي دورة ويمبلدون. انتصارات ساحقة كيف تأهلت كل من سانشيز وسيليش للمباراة النهائية؟ كادت سانشيز تتعثر في بداية المشوار الطويل فخسرت الشوط الاول في مباراتها الاولى امام لاريسا سافشينكو من اسرة الدول المستقلة 5/7 الا انها فازت بالشوطين اللاحقين 6/2 و6/2 وتخطت بسهولة عقبة الاميركية ليند ساي دافينبورت في الدور الثاني 6/2 و6/1 وفازت على اليابانية ناوكو ساواماتسو 6/1 و6/3 في الدور الثالث وفي دور الثمانية الحقت بالاميركية زينا غاريسون هزيمة نكراء 6/صفر و6/1 وفي الدور ربع النهائي سددت ضربة قاضية الى طموحات الالمانية ستيفي غراف وهزمتها 7/6 و6/3. وفي الدور نصف النهائي فازت في مباراة من طرف واحد على السويسرية البلغارية الاصل مانويلا مالييفا فرانيبر 6/2 و6/1. اما سيليش فلم تخسر اي شوط في المباراة التي خاضت وكانت متفوقة على منافساتها بصورة كاسحة افقدت المباريات طابع الحماسة والاثارة وقد سحقت في الدور الاول الاميركية اودرا كيلر 6/1 و6/صفر وفازت في الدور الثاني على الاميركية ليزا دايموند 7/5 و6/صفر وفي الدور الثالث هزمت الالمانية كلاوديا يورفيك 6/4 و6/صفر وتغلبت في دور الثمانية على الاميركية جيجي فرنانديز 6/1 و6/2 وفي الدور ربع النهائي فازت 6/1 و6/2 على الكندية باتريسيا هاي التي اقصت جنيفر كابرياتي وفي الدور نصف النهائي اطاحت الاميركية ماري جوفرنانديز المصنفة سابعة 6/3 و6/2. وتجدر الاشارة الى ان المباريات في فئة السيدات جاءت باهتة ومن طرف واحد ومرد ذلك الى تفاوت المستويات بين المتنافسات ولخروج نافراتيلوفا وكابرياتي وساباتيني وغراف المبكر من الدورة.