جلديات باريس لصيف 1992 حملت عنوان "لعبة الألوان". ففي قلب المعرض الذي احتل مساحة كبيرة وأنيقة من منطقة "بورت دي فرساي"، تضحك الألوان الفاقعة في أجنحة العارضين لكل ما يتعلق "بالحقيبة" وملحقاتها. وتشرح المسؤولة الصحافية عن تنظيم المعرض السنوي هذا، "ماري نويل دي كانيي"، سبب طغيان الألوان على موضة الصيف المقبل للحقائب والأكسسوارات الجلدية، بقولها: "ليس هناك اكثر تنشيطاً وإثارة، بالنتيجة، لسوق داخلي واهن وراكد، من حقنه بفيتامين مركب من الأحمر الحيوي، الأصفر الشمسي، الأخضر الحشيشي الآتي من المروج، الأزرق من بحر المتوسط… وجميع الألوان الحامضية ومشتقاتها". إنه المعرض الاربعون من هذا النوع في باريس. وقد نظمه اتحاد الجمعيات الحرفية الفرنسي للجلديات. واشترك فيه كبار مصممي وصناعيي الموضة الأكسسوارية الجلدية المقبلة، وعددهم اكثر من مئتين. تضمنت المعروضات: حقائب يد، جلديات للجيب، حقائب للسفر، مظلات، زنانير، كفوف وهدايا. كان المعرض كأنه مهرجان الوان تصرخ بالعنف، عرضت خلاله آخر الموديلات الجلدية على انغام الجاز الصاخب الذي ادته فرقة "بيتلز"، فسيطرت اجواء الستينات على الاجواء. وعكست الاكسسوارات الجلدية التي دارت بها عارضات جميلات، ايام "الثورة الثقافية الفنية" في الستينات بكل الانقلابات التي جاءت بها وبرزت في الموضة والموسيقى والسينما والكتب. موسيقى الروك والبيتلز وصرعة مارلين مونرو وبريجيت باردو واودري هيبورن… وموضة جاكلين كينيدي ووصولاً حتى الى الملكة اليزابيث. توزعت موضة الحقيبة الجديدة بين اربعة اتجاهات، وكل اتجاه له جماله ومن يحبذه. حمل الاتجاه الأول عنوان "المناخ المعتدل". وهو موضة "الكلاسيكية الجديدة" التي تحب المرأة الاحتفاظ بها لمدة طويلة. حقائب بأحجام عملية وهندسة بسيطة تنسجم مع الملابس والحياة النشيطة. الجلود ناعمة. اللون الأحمر والألوان المتعددة في الحقيبة الواحدة، من الموضة الدارجة. غير ان الكحلي والكستنائي الفاتح جداً يبقيان لونين سائدين في هذه الكلاسيكية الجديدة. جاء الاتجاه الثاني بعنوان "ضربة من الروعة" وفيه تأخذ الموضة مجراها في التفنن والجاذبية، وتقدم حقيبة يد مختلفة في الشكل الهندسي والحجم واللون والتصميم والعصرية، وبألوان فاقعة وجلود جديدة من "البوكس" واللامع والكثير من الأقمشة يتداخل معها، وكذلك التطريز. إنه الصيف بكل شمسه وألوان الطبيعة الضاحكة. توجه الاتجاه الثالث نحو "الشابات" الى حد ما، وكشف عن موضة تماشي الحياة الجديدة والمتطورة في كل لحظة. في هذه الموضة تجمعت اوجه عملية عدة منها استخدام نسيج النايلون في صنعها، وأيضاً الأنسجة التقنية العصرية. يعني ان الجلود لا تدخل إلا كزينة في تحقيقها. ومن الأوجه الاخرى في هذه الموضة ظاهرة "الإبداع" فيها، وانطلاقها على أساس "قاعدي". بمعنى ان تتشكل الحقيبة على أساس قاعدة مستديرة او مربعة او مستطيلة، تنهض هندسة الموضة عليها. وفي هذه الحقيبة ايضاً جانب من "المرح والفكاهة". فهي ُتحمل باليد كما على الكتف والظهر، وتتسع لكل حاجات يوم كامل لإمرأة عملية جداً. وأفسح مجال الإتجاه الرابع في موضة الجلديات هذه مكاناً واسعاً "لضربة الشمس"، في ما يتعلق باكسسوار التنقل والرحلات والملابس الرياضية المريحة. حقائب بأحجام كبيرة، إنما خفيفة وجميلة لحياة اليوم العصرية. فيها الكثير من الطبيعية هذه الحقائب والأصالة ايضاً. جلود فخمة ناعمة وجذابة دخلت في أساس تصميمها، إنما ايضاً الأنسجة الصناعية المشابهة والكتانية السميكة بألوان فرحة المختلطة بقصات جلدية. الألوان السائدة في جميع اتجاهات الموضة المذكورة، هي: العسكري - الزيتي، البيج الفاتح جداً، الكستنائي على أصفر، الأصفر الخردلي، الأزرق الزمردي، الأحمر البرتقالي والزهري المخللي. التصاميم بصورة عامة بسيطة وجمالها قائم على اللعبة الهندسية فيها، وتداخل الألوان وعصرية جلودها وأقمشتها.