لم تكن علاقة ملاك النعيم، بمادة الرياضيات"ودية"طوال سنوات دراستها الابتدائية والمتوسطة، وكانت تحرص على أن تنجح في هذه المادة التي يراها البعض"معقدة"، لكن ملاك اليوم تعشق الرياضيات، ويستهويها حل المعادلات الرياضية، وتقضي ساعات الفراغ في حلها، وبخاصة خلال الإجازة الصيفية. وتعزو النعيم، التي تدرس في الصف الثالث الثانوي هذا التحول إلى انخراطها في برنامج"موهبة"الذي تنظمه مؤسسة"الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين"، والذي يُعد من أبرز البرامج الصيفية التي تتبنى الطلاب والطالبات، وتستثمر مواهبهم باعتبارهم"مشاريع مستقبلية". ويُدرّبون على أيدي مدربين مختصين، يسهمون في توظيف مناهج جامعية ودراسات عليا لطلبة الثانوية. وأشارت ملاك بعد عام كامل من التحاقها ببرنامج"موهبة"إلى حجم الفائدة التي حصدتها من دورة"عندما تتحدث الأرقام"التي أصّلت فيها التفكير والنقد البناء، ما أهّلها لأن تساعد بعض أقاربها في برنامج"SPSS"، أو ما يعرف ب"حزمة البيانات الإحصائية". وأصبحت تميل إلى الأعمال الإلكترونية كثيراً، وتحب الرياضيات بدرجة أكبر. وتقول:"تعلمت من البرنامج أننا نستطيع تحويل كل الأمور السلبية إلى أفكار إيجابية صالحة للتنفيذ، وأن المواطن الصالح ملزم بإصلاح ما حوله، بتوظيف الأفكار وطرح الحلول الممكنة، وأن الوقت مادة ثمينة يستطيع الإنسان إنجاز الكثير فيه". وأبدت حبها للعطلة الصيفية، لأنها"سمحت لي بتفريغ ما بداخلي، وإخراج الإبداع، وتحقيق الذات". وجزمت بثقة أن أفكارها هي وزميلاتها"سترى النور يوماً ما وستتحقق". وستَرى مشروعيها"عربة الأطفال في القطارات"، و"ساعة المطار"، على أرض الواقع،"فقط حين يجد المبدع أناساً يستمعون إلى الأصوات التي بداخله". فيما تعلمت زميلتها ريانة العيوني، أنه"لا يوجد في الحياة مستحيل، وعلى الإنسان أن يتخطى العقبات التي تقابله بعزيمة وإصرار"، مضيفة"تعلمت أن الإبداع ليس له حدود. واستفدت من العمل الجماعي والنظر إلى المشكلات والتفكير في حلها من زوايا عدة، والنقد البناء، ومعالجة الأمور التي تشكل عقبة في طريق الإبداع والنجاح، وتحويلها إلى فكرة صالحة للتنفيذ، وأن أتخذ قراراتي من دون تردد، وأطرح الآراء والأفكار من دون خوف". واستفادت ماريا السليم، من عملية التفكير الجماعي"النظر للموضوع من جوانب إيجابية، واكتسبت طرقاً في معالجة الأمور السلبية"، مشيرة إلى أن البرنامج"نمّى فيَّ حب المواد العلمية، وبخاصة الرياضيات التي كنت أتهرب منها، ولا أحبها مطلقاً". وكان من شواهد الاستفادة أنها بمعية زميلتها سيرين الملحم، تمكنت من إقامة دورة مبسطة لبرنامج"SPSS"لطالبات الصف الثالث ثانوي، لتهيئتهن لإجراء بحوث الجامعة."أستعمل ما تعلمته من أساليب في بحوثي المدرسية وقراءاتي الخاصة. كما تعرض زميلاتي عليّ استبياناتهن قبل نشرها، وهذا في حد ذاته محفز للثقة في الذات". فيما أحدثت دورة"عندما تتحدث الأرقام"،"نقلة وتحول"في حياة إسراء الأحمد، إذ"أثرت في نظرتي لما حولي، وجعلتني محبة أكثر للبحوث العلمية، ومتطلعة للجديد والأفضل". وأكدت دور برنامج"موهبة"في تأهّلها إلى"أولمبياد إبداع 2013"، ضمن مسار"البحث العلمي"، ووصولها إلى مرحلة التنافس على مستوى المنطقة الشرقية. واكتسبت زهراء المحسن، من زميلاتها"طرق تفكير إبداعية في إعداد البحوث". فيما تعلمت من مشرفتها"أن هناك دائماً، فكرة أفضل، وأن الإبداع ليس له حدود"، مضيفة"مع أني أحب الرياضيات، إلا أني أتذمر من دروس الإحصاء، واعتقد أنها مملة، ومن دون أهمية، لكن برنامج"موهبة"، وبخاصة دورة"عندما تتحدث الأرقام"، دفع بي لأن أتأهل في"أولمبياد"مسار الرياضيات. وقررت ديماء القحطاني، ألا تتوقف عند حدٍّ، وأن تخدم وطنها"بكل السبل". وقالت:"كان للبرنامج أثر كبير على نفسي، إذ تعلمت منه أنني قادرة على الإنجاز، وأن أفكر بإيجابية، وأن أتمَّ عملي للنهاية". وأشارت إلى ما أكدته زميلاتها بأن التحاقهن في برنامج"موهبة"أسهم في تأهيلهن إلى"أولمبياد إبداع 2013"، ضمن مسار"الابتكار". واستطاعت أن تقدم نبذة عن البرنامج في دورة تدريبية صغيرة لطالبات مدرستها. دراسة مسحية لمشكلات المواطنين في 5 قطاعات فضلت مشرفة برنامج"موهبة"في الأحساء دلال الهديب، الحاصلة على ماجستير"تربية موهوبين"، أن تتجنب تقديم البرنامج"كمادة علمية صرفة"، وإنما"بطريقة عملية، بواسطة إعداد دراسات علمية حول أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة في محافظة الأحساء"، ما دعاها إلى تنظيم زيارات ميدانية للطالبات، بهدف"عمل دراسات مسحية على مطار الأحساء الدولي، وشركة الاتصالات السعودية، ومحطة القطار، وجامعة الملك فيصل، ووزارة المياه والكهرباء، ليتعرفن على أبرز المشكلات في شكل واقعي وملموس، وهو ما دفعهن لإيجاد حلول فعالة". وانتهت الهديب، إلى"حصيلة 9 منتجات إبداعية لاقت استحسان وقبول وإعجاب الجمهور في الحفلة الختامية". ونوهت إلى أهم عوامل نجاح البرنامج وهو"ملامسة الطالبة لمشكلات من واقع حياتها اليومية، وهذا ما زاد من دافعيتها". فيما أكدت الطالبات، دور التواصل الفعلي الذي وجدنه من مشرفتهن طوال الليل والنهار، عبر برنامج التواصل الاجتماعي"واتس أب"، الذي حاولت من خلاله"بث روح المنافسة والعزيمة بينهن، وقدمت تحديات تستفز قدراتهن، وتزيد من دافعيتهن لقبول التحدي والمنافسة، وخوض التجارب، والرغبة في التفوق والتميز".