تمر أبصار وأسماع وأذواق زوار مهرجان الجنادرية ال27 بحالات من الحيرة والدهشة والإعجاب، وهي تتنقل بين الأجنحة التي وصفوها بالفريدة من خلال وجودها للمرة الأولى أو طرحها المختلف عن السنوات السابقة، ووجدوا أنفسهم أمام منتجات طبيعية ومبتكرات علمية، إضافة إلى وسائل الترفيه والتثقيف وغيرها. فمن تربة المملكة التي لم تمسّها الأسمدة والمبيدات الكيماوية التي تغلغلت في بدن الإنسان، تصطف على أرفف جناح المنتجات الزراعية العضوية، منتجات طبيعية استقطبت أعداداً غفيرة من زوار المهرجان، ربما بتأثير من الحملة الوطنية الأولى لتوعية المجتمع بفوائد الزراعة العضوية ومنتجاتها الصحيّة والبيئيّة، التي انطلقت قبل 46 يوماً برعاية الجمعية السعودية للزراعة العضوية، وبإشراف وزارة الزراعة، بهدف تخفيف الآثار السلبية الناتجة من سوء استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية في الحقول الزراعية. وأوضح المشرف العام على مشروع تطوير الزراعة العضوية الأمين العام المكلف للجمعية السعودية للزراعة العضوية الدكتور سعد الخليل، أنه وفقاً لناتج محصول 34997 هكتاراً من المزارع العضوية، يتوقع نمواً متسارعاً في حجم المبيعات بنسبة 10 في المئة سنوياً، بسبب تزايد الوعي لدى المجتمع بفوائد الزراعة العضوية، مشيراً إلى أنه يمكن للمستهلك معرفة المنتجات العضوية في السوق السعودية عن طريق ملصق"الشعار الوطني السعودي للمنتجات العضوية"، الذي سيوضع على كل منتج نباتي أو حيواني، للمنتجين الذين قاموا بإنتاج منتجات عضوية وفق المعايير والضوابط السعودية للزراعة العضوية. وأضاف أنه ستكون هناك متابعة لتطبيق هذه الآلية في السوق السعودية، ليتم التأكد من سلامة المنتج العضوي من استخدام الكيماويات المصنعة مثل الأسمدة والمبيدات، فضلاً عن التأكد من سلامة الحيوانات التي تُربى تحت النظام العضوي من الهرمونات والأدوية، لافتاً إلى الاهتمام الكبير بالزراعة العضوية من المراكز البحثية، مثل تمويل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لأول دراسة علمية عن الزراعة العضوية، وأنه سيتم مستقبلاً تمويل أبحاث في هذا المجال، سواء في الإنتاج أو التصنيع أو التسويق. من جهته، أتاح جناح وزارة التربية والتعليم للزوار فرصة إقامة مباريات لكرة القدم وبعض المسابقات الرياضية والألعاب الشعبية. وذكر رئيس شعبة الإشراف التربوي للتربية البدنية بتعليم الرياض عبدالعزيز النبهان، أن الوزارة خصصت ساحة للأطفال تضم ألعاباً ترفيهية على شكل قرية ألعاب بلاستيكية ترفيهية، وجهزت قاعة مغلقة تضم مختلف الالعاب الرياضية، لافتاً إلى أن أكثر الزوار موجودون للعب كرة القدم وكرة السلة بسبب وجود عدد من لاعبي الأندية السابقين الذين قدموا بعض الحركات الاستعراضية الخفيفة. فيما كانت زفة العروس وغرفتها القديمة وفرشها وأدواتها وملابسها وحليها وخزانتها القديمة استهوت أكثر من 1500 زائره لجناح البيت القصيمي النسائي في القرية التراثية. ولفتت رئيسة وفد منطقة القصيم النسائي منال السندي إلى أن البيت يشتمل على الكثير من الفعاليات النسائية، التي تتضمن غرفاً خاصة للحرفيات تحوي المشغولات اليدوية القديمة، مضيفة أنها احتوت أيضاً الأكلات الشعبية التي تشتهر بإعدادها المرأة القصيمية مثل المرقوق والقرصان والجريش والكليجا. وفي موضوع متصل، أبدت مجموعة زائرات ماليزيات، مقيمات في المملكة ويعملن بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، إعجابهن بالقرية التراثية بالجنادرية، خصوصاً روعة المباني الطينية المختلفة. وقالت الممرضة سارة:"هذه هي الزيارة الأولى لي ولصديقاتي، فنحن لم نتخيل المهرجان بهذا الحجم وكبر المساحة للقرية"، بينما أشارت الممرضة ليلي إلى إعجابها بكيفية بناء البيوت الطينية والعروض الفولكلورية التي يقدمها كل جناح ومدى اختلاف الأكلات الشعبية في كل منطقة. من جانبها، سلّطت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الضوء في جناحها المشارك في الجنادرية على ابتكارات ومنتجات متدربي المؤسسة من كليات ومعاهد صناعية من مختلف مناطق المملكة. وكان الجناح يحتوي على نماذج خشبية ومعدنية نفذها متدربو الأقسام المختلفة بالمعاهد الصناعية والكليات التقنية، إضافة إلى نماذج لأزياء مختلفة وأعمال الديكورات من تصميم وإنتاج المتدربات، بينما وقف مجموعة من المتدربين في وسط الجناح مبرزين ابتكاراتهم في المجالات التقنية والبرمجية، كما يقع إلى جانبه ركن مشروع ريادة الهادف إلى مساعدة الشباب في إنشاء المشاريع، وكيفية عمل دراسات جدوى اقتصادية لها والتعرف على عالم الأعمال، بالشراكة بين المؤسسة وعدد من القطاعات الحكومية والخاصة. وفيما كان من ضمن تلك المبتكرات نظام لحل مشكلة الاختناقات المرورية عن طريق حساسات توضع في الطريق وتقيس كثافة الازدحام، وصف أحد المتدربين ابتكاره وهو عبارة عن مضخة ماء باستخدام الحاكم المبرمج، ينظم ري المزروعات، وفيه إمكان تشغيل الجهاز والتحكم به عن طريق رسائل الجوال، بأنه يعمل على كشف أي نسبة من الرطوبة في المصانع والمعامل بواسطة جهاز إنذار ضد الماء والرطوبة، بحيث يصدر صوتاً وإنذاراً متى ما ارتفعت نسبة الرطوبة، إلى جانب ابتكار الحقل الزراعي الذكي ومعمل التحكم الآلي.