أصدر وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود قراراً يقضي بأن يستثنى من السن النظامية المحددة للقبول بالصف الأول الابتدائي الطلاب والطالبات الذين أنهوا التمهيدي من رياض الأطفال وتقل أعمارهم عن ست سنوات ب180 يوماً فما دون، بموجب شهادة من رياض الأطفال تثبت انتظام الطالب أو الطالبة لمدة فصلين دراسيين، وامتلاكهم للمهارات الأساسية التي تمكنهم من الانتظام في المدرسة واكتساب المعارف والمهارات، ابتداءً من العام الدراسي المقبل 1432/1433ه، وذلك تأكيداً لأهمية مرحلة رياض الأطفال ودورها في تزويد الطالب والطالبة بالمعارف والمهارات الأساسية التي تعدهم للالتحاق مبكراً بالصف الأول الابتدائي. ونص قرار الوزير على أن تقوم وكالتا التعليم خلال شهر من تاريخ القرار بإعداد الأدوات اللازمة للتحقق من امتلاك الطلاب والطالبات الذين تم استثناؤهم وفقاً لهذا القرار للمهارات الأساسية، لتطبيقها في العام الدراسي المقبل 1432/1433ه. كما وجه بأن تقوم وكالة التخطيط والتطوير الإدارة العامة للتقويم بإعداد أدوات القياس اللازمة للتحقق من امتلاك الطلاب والطالبات الذين تم استثناؤهم وفقاً لهذا القرار مهارات الاستعداد المدرسي، واستكمال التدريب اللازم عليها وذلك لتطبيقها ابتداءً من العام الدراسي بعد المقبل 1433/1434ه. ويأتي القرار إنفاذاً لمبادرة وزارة التربية والتعليم التي أقرت في المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام والذي عقد في الرياض 4/2/1432ه، بحيث تدعم الوزارة مرحلة الطفولة المبكرة من خلال قرار بالسماح لمن هم دون سن السادسة ب180 يوماًً بالالتحاق بالصف الأول ابتدائي إذا كان قد سبق لهم الالتحاق برياض الأطفال واجتازوا مقياس الاستعداد المدرسي. رياض الأطفال مرحلة مستقلة عن مراحل التعليم الأخرى تعد مرحلة رياض الأطفال مرحلة هامة وحاسمة في نمو الطفل وتنشئته واكتسابه كثيراً من القيم الأساسية والمهارات المختلفة في جميع الجوانب العقلية، الاجتماعية، العاطفية، الجسمية لنموه. وأكدت سياسة التعليم في السعودية على "تشجيع دور الحضانة ورياض الأطفال سعياً وراء ارتفاع المستوى التربوي في البلاد ورعاية للطفولة والتخطيط لإنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال، والإشراف عليها، ووضع المناهج والأنظمة واللوائح وإعداد الكوادر المؤهلة - تعليمياً وإدارياً - لهذا النوع من التعليم". وتأكيداً لهذه الأهمية، صدر القرار السامي رقم 7 / ب / 538 في 3-3-1423ه المتضمن جعل مرحلة رياض الأطفال مرحلة مستقلة، وفصلها بمبانيها عن مراحل التعليم الأخرى، وهو ما نصت عليه أيضاً برقية ديوان رئاسة مجلس الوزراء رقم 11068/ب في 17-3-1430ه. بناءً عليه وتحقيقاً لخطط التنمية وخطط وزارة التربية والتعليم الإستراتيجية والتنفيذية ف اعتمدت الوزارة خلال السنوات الماضية وحتى نهاية عام 1429/1430 ه افتتاح ما مجموعه 509 روضات موزعة على جميع إدارات التربية والتعليم تعمل بها 4332 معلمة، ويدرس بها 33797 طفلٍ، أما رياض الأطفال الأهلية في ذلك الوقت فقد بلغ عددها 651 روضة تعمل بها 4341 معلمة، ويدرس بها عدد 53500 طفلاً، وهناك ما مجموعه 232 روضة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تعمل بها 1145 معلمة وتضم 15848 طفلاً، وبذلك يكون مجموع الأطفال في مرحلة رياض الأطفال الحكومية والأهلية ووزارة الشئون الإجتماعية 103145 طفلاً، يمثلون ما نسبته 11.76 في المئة تقريباً من عدد الأطفال في سن 4-6 سنوات، وتعتبر هذه الأعداد قليلة جداً مقارنة بعدد الأطفال دون ست سنوات في المملكة. وقناعة بأهمية هذه المرحلة في بناء شخصية الطفل تم تشكيل لجنة إشرافية عليا لرياض الأطفال برئاسة معالي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نوره الفايز. وتعمل هذه اللجنة على متابعة التوسع في هذه المرحلة من خلال افتتاح الروضات الحكومية الجديدة بالإضافة إلى السعي الحثيث لتجويد الخدمات المقدمة لهذه المرحلة، وقد شرعت الوزارة من خلال هذه اللجنة في إعداد خطة تنفيذية كبرى للتوسع في رياض الأطفال.