فيما تتفاقم المخاوف من تبعات مشكلة الديون اليونانية انتشرت توقعات متشائمة ومفزعة باحتمال انتقال عدوى الأزمة اليونانية إلى دول أوروبية أخرى، وهو ما يخشى أن يحدث تأثيراً خطراً في الاقتصاد العالمي، وهو أشبه بما حدث بعد انهيار بنك"ليمان براذرز"في عام 2008، إذ اجتاحت الولاياتالمتحدة على الاثر اسوأ أزمة مالية منذ ثلاثينات القرن الماضي، واسهم ذلك بدوره في تعميق ركود اقتصادي عالمي. وقال كبير الاقتصاديين في بنك ستاندارد آند بور في نيويورك ديفيد ويس:"ان اقتصاد اليونان صغير بيد أن الخطر الذي يجتاحه مُعْدٍ ويسبب رعباً في الأسواق". واضاف:"إذا شعر الناس بالخوف من أن اليونان قد تخفق في سداد ديونها، فسيخشون أيضاً أن تخفق البرتغال وبلدان أخرى. وما ان يشعر الناس بالفزع فإنهم يفزعون من كل شيء، وهذا ما رأيناه بعد انهيار"ليمان براذرز". والواقع أن أسواق المال في معظم أنحاء العالم تأثرت سلباً من الأخبار السيئة الواردة من أوروبا، بدءاً بخفض الثقة الائتمانية في اليونان جراء ديونها الكثيفة، انتهاء بخفض مماثل يتعلق بديون اسبانياوالبرتغال. وفي حين لم تبرز مخاوف مماثلة في آسيا بشأن الوضع الائتماني لحكومات دول القارة، بيد أن الاقتصاديات الآسيوية الكبرى كالصين والهند واليابان ترتعد خوفاً، لأن أوروبا تعد سوقاً مهمة لصادراتها. فضلاً عن أن اليابان والصين من أكبر الدول المستثمرة في الديون التي حصلت عليها الدول الأخرى، خصوصاً الولاياتالمتحدة.