لانجستن هيوز شاعر وروائي أميركي، ولد عام 1902 في مدينة جوبلن بولاية ميزوري. ركّز معظم أعماله الإبداعية على معاناة الزنوج في أميركا، بل في العالم كله، وما يلاقونه من اضطهاد وتفرقة عنصرية. بدأ كتابة الشعر وهو في سن العشرين. ذهب في رحلات عدة إلى أفريقيا وأوروبا، بحاراً حينا، ومساعد بحار حيناً آخر. عاش في فرنسا فترة من حياته، وعمل هناك وانتقل أيضاً إلى إيطاليا وعمل بها، وبعد عودته إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، عمل طاهياً في أحد فنادق واشنطن. كان أول من اكتشفه ووجّه الأنظار إليه الشاعر الأميركي لندسي، ونصحه بالتفرغ كلية للأدب وذلك في عام 1925. وبعد ذلك بعام أصدر أول دواوينه الشعرية، ونال جائزة شعرية مهمة في بلاده حققت له مزيداً من الشهرة والذيوع. وهو يعد أحد رموز"حركة هارلم". وتمثل الكيان الثقافي والفكري والسياسي والاجتماعي والفني، الذي جمع نخب السود ووحّدهم في محاربة التمييز العنصري والعرقي في أميركا والمطالبة بالمساواة الثقافية الاعتراف بالآخر، والمساواة مع البيض. أصدر روايات عدة أشهرها"ليس من غير ضحك". بجانب إبداعه في الشعر والرواية، كتب هيوز أيضاً في أدب الأطفال وفي المسرح والأوبرا، وترجم عدداً من الأعمال الأدبية للإنكليزية. عمل مراسلاً صحافياً، وقام بتغطية للحرب الاسبانية الأهلية، وكتب مقالات صحافية عدة في الأربعينات تناول في معظمها قضيته الأساسية معاناة الزنوج، ويعد واحداً من أبرز الرموز الفاعلة في حضارة وفكر الزنوج. توفي الشاعر عام 1967 بعد معاناة مريرة مع السرطان. ننشر هنا قصيدة بعنوان"الزنجي". ما أنا سوى زنجي، حالك السواد، كعتمة الليل البهيم. كأدغال قارتي الأفريقية. *** ما أنا سوى عبد، لا خيار لي ولا اختيار. بأمر من القيصر، نظفت عتبات القصر. وبأمر من جورج واشنطن، مسحت الأحذية. *** ما أنا سوى عامل، من تحت يديّ، بزغت الأهرام، هرما تلو هرم. ساعديَّ شيدا صرح الوول وورث، لبنة تعقبها لبنة. *** ما أنا سوى شاد حزين، حملت بين جوانحي كل أغانيَّ الباكية، طيلة المسافة، مابين أفريقيا وجورجية. وألَّفت للزنوج ألف لحن ولحنا. موسيقاها بائسة حزينة *** ما أنا سوى ضحية، هناك... في الكونجو بتّر البلجيكيون يديَّ، وهنا في المسيسبي، ما زلت أعدم، من غير ما محاكمة. *** ما أنا سوى زنجي، حالك السواد، كعتمة الليل البهيم. كأدغال قارتي الأفريقية. * ترجمة: خلف سرحان القرشي.