سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الاتحاد العربي لمنتجي الكهرباء يستبعد توحيد التعرفة لاختلاف الكلفة والدعم . البراك ل"الحياة" : مشاريع الربط الكهربائي في المنطقة نواة السوق العربية لتبادل الطاقة
شدّد رئيس الاتحاد العربي لمنتجي وناقلي وموزعي الكهرباء المهندس علي بن صالح البراك على أهمية مشاريع الربط الكهربائي بين الدول العربية، واعتبرها نواة إنشاء سوق عربية لتبادل الطاقة الكهربائية، وهو الهدف بعيد الأمد للربط الكهربائي الخليجي والعربي. وقال البراك الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء في حوار ل"الحياة":"إن إقامة سوق عربية لتبادل الطاقة الكهربائية أمر يصب في مصحلة الدول العربية، وبخاصة مع وجود فائض لدى بعض الدول العربية يمكن تصديره إلى الأسواق الأوروبية". وأضاف أن هناك عدداً من مشاريع الربط بين الدول العربية تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، وتوجد مشاريع قيد التنفيذ حالياً، فهناك مشروع الربط بين دول المشرق العربي، ومشروع الربط بين أنظمة دول الخليج العربية، والذي شارفت مرحلته الأولى على الانتهاء، وتبلغ كلفته 4 بلايين ريال. واستبعد البراك توحيد تعرفة الكهرباء في الدول العربية، وقال رداً على سؤال في هذا الصدد:"إن من الطبيعي أن تختلف التعرفة الكهربائية من بلد لآخر لأسباب عدة، منها كلفة توليد الطاقة الكهربائية التي تعتمد بصورة كبيرة على نوع الوقود المستخدم، كما يدخل الوضع الاقتصادي والدعم الحكومي ضمن العوامل المؤثرة في التعرفة الكهربائية". وأوضح أن الاتحاد يضم حالياً في عضويته معظم وزارات ومؤسسات وشركات الكهرباء في الوطن العربي كأعضاء عاملين، بجانب العديد من الشركات المصنعة للمعدات الكهربائية والمنفذة للأعمال الكهربائية كأعضاء مشاركين. وهنا نص الحوار: ما دور الاتحاد العربي لمنتجي وناقلي وموزعي الكهرباء في مشاريع الربط الكهربائي العربية؟ - توفر مشاريع الربط الكهربائي أهم مقومات إنشاء سوق تبادل الطاقة الكهربائية بين الدول العربية، وتصدير الطاقة الكهربائية الفائضة مستقبلاً إلى الأسواق الأوروبية، خصوصاً أنه يوجد فوائض في محطات إنتاج الكهرباء في عدد من الدول العربية. ونحن ننظر إلى الربط الكهربائي العربي الشامل باعتباره النواة الحقيقية لإنشاء سوق عربية للكهرباء، ونسعى إلى ربط شبكات الكهرباء العربية مع بعضها والعمل على تقويتها داخل الدول العربية أو في ما بينها، من اجل زيادة التبادل على أسس تجارية. ويتابع الاتحاد كل ما من شأنه دعم هذا المشروع وتسريع تنفيذه وينسق لإنجاز هذه المهمة بإنشاء اتحاد عربي لتنسيق تشغيل شبكات الربط الكهربائي العربي، وتقوم لجنة تنسيق تشغيل شبكات الربط الكهربائي العربي بهذه المهمة، فهي تعمل على التأكد من سلامة أداء الشبكات المرتبطة ووضع القواعد التي تتيح للشبكات الوطنية تبادل الطاقة إقليمياً ودولياً على ساس تنافسي، وتوسيع سوق الطاقة من خلال ربط المناطق المجاورة مع بعضها. كم يبلغ حجم مشاريع الربط الكهربائي بين الدول العربية؟ وإلى أية مرحلة وصلت؟ - هناك عدد من مشاريع الربط بين الدول العربية تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، وتوجد مشاريع قيد التنفيذ حالياً، فهناك مشروع الربط بين دول المشرق العربي، والربط بين أنظمة دول الخليج العربية والذي شارفت مرحلته الأولى على الانتهاء، وتبلغ كلفته 4 بلايين ريال. هل هناك ربط كهربائي قائم بين الدول العربية حالياً؟ - هناك ربط كهربائي بين بلدان المغرب العربي ويتم استخدامه في الحالات الطارئة، وهناك مشروع تحت التنفيذ لربط كهربائي بين تونس وليبيا، ومشروع الربط بين دول المغرب العربي ومصر، ويتواصل حالياً تنفيذ مشروع الربط الكهربائي الخليجي على مراحل. وتتضمن عقود المرحلة الأولى للمشروع 14 عقداً بكلفة إجمالية تزيد على بليون ريال، ومن المتوقع أن يتم تشغيل هذه المرحلة العام الحالي، وهي تشمل ربط شبكات كهرباء البحرين والسعودية وقطر والكويت، من خلال خط ربط كهربائي مزدوج الدائرة من محطة الزور في الكويت، حتى محطة الدوحة الجنوبية بطول يزيد على 800 كلم. كما تشمل تلك المرحلة إنشاء 6 محطات تحويل جهد 400 كيلوفولت، وخط ربط كهربائي مزدوج الدائرة جهد 400 كيلوفولت من محطة غونان في السعودية حتى محطة التحويل في الجسرة في البحرين عبر كابل بحري تحت مياه الخليج. أما المرحلة الثانية، فتم الانتهاء منها عام 2006، بربط شبكتي الإمارات وعُمان عن طريق محطة العوهة في الإمارات ومحطة الواسط في عمان، وتشمل المرحلة الثالثة ربط المرحلتين الأولى والثانية، وبذلك يكتمل المشروع بمراحله الثلاث، ويبدأ تشغيله خلال عام 2010. كيف يمكن لقطاعات الكهرباء والمستهلكين الاستفادة من هذا الاتحاد؟ وهل تضمنون استمرارية الكهرباء عربياً؟ - يمكن لقطاعات الكهرباء في الدول العربية، أن تستفيد من الاتحاد من خلال أنشطته، فالاتحاد يولي اهتماماً كبيراً لتبادل الخبرات والتجارب بين الشركات العربية بعضها مع بعض من جهة، وبين الشركات العربية والأجنبية من جهة أخرى، وذلك عن طريق إقامة ندوات ومؤتمرات تناقش أهم المواضيع المتعلقة بإنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية. كما يمكن ان تستفيد قطاعات الكهرباء في الدول العربية من انجاز الاتحاد لمشروع الربط الكهربائي العربي، بالتنسيق مع الجهات المختصة، إذ ان هذا المشروع يعنى إمكان تبادل قدرات من الطاقة الكهربائية عبر خطوط الربط، ما يمكن من تغطية العجز الذي قد يحصل إثر حالات الطوارئ في بض الشبكات. هل ترون ضرورة توحيد التعرفة بين الدول العربية؟ وهل هناك توجه أو دراسات تبحث خفض التعرفة؟ - من الطبيعي أن تختلف التعرفة الكهربائية من بلد لآخر لأسباب عدة، منها كلفة توليد الطاقة الكهربائية، التي تعتمد بصورة كبيرة على نوع الوقود المستخدم، كما يدخل الوضع الاقتصادي والدعم الحكومي ضمن العوامل المؤثرة في التعرفة الكهربائية. ويمكن أن يلعب الاتحاد بالتنسيق مع شركات الكهرباء في العالم العربي، دوراً في تشجيع المستهلك، ليلعب دوراً ايجابياً في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء، وأن يعمل على إدارة استهلاكه بطريقة مثلى خاصة. ونظم الاتحاد بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، ندوة عن التعريفات الكهربائية في مدينة الرياض عام 2008، بحثت موضوع التعرفات الكهربائية في إطار جهود المبذولة من الاتحاد، لزيادة تفعيل التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لمواجهة المستجدات، تحقيقاً للطموحات المنشودة والأهداف المشتركة. وهدفت اللجنة إلى تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الآخرين، والاستفادة من آخر المستجدات المتعلقة بالتعرفات الكهربائية، وقدم مختصون وأكاديميون ومنسوبو عدد من الشركات العاملة في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية على نطاق الوطن العربي، عدداً من أوراق العمل، تناولت رؤيتهم للتعرفات الكهربائية، ورفع وتطوير مستوى الخدمة الكهربائية كمدخل لتحقيق التعرفة الكهربائية المتوازنة المبنية على أسس علمية. ما علاقة الاتحاد بالجامعة العربية؟ - لا علاقة للاتحاد بالجامعة العربية، فالاتحاد منظومة طوعية تأسست بمبادرة من مجموعة شركات وهيئات كهربائية عربية، ويضم في عضويته 18 دولة عربية. ماذا عن مشاركات الاتحاد في المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية العربية والدولية؟ - كما ذكرت يتمثل الهدف من قيام الاتحاد في تنمية وتطوير قطاع توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في الوطن العربي، وتنمية وتطوير وتنسيق مجالات عمل الأعضاء، وتوثيق الروابط في ما بينهم. وينسق الاتحاد من خلال سعيه لتحقيق هذه الغاية مع كل المنظمات والمؤسسات العربية والعالمية العاملة في هذا المجال، بما في ذلك المشاركة في المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية العربية والدولية، فالاتحاد يشارك في الندوات العربية والدولية، ويتعاون مع المنظمات العربية المختصة، ويدعو المختصين والخبراء في مجالات صناعة الكهرباء من خارج عضويته إلى المشاركة في مؤتمراته وفي الندوات وورش العمل المتخصصة، التي يعقدها في كل الدول العربية. ما دور كل من المملكة والشركة السعودية للكهرباء في الاتحاد؟ - تعتبر الشركة السعودية للكهرباء واحدة من الشركات المؤسسة للاتحاد، وهي حريصة على كيانه وعلى المشاركة الفاعلة في روافده ولجانه، والعمل على دعمه. كما أن الشركة السعودية للكهرباء تدعم كل الجهود، من أجل أن يصبح الاتحاد وعاءً لتحقيق أهدافنا في مجال الكهرباء، فهي ما زالت تحرص من خلال موقعها في الاتحاد على بناء علاقات تعاون جيدة مع جميع الشركات على نطاق الوطن العربي، أساسها التعاون والتنسيق للاستفادة من التجارب والخبرات لتطوير صناعة الكهرباء، وصولاً إلى قيام تكامل عربي في هذا المجال الحيوي. ما دور الاتحاد في تنمية الموارد البشرية في المؤسسات الأعضاء؟ - يضع الاتحاد موضوع تنمية الموارد البشرية والخبرات العربية العاملة في قطاع الكهرباء في مقدمة أولوياته، وشكل الاتحاد لجاناً للعمل، من بينها لجنة تختص بتنمية القوى البشرية، تنحصر مهامها في إعداد دليل شامل لجميع مراكز التدريب بمؤسسات الكهرباء في الوطن العربي، حتى يمكن معرفة الإمكانات التدريبية بأعضاء الاتحاد والاستفادة من الفرص التدريبية المتاحة، إضافة إلى إعداد سياسة لتبادل الخبرات التدريبية بين المراكز التدريبية في الوطن العربي والإعداد لندوات التدريب في مؤسسات الكهرباء في الوطن العربي. ونظم الاتحاد مؤتمره الرابع لتنمية الموارد البشرية في ليبيا عام 2007، كما أصدر دليلاً للخبرات العربية، ويخطط لعقد ورشة عمل في مجال وصف وتقويم وتصنيف الوظائف، إضافة إلى سعيه لتزويد الأعضاء ببرامج التدريب والتأهيل. كيف تم تأسيس الاتحاد، وما الهدف من إنشائه؟ - جاء تأسيس الاتحاد تلبية لتوصية مؤتمر الطاقة العربي الثاني عام 1982 في الدوحة بإنشاء مجموعة عمل لمنتجي وناقلي وموزعي الكهرباء في الدول العربية، وتم تكوين الاتحاد خلال انعقاد الاجتماع التأسيسي الأول في تونس عام 1987، بحضور كل من الأردنوالبحرينوتونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا واليمن. ويهدف الاتحاد ومقره العاصمة الأردنيةعمان إلى تنمية وتطوير قطاع توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في الوطن العربي، وتطوير وتنسيق مجالات عمل الأعضاء وتوثيق الروابط في ما بينهم، من خلال التعاون والتنسيق بين الأعضاء في المجالات المتعلقة بتنمية وتطوير وتكامل قطاع الكهرباء في الوطن العربي. كما يقوم الاتحاد بتحديث المعلومات والبيانات والإحصاءات الفنية والاقتصادية العربية الخاصة بقطاع الكهرباء وتزويد المؤسسات والشركات المعنية بها، ويسهم في عملية تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في مجالات تطوير الإدارة والتشغيل والصيانة في قطاع الكهرباء، وتنمية الموارد البشرية والخبرات العربية العاملة في هذا القطاع. كيف يتم تمويل الاتحاد؟ - يعتمد الاتحاد في تمويله على رسوم اشتراك الأعضاء العاملين فيه، وتحدد تلك الاشتراكات بناء على معدل استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية، إضافة إلى الطاقة الكهربائية المنتجة في كل بلد، على أن يكون الحد الأدنى للرسوم السنوية 2500 دولار. ويضم الاتحاد حالياً في عضويته معظم وزارات ومؤسسات وشركات الكهرباء في الوطن العربي كأعضاء عاملين، بجانب العديد من الشركات المصنعة للمعدات الكهربائية والمنفذة للأعمال الكهربائية كأعضاء مشاركين، ويبلغ عدد الأعضاء حالياً 26 عضواً عاملاً و19 عضواً مشاركاً، إضافة إلى عضوين بصفة مراقب. كما يضم الاتحاد العديد من اللجان منها لجنة تنسيق تشغيل شبكات الربط الكهربائي العربي، والتي تقوم بالتأكد من سلامة أداء الشبكات المرتبطة وتفعيل سوق الطاقة الكهربائية، ولجنة الهندسة والإنتاج، ومن مهامها تحقيق التعاون بين أعضاء الاتحاد في ما يتعلق بتنمية وتطوير وتكامل إنتاج الطاقة الكهربائية، وتوحيد المواصفات والمقاييس الخاصة بمحطات توليد الطاقة الكهربائية ومكوناتها. ومن اللجان العاملة بالاتحاد لجنة تنمية الموارد البشرية التي تنحصر مهامها في إعداد دليل شامل لجميع مراكز التدريب بمؤسسات الكهرباء، وهناك لجنة للتوزيع وتقوم بتقديم الطاقة الكهربائية إلى المستهلكين بشكل موثوق واقتصادي، كما توجد لجنة التخطيط في الاتحاد التي تعمل على تجميع وتحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمنظومات الكهربائية القائمة المستقبلية في الوطن العربي بما يخدم إجراء الدراسات التخطيطية. ما أبرز الإنجازات التي حققها الاتحاد منذ إنشائه؟ - حقق الاتحاد إنجازات عدة في مجالات عمله المختلفة، إذ ظل منذ تأسيسه يعمل على تبادل أحدث المعلومات والبيانات والإحصاءات الفنية وإصدار المجلات والنشرات المتعلقة بقطاع الطاقة الكهربائية، ويصدر الاتحاد نشرة سنوية تتضمن أهم الإحصاءات حول قطاع الكهرباء في الوطن العربي، وتعد مرجعاً للدارسين والباحثين في مجال الطاقة الكهربائية حول وضع الطاقة الكهربائية في الدول العربية من حيث الكميات المنتجة والمستهلكة سنوياً وتوقعات الطلب على الطاقة الكهربائية. كما عقد الاتحاد ندوات عدة، منها ندوة تطوير قطاع المعلومات الصناعية في الدول العربية، وورشة عمل حول إدارة الطلب على الأحمال الكهربائية وكفاءة استخدام الطاقة الكهربائية، وندوة عن الدروس المستفادة من الانقطاعات بشبكات الدول العربية، وأخرى تتعلق بمحطات التوليد ومكوناتها وأنواعها في الوطن العربي، إضافة إلى ندوات عن التدريب وعن التعريفات الكهربائية في البلدان العربية، والمؤتمر الثاني لتوزيع الطاقة الكهربائية. وأعد الاتحاد عدداً من الأدلة، منها دليل الخبرات العربية في قطاع الكهرباء، ودليل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، ودليل شامل لجميع مراكز التدريب بمؤسسات الكهرباء في الوطن العربي، إضافة إلى دليل المصطلحات الكهربائية.