سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حاضر في جامعة الملك عبدالعزيز ... وأعطى الطلاب "درساً" في متغيرات 50 عاماً مضت . أمير "مكة": مجتمعنا ينادي لا ل "التكفير" و "التغريب"... ويصرخ نعم للإسلام والحضارة "منهج الاعتدال"
أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل"أن المجتمع السعودي يصرخ بأعلى صوته منادياً لا للتطرف ولا للتكفير ولا للتغريب، وفي الوقت نفسه يعلنها مدوية نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة، إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي". وأعلن الفيصل خلال محاضرة ألقاها في جامعة الملك عبدالعزيز بعنوان"تأصيل منهج الاعتدال السعودي"أمس إنشاءه كرسياً جامعياً باسمه لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، موضحاً أن"منهج الاعتدال السعودي هو المنهج الإسلامي الصحيح، وهو منهج كل إنسان مسلم عربي يبحث عن التطور والتقدم ويحارب الرجعية والتخلف والبقاء خلف أسوار الضعف والاستكانة". قال الأمير خالد الفيصل مخاطباً طلاب جامعة الملك عبدالعزيز:"أبنائي إن ما دعاني للحضور إليكم وإلقاء هذه المحاضرة بين أسماعكم هو معرفتي معرفةً كاملةً بما يحاك ضدكم من أعداء الدين والدولة، ومعرفتي أيضاً بأنكم أنتم معاشر الشبان المستهدفون دون غيركم، وأنكم أنتم الوحيدون الذين وجه لكم العدو سهام فكره ومخططاته لأنه يعلم مدى قوتكم وعزم شكيمتكم وأنكم عماد البلد ونوره الذي يريدون له أن يطفأ". وواصل أمير مكة حديثه:" إنني أعلم ما يريده المتطرفون منكم، وما يسعون له من خلال إيهامكم سواء شباناً أو شابات بأنكم تعيشون مرحلة ضياع فكري وروحي، وأنه لاخلاص لكم إلا بالتوجه لأحد التيارين إما التيار التكفيري وإما التيار التغريبي"، مطمئناً إياهم بالقول:"لن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنقف صفاً واحداً ضد كل دعاوى التغريب أو التكفير، وقفة حزم وتصد، وإنني أعلن لكم أنني أوعزت لمجلس مكة الثقافي على أن يتبنى برنامجاً مخصصاً للشبان من الجنسين لينقل لهم الحقائق عن وضعهم الفكري والاجتماعي والتاريخي والسياحي في بلادهم، من خلال برامج ثقافية وإعلامية يوضح تاريخهم والفترات والمراحل التي مر بها الإنسان منذ إنشاء السعودية وحتى اليوم، وكيف مر ذلك المخاض العسير في مواجهة كل الحركات التي حاولت أن توقف هذا التطور، وسنعمل سوياً على محاربة تلك الدعاوى ودحض افتراءاتها ونحن سائرون على الدرب حتى نصل إلى مبتغانا". وأشار أمير مكة إلى أن معظم الجيل الحالي من الشبان لم يدركوا كثيراً المتغيرات التي طرأت على التاريخ السعودي خلال ال 50 عاماً الماضية، وقال:"من واجبنا نحن أن نبرز لهم كل ما تحقق ونوفر لهم كل مايحتاجونه من تاريخ مشرق وجميل". وأكد ظهور تيارين مختلفين كل منهما يسير في اتجاه معين لكنهما يلتقيان، فالأول يمثل التيار"التكفيري التفجيري"والذي ظهر أخيراً ويدعونا إلى الانسلاخ من ديننا الحنيف، والآخر هو التيار"التغريبي"وهو الذي يدعونا إلى الانسلاخ من دنيانا، وهذا الأخير تسبب في ظهوره التيار التكفيري. وكلاهما متطرف، بل إنهما مدمران ويسهمان في خلخلة أي مجتمع، إضافة إلى أنهما يهمشان منهج الاعتدال السعودي، والواجب أن نعمل على محاربة هذين التيارين والقضاء عليهما. وفند أمير مكة التيار"التغريبي"وأدواته التي تؤكد على أن الإسلام دين تخلف وجمود وركود مستمر، وقال"الحقيقة تؤكد أن جل القيم الغربية بل جميعها كالعدل والحرية والمساواة التي يتغنى بها الغرب في كل مكان وزمان، هي في الأصل مستقاة من الدين الإسلامي ومن تعاليمه السمحة"، مشيراً إلى أن متهمي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنها دعوة متشددة ومتطرفة هم مضللون وأعداء للدين الإسلامي، فالدعوة سلفية خالصة، تمتاز بالإصلاح والتنوير والتجديد، ولو أنهم لاحظوا جيداً لوجدوا أن اختيار كلمة التوحيد شعاراً لها يدل على سموها وعلو قيمتها، كما أنه يعد تأصيلاً لمفهوم العدالة السعودية. وألمح أمير مكة إلى أن اسم المملكة العربية السعودية اكتسب ميزة لم تكن معروفة آنذاك، فهي الدولة الوحيدة التي أدخلت كلمة"العربية"إلى مسماها الرئيس، كأول دولة تضم لفظ"العربية"لها في تلك الفترة، ما يدحض القول بأن هذه الدعوة متشددة ومتطرفة، مؤكداً في الوقت ذاته"أننا نعيش فترة مميزة، فترة خير ومشاريع وتطوير ومرحلة انتقالية من حالة حضارية إلى حالة أخرى أرقى وأسمى للإنسان السعودي الذي يستحق كل التقدير والاهتمام، كما أننا نمر كذلك بمرحلة انتقالية وفترة متأزمة تضطرب فيها الأفكار وتتصارع فيها التيارات، فترة اتسمت بالحروب والقتال بين الدول والحركات المسلحة داخل الدول، ثم انتهت هذا العام بالأزمة الاقتصادية العالمية التي اهتزت لها جميع الأنظمة الاقتصادية في العالم". وأضاف:"إن هذه البلاد جزء من العالم تأثرت وتتأثر بما يحدث في العالم وليست بمعزل عنها، وليس كما كنا في العصور السابقة، فلا نستطيع أن نعزل أنفسنا أو نسلخها عن الفكر والثقافة والآثار الاقتصادية، خصوصاً مع التطور الهائل في الإعلام والاتصال الذي جعل الكون صغيراً بحيث تصل المعلومة للإنسان في بيته وغرفة نومه، ويتأثر مباشرة بكل ما يجري في العالم". وأكد الفيصل أن هذه الدولة امتداد للنهج الإسلامي بفكر وتوجه إسلامي معتدل، ثم بدأت التنمية والتطوير وتحويل المجتمع القبلي الأمي إلى مجتمع مدني متحضر ببناء الهجر وتوطين البادية، وإرسال المعلمين والقضاة والدعاة لتعلم أمور الدين والقراءة والكتابة وحفر الآبار للمساعدة على التوطين، ثم تلا ذلك تأسيس الإدارات والمؤسسات الحكومية والوزارات المختلفة، ثم تبني مشروع التحديث بإدخال الآلات والسيارة والطائرة والقطار والمبرقات والراديو، لتبدأ ردة الفعل في رفض الإنسان عادة ما يجهل من طريق تنظيم حركات مسلحة واجهها الملك عبدالعزيز حينها، ففرض التحديث والتطوير على هذا المنهج الذي أطلق عليه منهج الاعتدال السعودي، وهنا الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وبين التمسك بأهداب الدين والقيم الإسلامية والاستفادة من المكتسبات الحضارية العلمية، سواء المكتسبة من الداخل أو المستوردة من الخارج هذا هو الاعتدال، وهذا منهجه. وأكد الأمير خالد الفيصل أن التطرف موجود منذ بداية هذا العهد السعودي،"وتحديداً عندما نشأت الحركة الرافضة للتطوير وانتصر عليها الاعتدال السعودي، واستمر الاعتدال ومواجهة التطرف في عهدي الملك سعود والملك فيصل حتى ظهرت حركة عالمية امتدت أصابعها للعالم العربي وهي المد الشيوعي الذي أثر في المجتمعات العربية وتمثل في بعض الحكومات وفي الدول العربية وظهور الأحزاب الاشتراكية التي نقلت الكثير من الفكر الشيوعي والنظام الشيوعي والاقتصاد الشيوعي إلى المجتمع السعودي". وزاد:"إن هذه الدولة إسلامية وبما أن هذه البلاد وقيادتها مؤتمنة على الرسالة في هذه الأراضي المقدسة، فإنها رفضت هذا المد الشيوعي وتمسكت بأهداب الدين الحنيف، وبدأت الحملات تشن ضدها إعلامياً وثقافياً في الصحافة والكتب والإذاعات في ذلك الوقت، وظهرت محاولات الحركات المسلحة للتأثير على هذه البلاد ولكن واجهتها المملكة بكل إصرار وعزم وثبات وانتصر مرة أخرى منهج الاعتدال في وجه المد الشيوعي". وعدد الفيصل وسائل انتصار العدالة السعودية والتطوير،"بدءاً من انتشار المؤسسات الحكومية والأهلية، وتنظيم البنوك، ومن ثم جاءت بداية تعليم المرأة وأول انطلاقة للتلفزيون وتحرير الرق، وتواصلت إلى هذا العهد". طالب بإعادة النظر في مادتي التاريخ و"الوطنية" شدد الأمير خالد الفيصل على ضرورة إعادة النظر في بعض المواد التعليمية التي تدرس لطلابنا في مختلف المراحل الدراسية خصوصاً تلك التي تحكي تاريخ السعودية عبر مراحلها الثلاث. وطالب الفيصل من وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في مادة التربية الوطنية، وإعادة كتابة التاريخ السعودي ليكون شاملاً ومتطرقاً للإنجازات السعودية. وقال:"التاريخ ليست مادة جامدة تسرد الوقائع والأحداث فقط، ولكن لابد لواضعي ومقرري مواد التاريخ أن يبرزوا مختلف الإنجازات السعودية منذ بداية الدولةالسعودية الأولى وحتى الثالثة، وما حدث في تلك الحقبة الزمنية". ... وبوقوف الطلاب احتراماً ل"الملك العادل" طلب الأمير خالد الفيصل من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز الوقوف احتراماً وإجلالاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نظير ما بذله الملك العادل والقيادة السعودية في مختلف الفترات في الأخذ بالتطوير، واستطاعت في ظل حنكته تجنيب الشعب السعودي الكثير من الأزمات والصراعات الإقليمية والعالمية. وأوضح الفيصل أن قيمة الإنسان السعودي والدولة السعودية معروفة ومقدرة عند العالم أجمع إلا عند بعض المواطنين السعوديين، الذين لا يقدرون أن لوطنهم تاريخاً حافلاً بالحضارة والقيم الدينية والفكرية والثقافية والأمنية. ورفض الأمير الفيصل مقولة أن سبب هذا التقدير هو البترول، وقال:"الفكر والمنهج والقيم التي تتمثل فيكم، والتي استطاعت أن تستفيد من هذا البترول هي السبب، هي من جعلتكم تستفيدون من هذه الثروة، في حين أن الآخرين لم يستفيدوا منها". وشدد على قيمة الإنسان السعودي بالقول:"إن قيمة الإنسان السعودي في ثقافته واعتداله ومكانته، نحن لدينا شيئان أهم وأغلى من البترول كما قال خادم الحرمين الشريفين هما الكعبة المشرفة والإسلام، فالعرب لم تقم لهم قائمة إلا بعد الإسلام وهو الثروة الحقيقية".