أكدت المشرفة التربوية للإعاقة السمعية في إدارة التربية الخاصة بجدة سمر نصرالله ضعف مخرجات المناهج القديمة التي كانت تدرس لأعوام في معهد الصم، مشيرة إلى أن الكثير من الصم لا يستطيعون أن يكتبوا مقالاً أو يقرأوا كتاباً أو صفحة من كتاب أو حتى فهم رسالة جوال لاتتعدى أربع كلمات أو قراءة إعلانات الشوارع وأسماء المحال. وقالت:"مؤسف أن لايستطيع الأصم الذي لا يعاني أي علة، تعبئه بيانات أي استمارة، لأنه لا يعرف معنى السؤال المطروح فيها؟، والبعض منهم قد يوقع على أوراق من دون استيعاب ما هو مكتوب إلا بمساعدة الآخرين". وأوضحت نصر الله أن تطبيق مناهج التعليم العام والمطور على طالبات الصم خطوة إيجابية تهدف إلى الوصول إلى مخرجات قوية أكاديمياً واجتماعياً، و"لتتاح الفرصة مستقبلاً للصم لدخول الجامعة لأن هذا حق من حقوقهم، إذ إن المناهج القديمة كانت مخففة بشكل كبير ولا تناسب الكم الهائل من المعلومات والمصطلحات والمفردات اللغوية التي تستطيع الطالبة مسايرتها في التعليم الجامعي والحياة عامة، خصوصاً وأنها كانت مناهج تعليم عام، لكنها مختصرة جداً ولا تلبي خصائص وحاجات الصم، وبالتالي أدت إلى مخرجات ومستوى أكاديمي ضعيف جداً". وشددت على الدور الكبير للمعلمة في العملية التعليمية. وقالت:"هي التي تتفاعل مع الطالبة مباشرة، وهي القائمة على عملية التعليم، فلذلك نشدد على إعداد المعلمات لأن عدم تمكن المعلمة من المادة المقررة يؤدي إلى عدم مقدرتها على توصيل وتكييف المنهج ليناسب قدرات كل طالبة على حدة". وأضافت:"لذلك كان لابد من إخضاع المعلمات لحلقات تنشيطية للمواد ودروس نموذجية، إضافة إلى تنفيذهن زيارات متبادلة لمعلمات مدارس التعليم العام، بهدف تبادل الخبرات وأخذ أفكار جديدة، والتعرف على طرق تدريس مختلفة تتناسب مع الصم". وأكدت أن الطالبات الصم يستطعن استيعاب المناهج الجديدة بسهولة، بعد ما تم تخفيفها ووضع إرشادات ومفردات وأهداف لكل مادة، تراعي قدراتهن وخصائصهن من قبل اختصاصيات في الإدارة العامة للتربية الخاصة للعوق السمعي في الرياض. وقالت:"ستتم كتابة تقرير في نهاية كل فصل دراسي عن المرئيات والمقترحات المأخوذة من المعلمات لكل مادة بعد تدريسها، وإرسالها إلى الإدارة العامة للتربية الخاصة في الرياض، لكي تتم دراستها من قبل المتخصصات"، مؤكدة في الوقت ذاته أن هذه المناهج ستضيف للطالبات الصم مفردات وتكسبهن ثروة لغوية تمكنهن من فهم ما يقرأن وتشعرهن بالمساواة بينهن وبين أخواتهن وأقربائهن العاديات اللائي يدرسن المناهج نفسها".