في أول رد فعل شعبي على رفع أسعار المشروبات الغازية بنسبة 50 في المئة، انطلقت أول حملة إلكترونية لمقاطعتها، وحملت عنوان"كلأك الزم ما عليك"على منتدى المقاطعة، في محاولة للتصدي لارتفاع أسعار تلك المشروبات من ريال إلى 1.5 ريال، وتركز الحملة على تأثير المشروبات الغازية السىئ في الكلى في حين توقع بائعو جملة في الرياض تحدثوا ل"الحياة"أن تتراجع الشركات عن رفع الأسعار في حال تراجع الطلب بشكل كبير، وهو ما يؤثر في مبيعات وأرباح تلك الشركات. وحثت حملة المقاطعة المستهلكين على الوقوف معاً ضد قرار الزيادة، وقال منظمو الحملة:"لنكن يداً واحدة أمام هذه الزيادات التي لا تطاق، والتي نصطدم بها يوماً بعد يوم، ومساء بعد مساء، مللنا التراخي من مجتمعنا نحو لهيب الأسعار، مللنا الخضوع أمام بعض المنتجات التي لا تغني ولا تسمن من جوع". وتابع المنظمون:"لنستفد من تجاربنا السابقة وحملاتنا التي لم تكن على الوجه المطلوب، ويكفينا فخراً أن ثقافة المقاطعة بدأت تتسع دائرتها، لكن المتابع لهذه الحملات على مدار ساعاتها وأيامها يجد إقلاعاً، ومن ثم هبوطاً، وعدم الثبات والصبر". وأضافوا:"مع توافر كل مقومات الثبات والصبر قف ولا تكن عاجزاً أمام مشروبك المفضل أو ما تشتهيه نفسك، فأنت أقوى بكثير من انكسارك أمام ما تشتهيه. لا نريد أحداً من الناس أو تاجراً يقود ما نستهلكه برفعه للسعر، لنقف سوياً ولنثبت رأينا لكل العالم بأننا شعب لا يرضى الخنوع أمام جشع تاجر". وفي المقابل، توقع عدد من البائعين في مراكز بيع الجملة أن تتراجع الأسعار وتعود إلى مستوياتها السابقة خلال 20 يوماً في حال انخفض الطلب على منتجات"بيبسي"بالأسعار الجديدة، مشيرين إلى أن الأسعار في عدد من الدول المجاورة لم يطرأ عليها أي ارتفاع. وأوضح بائع في مركز الراز لبيع الجملة سعد عباس أن ارتفاع أسعار البيبسي جاءت غير متوقعة، وستكون هناك أسعار خاصة للمطاعم بحيث يخفض سعر الكرتون بواقع ريال إلى ريالين. واعتبر أن الأسعار الجديدة هي فترة اختبار لتقبل الزبائن، وتوقع العودة إلى الأسعار القديمة إذا انخفض الطلب خلال 20 يوماً أي قبل بداية العام الجديد. وأشار إلى وجود تلاعب من بعض مندوبي المبيعات في البيع بأسعار متفاوتة، وهو ما يثير علامة استفهام في آلية الأسعار التي تضعها الشركة. أما البائع في مركز العثيم لبيع الجملة يحيى علي قنديل فأشار إلى أن زيادة الأسعار في هذا الوقت جاءت غير مناسبة، وذلك لبرودة الطقس، ولا يوجد سبب مقنع لرفع الأسعار. ولفت إلى أن أسعار المياه الغازية لم ترتفع في دول كثيرة، ففي السودان أسعار ال"بيبسي"لم تتغير منذ أكثر من خمس سنوات ماضية. وحول الطلب على المشروبات الغازية بعد زيادة الأسعار، أوضح البائع في مؤسسة محمد سعيد بالبيد للجملة سعيد العوثاني أن الطلب بالأسعار الجديدة يعتبر ضعيفاً مقارنة بالأسعار السابقة. وقال العوثاني إن الأسعار الجديدة مبالغ فيها بشكل كبير مقارنة بالأسعار الماضية التي كانت مناسبة. وفي جدة ، أكد متخصصون في مجال تجارة التجزئة أن قرار رفع أسعار"البيبسي"يعود للوكلاء في السعودية، الذين أرسلوا خطابات لجميع مراكز البيع برغبتهم في رفع الأسعار من اليوم. وقال المدير التنفيذي للتسويق في أسواق العزيزية بنده رامي عبدالوهاب ل"الحياة":"إن الشركة تلقت خطاباً رسمياً من شركة بيبسي برغبتها في رفع سعر العبوة بنسبة 50 في المئة". وأضاف أن دورهم ينحصر في كونهم وسطاء بين الشركات المنتجة للمواد الغذائية والاستهلاكية والزبائن، وقال:"ينحصر دورنا في أننا وسطاء فقط لبيع منتجات الشركات الغذائية والاستهلاكية، ولكن سنضع لوحات توضيحية اليوم أمس في جميع فروع العزيزة بندة نوضح فيه أن رفع السعر بناء على طلب الشركة ووكلائها".وأكد أن سبب وضع مثل هذه اللوحات التوضيحية هدفه إخلاء المسؤولية أمام زبائنهم، وقال:"من المؤكد أن رفع أسعار أية سلعة يزعج الزبائن، خصوصاً أننا سنكون المتهمين الرئيسيين برفع السعر ما لم نوضح للزبائن من خلال اللوحات التوضيحية أن رفع السعر هو من جانب وكلاء بيبسي".