تصاعدت التكهنات أمس الاثنين بأن أكبر بنوك أبوظبي قد يواجه أول اندماج قصري في منطقة الخليج بسبب أزمة الائتمان مع نقص السيولة في المنطقة. وارتفعت أسهم بنك أبوظبي التجاري لليوم الثاني على التوالي، إذ راهن المستثمرون على أنه سيرتمي بين أحضان منافسه الأكبر حجماً بنك أبوظبي الوطني، ما قد يوجد أكبر بنك في الامارات بقيمة سوقية تبلغ نحو 12.5 بليون دولار. ونفى مسؤولون تنفيذيون من البنكين تحدثوا مع"رويترز"أمس الاحد أي خطط للاندماج. وقال نبيل جمعة من الامارات للاستثمارات الدولية:"الآن أعتقد أكثر من أي وقت مضى أن اندماجاً سيقع بين البنكين الكبيرين في أبوظبي". وأضاف:"كلاهما مملوك لحكومة أبوظبي ومن السهل انهاء العملية". وتسيطر الحكومة على حصة 65 في المئة في بنك أبوظبي التجاري وعلى نسبة 70 في المئة في بنك أبوظبي الوطني. ونجت منطقة الخليج الغنية بالنفط لفترة من أزمة الائتمان العالمية، لكن خروج رؤوس الاموال الاجنبية في الشهر الماضي، زاد من حدة ظروف الاقراض، ما اضطر بعض البنوك المركزية الخليجية للتدخل للابقاء على سير الاقتصاد. ويقول الخبراء إن ازدهار الاقتصاد في المنطقة الذي تدعم بارتفاع أسعار النفط الى خمسة أمثالها منذ عام 2002 ربما يكون بلغ ذروته وسيبدأ في الهبوط مع سوء ظروف الاقراض التي تقيد المشاريع العقارية على رغم أن النمو المطرد المدعوم بإيرادات النفط مضمون. وقالت المحللة في شعاع كابيتال صوفيا البوري:"الاندماج بين البنكين سيكون منطقياً بسبب حافظة استثماراتهما وهيكل رأسمالهما لكن لم يعلن شيء مؤكد بعد. هناك إشاعات فقط". ورفض مسؤولون تنفيذيون من البنكين أمس الاثنين استبعاد وجود عرض استحواذ من جانب بنك أبوظبي الوطني لشراء بنك ابوظبي التجاري. وقال مصرفي من بنك أبوظبي التجاري طلب عدم نشر اسمه:"هذا أمر منطقي للغاية من الناحية التجارية، والاندماج سيكون هدفه التكتل وهو ضروري في سوق مثل الامارات". وأضاف:"المنافسة تتزايد بسبب احجام المشاريع، يجب أن يكون البنك كبيراً ليوقع صفقات كبيرة، البنوك الاجنبية هي المهيمنة حالياً لان لديها القدرة على الدخول في صفقات كبيرة". وقال مسؤول بارز من بنك أبوظبي التجاري أن أبوظبي كانت ترغب في دمج بنكيها الكبيرين منذ ان بدأت دبي في دمج أكبر بنكين فيها. وأضاف:"قد يكون هناك شيء من الصحة في الإشاعات او الاحاديث الدائرة في السوق عن اندماج محتمل بين البنكين". وتأسس بنك دبي الوطني أكبر بنك في الخليج من حيث الاصول العام الماضي بعملية اندماج قيمتها 11.3 بليون دولار بين بنك الامارات الدولي، وبنك دبي الوطني وهو مثل بنك أبوظبي الوطني تسيطر عليه الحكومة. وأصبح أمس بنك الكويت المركزي ثاني بنك مركزي خليجي بعد الامارات يعرض مساعدات للبنوك التي تجاهد للحصول على تمويل. وقالت السعودية وعمان انهما مستعدتان كذلك لضخ السيولة لمساعدة البنوك على التغلب على أي نقص.