شاركت سبعة أجهزة حكومية في محافظة النعيرية، في التصدي لحريق"هائل"، تواصل على مدى أكثر من خمس ساعات عصر أول من أمس، في منطقة أحراش، بالقرب من فرع الشركة السعودية للكهرباء. وغطى الحريق مساحة شاسعة على امتداد الحزام الغربي من مدينة النعيرية، وساهم في انتشار الحريق هبوب رياح شديدة. وهرعت إلى الموقع، وحدتا إنقاذ وإطفاء من الدفاع المدني في النعيرية بكامل تجهيزاتهما، إضافة إلى فرق من كل من جمعية الهلال الأحمر السعودي، والشرطة، والمرور، وبلدية النعيرية، وشركة الكهرباء، ووزارة المياه، للمساهمة في إطفاء الحريق. وتوالى وصول فرق الإطفاء المساندة، نظراً لاشتداد الرياح، إذ تم استدعاء فرقتين من مركزي مليجة والصرار، إضافة إلى صهاريج وزارة المياه والبلدية، التي ساندت فرق الدفاع المدني في عملية الإطفاء وإخماد الحريق. وتمت السيطرة على الحريق بعد نحو خمس ساعات، من دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية تُذكر، كما حالوا دون وصوله إلى الحي السكني، الذي لا يفصله عن موقع الحريق إلا شارع بعرض 30 متراً. وتولت آليات البلدية فتح مداخل للوصول إلى أماكن وعرة، حالت بداية دون وصول آليات الدفاع المدني إلى مواقع قريبة من وسط الحريق. وتولى رئيس البلدية المهندس نقاء أبو هليبة، الذي وجد في الموقع، توجيه الآليات لفتح تلك الأماكن الوعرة، وتسهيل وصول آليات فرق الدفاع المدني لحدود منطقة الحريق. كما وجد مسؤولون وموظفون من شركة الكهرباء، باشروا عملية فصل التيار الكهربائي عن المنطقة، التي نشب فيها الحريق، ما سهل على رجال الإطفاء أداء واجبهم بكل يسر وسهولة. وتابع أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، عمليات الإطفاء، ووجه محافظ النعيرية سليمان بن جبرين، بالوجود ميدانياً في المواقع، ومتابعة الجهود المبذولة للسيطرة على الحريق، واستغلال جميع الإمكانات المتاحة لدى جميع الجهات المعنية في عملية إخماد الحريق. كما وجد جميع مديري الإدارات المعنية في الموقع. وأوضح محافظ النعيرية أن أسباب الحريق"ما زالت مجهولة"، مضيفاً أن"سرعة الرياح ساعدت على اتساع انتشار رقعة الحريق في أماكن شاسعة، ولكن جهود الإدارات المعنية كانت جبارة، وتمت السيطرة على الحريق واحتوائه في وقت قياسي". من جانبه، شارك مدير إدارة الدفاع المدني في النعيرية العقيد صالح آل هتيلة، المسؤولين والأفراد في إخماد الحريق. وبقي وجميع مسؤولي إدارته في الموقع، حتى تمت السيطرة على الحريق. وبيّن آل هتيلة انه"تم وضع خطة طارئة لمواجهة هذا الحريق الضخم، الذي شكل خطراً كبيراً أدركناه عندما ساعدت الرياح العاصفة، وسوء الأحوال الجوية على انتشاره السريع، من موقع إلى آخر، وبخاصة عندما اقتربت النيران من أعمدة الكهرباء والمباني الآهلة بالسكان. ولكن تمت محاصرة الجهة القريبة من المباني، ومنعنا وصول النيران إليها، فيما واصلت فرق الإطفاء إخماد الحرائق، التي امتدت إلى مساحات توجد فيها حشائش ونخيل وأشجار يابسة بكثافة، وتمكنا من إطفاء الحريق، ومن ثم قمنا بعملية التطهير الأخيرة، ومتابعة ما ينتج بعد الإخماد. كما وضعنا فرقة احتياط في الموقع. تقوم بإطفاء ما ينشب مرة أخرى بعد الإخماد". وأشار إلى هتيلة إلى"عدم وجود خسائر، وما زالت التحقيقات جارية، لمعرفة ملابسات الحادثة"، مضيفاً أن"مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء حامد الجعيد، كان يتابع شخصياً الحريق أولاً بأول، ووجه ببذل قصارى الجهد في عمليات الإطفاء، والقضاء على الحريق، ودعمنا بكل ما نحتاجه. وقال لي:"أي دعم تطلبونه سيتم توفيره فور إبلاغنا بذلك".