فجأة ومن دون مقدمات سقط الاتحاد بطل كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الرياضي الماضي، وانهار الأهلي بطل كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? في العام نفسه، وضاعت الهوية تماماً وغابت الهيبة، وبات الوضع أكثر صعوبة وحراجة من أي وقت مضى، وأصبحت جماهير الناديين الكبيرين مذهولة ومصدومة، وهي ترى النتائج المخيبة للآمال تتوالى، والفشل الذريع يتواصل، والبطولات المحلية والخارجية تتطاير في مشهد دراماتيكي حزين، رسم أكثر من علامة استفهام في أروقة قطبي العروس"العميد"و"قلعة الكؤوس". وفتحت خسارتا الأربعاء الماضي في دوري أبطال آسيا جرحاً غائراً في مسيرة الاتحاد والأهلي وأحدثتا نزيفاً هائلاً في حظوظ الفريقين الشهيرين بالمنافسة على حصد اللقب الكبير والتأهل إلى بطولة أندية العالم المقبلة وتشريف الكرة السعودية، إذ تراجعت أسهم"العميد"كثيراً في خطف بطاقة التأهل للمجموعة الأولى بعد خسارته الثانية على التوالي ومن فريق واحد هو أصفهان سباهان الإيراني، الذي فاز في لقاء الذهاب في إيران بهدفين في مقابل هدف وحيد، ثم عاد ليكسب جولة الإياب في جدة بهدف وحيد من دون مقابل، ليفقد بذلك الاتحاد السعودي ست نقاط متوالية أضعفت من حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني من الاستحقاق الآسيوي. ولم يكن الأهلي أفضل حالاً من جاره، بل ودع المسابقة الآسيوية نهائياً بخسارته الثانية في مشواره بالبطولة من فريق الوحدة الإماراتي بهدفين مقابل هدف وحيد في أبوظبي، وكان قبلها خسر من السد القطري في الدوحة، وتعادل مع الكرامة السوري والوحدة الإماراتي في جدة ليجمع نقطتين من أصل 12 نقطة ليصبح أول المغادرين للبطولة رسمياً من فرق المجموعة الثالثة. وعلى الصعيد المحلي، واصل الاتحاد والأهلي فشلهما الذريع وسقوطهما المريع وخروجهما من المسابقات الكروية السعودية بطولة تلو الأخرى خاليي الوفاض، فالاتحاد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري السعودي في الموسم الرياضي الحالي فقده في آخر لحظة، وعلى مرأى من جماهيره الكبيرة في ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة عندما خسر أمام الهلال في اللقاء الأخير الذي كان يكفيه التعادل فقط ليتوج باللقب الغالي، ولكنه فرّط بطريقة غريبة لم تستوعبها الجماهير الاتحادية حتى الآن ليذهب الدرع لمصلحة"الزعيم"الذي يستحقه بالتأكيد. وغادر الاتحاد كذلك كأس ولي العهد بالطريقة نفسها، ولكن هذه المرة من أمام الاتفاق الذي كسبه في لقاء الإياب من الدور ربع النهائي بهدفين في جدة، وودع كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? من الأدوار التمهيدية في المجموعة الثانية، وبقيت له بطولة محلية وحيدة هي كأس خادم الحرمين الشريفين التي لعب فيها لقاء الذهاب من دور الثمانية أمام الاتفاق في الدمام وخرج متعادلاً إيجابياً بهدف لكلا الفريقين، في انتظار لقاء الرد في جدة. وعانى الأهلي كذلك في الاستحقاقات المحلية وخرج من الدور نصف النهائي في كأس ولي العهد من فريق الاتفاق، وبهدفين في غضون دقيقتين في الدمام، ليفقد لقبه في العام الماضي، ثم عاد ليودع كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? من الدور ذاته بخسارته من الهلال على أرضه وبين جماهيره في جدة بهدف من دون مقابل، وفي الدوري السعودي سجل نتائج ضعيفة، جعلته يحتل المركز الثامن في سلم الترتيب وهو مركز لا يتناسب إطلاقاً مع سمعة ومكانة النادي، لتأتي البطولة المحلية الأخيرة كأس خادم الحرمين الشريفين وتكتب النهاية المأسوية لموسم الأحزان الأهلاوية عندما خسر الفريق بستة أهداف من الشباب في مقابل هدف واحد في لقاء الذهاب من الدور ربع النهائي، والأدهى والأمر لعشاق وأنصار ومحبي النادي أن لاعبيهم لم يكملوا النزال، وأخذوا يتساقطون في مشهد مثير للشفقة حتى أعلن الحكم نهاية أحداث اللقاء قبل وقته المحدد بثلاث دقائق غير الوقت بدل الضائع. واشترك الاتحاد والأهلي في بعض الأسباب التي أدت إلى نكستهما في الموسم الحالي وتردي نتائجهما وفي مقدمها التخبطات الإدارية التي جعلت رئيس الاتحاد السابق منصور البلوي يتعاقد مع المدرب البرازيلي كندينيو ثم يسارع إلى إلغاء عقده بعد النتائج الضعيفة وتسليم المهمة لمدرب الأولمبي وليم خليلوفتش، ثم التعاقد مع البرازيلي الآخر سوارس وإلغاء عقده من الرئيس الحالي جمال أبو عمارة، وإسناد مهمة التدريب لحمزة إدريس وأخيراً التعاقد مع الأرجنتيني غابريل كالديرون، الذي لم تكن بدايته ناجحة وموفقة بالخسارة من أصفهان سباهان الإيراني. وفي الأهلي تعاقد رئيس النادي أحمد المرزوقي مع المدرب الألماني ثيو بوكير، ثم ألغى عقده بعد فترة قصيرة وأعاد المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش، وألحقه ببوكير بعد سلسلة من النتائج السلبية والمستويات الأدائية الهزيلة ليقرر أخيراً منح المدرب الوطني يوسف عنبر مهمة قيادة الفريق حتى نهاية الموسم الكروي.ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى فقدان الاتحاد والأهلي هيبتهما العروض الإدارية المتقلبة، إذ غادر البلوي كرسي الرئاسة في الاتحاد وتسلم المهمة جمال أبو عمارة بتكليف من الرئيس العام، وأعلن المرزوقي عن استقالته وسبقه نائبه عبدالله البلوشي ومدير الكرة وجدي الطويل والأخير عاد مجدداً للفريق وسط ظروف غامضة، إضافة إلى عدم ظهور المحترفين الأجانب بالمستوى المأمول، وتراجع أدائهم كثيراً مثل تشيكو والحسن كيتا في الاتحاد وكايو في الأهلي وهبوط أداء النجوم المحليين في الفريقين مثل محمد نور والمنتشري وتكر وكريري في الاتحاد ومالك معاذ وحسين عبدالغني والمسيليم والجاسم في الأهلي، ما جعل الفريقين يصلان إلى وضعهما الراهن وسط تساؤلات حائرة من الجماهير الرياضية السعودية متى يعود قطبا العروس العميد وقلعة الكؤوس؟!