تتميز اللغة العربية عن باقي اللغات الحية في العالم بأنها لغة القواعد، والنحو, والصرف، والإملاء، ولكن يؤخذ على بعض الكتّاب والصحافيين استعمالهم بعض الكلمات العربية الخاطئة التي اعتاد عليها الناس، ظناً منهم بأنها لغة عربية سليمة. يخطئ البعض القول كثيراً في حروف الجر مثل"يتميز عن زملائه"، و"نتج عن هذا الدعم"، و"تولد عنه"، والصحيح"يتميز من زملائه"، و"نتج من هذا الدعم"، و"تولد منه". وجمل مثل"يحتاج لفحص دوري"، و"أرسل له رسالة"، و"اضطر للسفر"، والصحيح"يحتاج إلى فحص دوري"، و"أرسل إليه رسالة"، و"اضطر إلى السفر". وجملة"أثر التدخين على الصحة العامة"، صوابها"أثر التدخين في الصحة العامة". ونقرأ أحياناً جملة"العاطلين عن العمل"، والأصح"العاطلين من العمل". ويقولون:"هذه لمحة من حياته"، والأصح"هذه لمحة إلى حياته". ويكتب في الإعلانات"ينبغي عليه الحضور"، والصحيح"ينبغي له الحضور"، لقوله تعالى"لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر". ويخطئون القول في:"تحرى الباحث عن السبب"، والصواب"حذف حرف الجر"عن"، لأن الفعل تحرى يتعدى بنفسه، فيجب القول:"تحرى الباحث السبب". ويخطئ بعض في قوله:"أكد الوزير على أهمية الموضوع"، والصحيح"أكد الوزير أهمية الموضوع". وبالعكس أحياناً يحذفون حرف الجر:"يتحاشى الوقوع في الإثم"، والصحيح"يتحاشى من الوقوع في الإثم". ويستعملون كثيراً الظرف"حول"، مثل"قدّم دراسته حول الموضوع"،"دار النقاش حول القضية". وهذا"حول"لا تدل على الدخول في صلب الموضوع وصميمه، والأفضل القول:"قدّم دراسته في الموضوع"،"دار النقاش في القضية". وتستعمل صيغة"وقّع المسؤول على الأوراق"، والأفضل"وقّع في". قال ابن منظور: توقيع الكاتب في الكتاب، وعلل ذلك الراغب لأنه أثر في الكتابة. ونقرأ في النعي جملة"يوارى الفقيد الثرى"، والأصح"يوارى الفقيد في الثرى". ونقرأ جملة"اعترض على الحكم الصادر بحقه"، والصحيح"اعترض على الحكم الصادر عليه". وفي المقالات الإخبارية قولهم:"أحاطت المباحثات بالتكتم"، و"يحيط الحديث بالكتمان"، والصحيح"أحاط المباحثات التكتم"، و"يحيط الكتمان بالحديث". ونقرأ"أحالت الدولة الصحراء إلى جنة خضراء"، والصحيح"أحالت الدولة الصحراء جنة خضراء". وجملة"حوى المتحف على كثير من الآثار"، والصحيح"حوى المتحف كثيراً من الآثار". وقولهم:"ركز المحاضر على فكرة واحدة"، والصحيح"ركّز المحاضر فكرة واحدة". ومن الخطأ القول:"أقيمت مأدبة على شرفه"، والصحيح"أقيمت مأدبة لشرفه". وجمل"شارف الحفل على النهاية"، والأصح"شارف الحفل النهاية". وقولهم:"شاركهم الرأي"، والأصح"شاركهم في الرأي"، وفي جملة"استقال المسؤول من الوزارة"خطأ، والصحيح"استقال المسؤول الوزارة"، لأن فعل استقال يحتاج إلى فاعل، وهو من يطلب الاستقالة، وإلى مفعول، وهو ما تُطلب منه الاستقالة. ويقولون:"اجتمع المسؤول فلان مع المسؤول علان"، وهذا خطأ، والأصوب القول:"اجتمع وفلان"، لأن صيغة"افتعل"،"تفاعل"تقتضي المشاركة، وتتعين فيها واو العطف. وتورد الصحف كثيراً جملة"تحدث المسؤول عن المستجدات"، والأصح"تحدث المسؤول بالمستجدات". ونقرأ كذلك"استقل الوزير السيارة"، والأصح"استقلت السيارة الوزير". ويقولون:"جاء كافة المدعوين"والأصح"جاء المدعوون كافة". ويقولون:"سلّم المسؤول على كافة الحضور"، فيدخلون حرف الجر على"كافة"، وهي مأخوذة من الكف، بمعنى المنع، لقوله تعالى :"وقاتلوا المشركين كافة"أي أنها منصوبة على الكافة. ونقرأ جملة"كرّس الأمير نفسه لخدمة الناس"، والصحيح"وقف الأمير نفسه لخدمة الناس". ويشيرون إلى موقع معين بقولهم"استقبل في مكتبه الكائن في شارع غرناطة". والصحيح"مكتبه في شارع غرناطة"، فكلمة كائن زيادة لا تفيد المعنى. وبعضهم يزيد الجار والمجرور"بمجرد"لجملته، وهذا التركيب زائد لا لزوم له، والتعبير به غير دقيق، لأن التجريد لا يناسب المعنى المقصود، فيقال:"خرج المسؤول بمجرد انتهاء الحفل"، والأصح"خرج المسؤول بعد انتهاء الحفل مباشرة". ويخطئون في قولهم:"كان في استقباله بعض الشخصيات الهامة"، والصحيح"كان في استقباله بعض الشخصيات المهمة". ويلجأ بعض إلى زيادة في بعض الكلمات المقتبسة من الترجمات الأجنبية، مثل:"عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات"، والأصح"عودة الأطراف إلى المفاوضات"فكلمة"طاولة"زيادة لا حاجة لها. ومثلها قولهم:"حصل على حق اللجوء السياسي"، أو"حق الإقامة"، فكلمة حق لا يحتاج إليها التعبير العربي، فنقول:"حصل على اللجوء السياسي"، أو"حصل على الإقامة". و"طرح المسؤول الموضوع على بساط البحث"، والأصح"طرح المسؤول الموضوع للبحث". ويستعملون كثيراً كلمة"الجانب، والجوانب"فيقولون:"ناقش المؤتمرون المسائل المتعلقة بالجانب الأمني"، و"نقل عن الجانب الأميركي الاهتمام بالديموقراطية"، والصحيح"ناقش المؤتمرون المسائل المتعلقة بالأمن"، و"نقل عن الأميركيين الاهتمام بالديموقراطية"، فكلمة جانب زيادة في الجمل السابقة لا معنى لها. ويستعملون كذلك كلمة"بمثابة"، وهذا لفظ لا طائل تحتها ولا فائدة منها، وتغني عنه دلالة الفعل ومعناه، منها قولهم:"هذا الحفل بمثابة تكريم للصحافيين"، والأفضل القول:"هذا الحفل تكريم للصحافيين". وليس في اللغة العربية كلمة"مواصفات"، ولا وجود لمفردها"مواصلة"، ويمكن أن نستعمل مكانها سمة وسمات، أو صفة وصفات. وليس هناك في اللغة العربية كلمة"نماذج"، ولكن"نموذجات، وأنموذجات". وهي فارسية معرّبة. وهناك الكثير من الكلمات التي ترد في الصحافة تعطي مفهوماً يبتعد عن معناه الحقيقي الذي كُتب لأجله، ولنأخذ على سبيل المثال هذه الجملة التي وردت في الصحافة الأسبوع المنصرم"مهرجان الدعاة لعب دوراً بارزاً في إثراء مفهوم الدعوة في العالم". أولاً استعمال كلمة مهرجان في هذه المناسبة، ولهذا الحدث المهم الوقور استعمال خاطئ. فأصل كلمة مهرجان"هرج". وهرج الناس يهرجون: وقعوا في فتنة واختلاط وقتل. ثانياً: كلمة لعب في اللغة لا تصح إطلاقاً، فهي تعطي المعنى العكسي للجد، وهذا المقام هو مقام تدين واتزان وجد، ويمكن استعمال كلمة"أدى دوراً بارزاً"بدلاً عنها. * باحث في الشؤون الإسلامية.