اتهم أدباء سعوديون نادي الرياض الأدبي بالتنكر لدور الرموز الأدبية في المملكة، عبر رفض طباعة أعمالهم أو عدم اختيار صيغة التعامل التي تتناسب ومكانة هؤلاء في المشهد الأدبي السعودي، سواء لناحية العمر أو عمق التجربة. جاء ذلك تعليقاً على رفض"أدبي الرياض"إعادة طباعة الأعمال الروائية للروائي الكبير إبراهيم الناصر الحميدان، من دون إبداء أسباب مقنعة، وتبلغ الحميدان قرار النادي"شفاهياً"من رئيس النادي الدكتور سعد البازعي. ورأى البعض أنه كان ينبغي على النادي، إبلاغ قراره لصاحب"ثقب في رداء الليل"في خطاب يتضمن حيثيات الرفض، وبشكل يراعي مكانة كبار الأدباء، وليس شفاهياً وكأنه"هاوٍ يتخبط في بداياته الأولى". وأبدى الدكتور منصور الحازمي دهشته من القرار، مؤكداً أن الحميدان"رمز يجب أن يكرّم، لا أن ترفض طباعة مجموعة كاملة لرواياته". وقال:"من الفخر لأية جهة أن تنشر رواياته، وأن ترفق معها دراسات مطبوعة عنها"، ونوّه الحازمي بأن الحميدان يمثل أحد الرواد، موضحاً"أن ما يميّزه استمراره في كتابة الرواية، منذ أن كانت لا تلقى الصدى الحالي نفسه". بينما يرى الناشر عبدالرحيم الأحمد أنه"من المفترض أن يكون للرواد وضعهم الخاص"، رافضاً أن تكون مكافأة رحلة الحميدان الأدبية، وتعزيزه للعمل الأدبي في النادي"التنكر لدوره"، منوهاً بما عرف عنه من حضوره المستمر للفعاليات، وأضاف الأحمد:"الموافقة على طباعة أعمال الحميدان، أمر لا يدعو للتصويت". وقال الدكتور عبدالله المعيقل:"من المفترض أن تتم الموافقة على طباعة أعمال رائد مثل الحميدان كاملة حتى لو كانت سياسة الطباعة في مجلس إدارة النادي خلاف ذلك، فيجب أن تراعي سياسة النشر أهمية الرواد، الذين لهم سبق وريادة ومكانة، مثل الرائد إبراهيم الناصر خصوصاً أن أعماله نفدت من السوق، ولحرص الكثير من القراء على تجميعها في عمل كامل". ولم يستغرب الروائي فهد العتيق قرار الرفض،"لأنه لو كان هذا النادي يطبع في العام الواحد 20 كتاباً مثلاً لتوقفنا كثيراً، عندما يرفض طباعة أي كتاب، لكن عندما يطبع 3 كتب فقط على مدى ثلاثة أعوام، تصبح المسألة طبيعية بسبب أن طباعة الكتاب الأدبي، الذي هو جوهر عمل المؤسسات الثقافية، يعد آخر اهتماماتها". وتضم مجموعة الروايات التي رفض نادي الرياض طباعتها - وقدمها الحميدان قبل ستة أشهر روايات"ثقب في رداء الليل"،"سفينة الموتى سفينة الضياع"،"عذراء المنفى"،"غيوم الخريف"،"رعشة الظل"،"الغجرية والثعبان العاشق"، و"دماء البراءة". وأوضح الحميدان ل"الحياة"أنه لا يستبعد أن أسماء معينة في إدارة النادي وراء هذا الرفض، من دون أن يسميها. فيما أوضح أن إفادة البازعي الشفاهية، كما قال له،"تمثل قرار غالبية مجلس الإدارة، الذين أوصوا بالطباعة للشباب لا المسنين!"، معلناً مقاطعته جميع أنشطة نادي الرياض الأدبي، كرد فعل على القرار. يذكر أن صاحب"سفينة الموتى"طبع مجموعاته القصصية في مجلد واحد قبل سنتين، وكان ينتظر أن تقدر تجربته الروائية الطويلة التي تمتد لخمسين عاماً. وسألت"الحياة"رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور سعد البازعي حول حقيقة الرفض، فأوضح أن استراتيجية مجلس الإدارة" تنص على عدم إعادة طباعة الأعمال التي سبق طباعتها". لكنه أضاف أنه"من الممكن بحث الأمر مرة أخرى، والنادي مستعد لطباعة أي رواية جديدة للحميدان". من ناحية أخرى أعاد قرار"أدبي الرياض"من جديد رفضه السابق، لطباعة مجموعة قصصية للقاص الكبير جار الله الحميد، وبدأ الأمر بالمماطلة ثم بإرسال خطاب يفتقد، في رأي البعض"أبسط حدود اللياقة"، عندما راح النادي،"عبر لجنة مزعومة، يعدد أخطاءً إملائية ولغوية يقع فيها غالبية أعضاء مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي". وأثار ذلك القرار يومها امتعاض عدد من المثقفين والأدباء، الذين يقدرون كثيراً القاص الحميد، لما له من تجربة عميقة في القصة، ولتأثيره في أجيال من القصاصين، فضلاً عن مكانته كمثقف وككاتب مقالة من الطراز الرفيع.