لا تنسوا وتذكّروا أن المربي والمربية..."أباً أم أماً، معلماً أم معلمة"، قدوة صالحة وحسنة للأطفال في سلوكهم وأخلاقهم وفي معارفهم ومهاراتهم، وأن التربية بالقدوة أسرع ثمراً أيضاً وأبقى أثراً من التربية بالتلقين، ولعلمكم أنه باستطاعتكم غرس انماط السلوك المهذب في الأطفال منذ نعومة أظافرهم لتنمو معهم حتى تصبح سلوكاً طبيعياً يمارسه الطفل المسلم والطفلة المسلمة بتلقائية وعفوية، إن تهذيب الخلق وتربية الروح من الأهداف الرئيسة للتربية في المجتمع الاسلامي من اجل بناء انسان على خلق عظيم في اطر من القيم الاسلامية الراسخة. إن السلوك المهذب زينة الأطفال ومن أسباب سعادتهم وسعادة أسرهم، وإن سوء الأخلاق من أسباب تفكك المجتمع وانهيار الحضارات، إن اهتمام التربية الاسلامية بالسلوك المهذب يسعى لتكوين روح الخير في الانسان، وتنمية وعيه بوحدة الحياة وتقدم المجتمع، أيضاً إن السلوك المهذب للأطفال المسلمين إحدى أهم غايات التربية الاسلامية التي يعمل المجتمع بهذه البلاد الغالية عليها، في محيط المجتمع السعودي، جاداً من أجل تحقيقها لأبنائه، تُطهر أنفسهم وتُزكيها بالفضائل ومكارم الاخلاق وكراهية الرذائل والشرور والنفور منها والابتعاد عن ممارستها بأي شكل من الأشكال. في بداية التحاق الأطفال"ذكوراً وإناثاً"في المدارس الابتدائية لا بد من تعويدهم على ممارسة بعض الآداب الاسلامية في علاقتهم بالله عز وجل، ثم اتباع هدي الرسول"عليه أفضل الصلاة والسلام"، وتعاملهم مع الناس والآخرين، مثل الوالدين والجيران والمعلمين والمعلمات، وآداب المجلس والتحية والدعاء والحياة اليومية. وإلى تحقيق مجموعة من الأهداف، لعل أبرزها معرفة المعلمين والمعلمات بمفهوم السلوك المهذب في السلوك الانساني، وتوضيح ارتباطه الوثيق بالتربية الخلقية التي تُعد جوهر التربية الاسلامية. إن هناك جهات تعليمية تسعى دائماً الى مساعدة المعلمين والمعلمات على تصميم انشطة تعليمية متنوعة، تسهم في اكساب الطلاب والطالبات انماط السلوك المهذبة المرغوبة، وتمكنهم في التمييز بين السلوك المهذب، فيلعمون فيتعلمون على تكراره، وبين السلوك غير المهذب فيتجنبون ممارسته. وعلى ضوء تلك الأمور التي تتصل بالتربية والتعليم، فعلى المعلمين والمعلمات أن يكونوا في مستوى مسؤولياتهم من اجل تربية الأجيال الحاضرة والأجيال المقبلة باستعمال الرفق والاحسان وتجنب العنف والقسوة في التربية والتعليم وبالتحاور بالتي هي أحسن. أسأل الله عز وجل أن يكلل جهود جميع المسؤولين في التربية والتعليم بالنجاح والتوفيق لخدمة دينهم ثم لخدمة وطنهم وأمتهم، في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. عبدالحليم بن عبدالعزيز تميم - جدة