تعرض ثلاثة من الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في بريطانيا أخيراً لاعتداء عنيف من مجموعة من البريطانيين، نتجت منه إصابة اثنين منهم بجروح متفاوتة، بينما يرقد ثالثهم في العناية المركزة في أحد المستشفيات البريطانية. ووقع الاعتداء الذي وصفه الضحايا ب"العنصري"السبت الماضي، وروى م.ز أحد الضحايا في حديث ل"الحياة"تفاصيل الحادثة قائلاً:"كنت برفقة اثنين من زملائي الطلبة المبتعثين نسير في أحد شوارع مدينة بورمن، وإذا بمجموعة من الشبان البريطانيين ينهالون علينا بوابل من الشتائم والألفاظ العنصرية، ففضلنا عدم الرد عليهم كوننا لا نتقن اللغة الإنكليزية بشكل جيد، وتفادياً لأية مشكلات قد تحدث"، وأضاف:"على رغم عدم ردنا، الا انهم استمروا في التحرش بنا، ما جعلنا نقترح التوقف، كي يتابعوا طريقهم بعيداً عنا، إلا أن ذلك لم يحدث، إذ تشابكوا معنا بالأيدي بعد توقفنا مباشرة، وانهالوا علينا بالضرب والركل إلى أن حضرت الشرطة البريطانية". واتهم الضحية نفسه الشرطة البريطانية بممارسة العنصرية تجاههم، وقال:"لم يتعرض البريطانيون لأية إصابات، بينما كان أحدنا يغرق في دمه، وإصابتي وزميلي كانت واضحة، ومع ذلك كنا نحن من أجبرتنا الشرطة على الانبطاح، وقامت بتكبيلنا بالأصفاد، ونقلنا إلى مركز الشرطة، ونقل ثالثنا إلى المستشفى، بينما كان يفترض أن ننقل جميعاً إلى المستشفى". وعلى رغم تدخل سفارة الرياض في لندن، بحسب الضحايا، حيث زار مندوب من الملحقية الثقافية المستشفى الذي يرقد فيه الضحية، الذي لا يزال فاقداً لوعيه إلى الآن، وطلب من إدارة المستشفى تزويده بتقرير طبي عن حاله، إلا أن الطلبة الثلاثة لم يتلقوا أية معلومات عن سير قضيتهم، وما إذا كانت السفارة قامت بأي تحرك غير طلب التقرير الطبي. وعلمت"الحياة"تدخل السفارة السعودية، وعزمها توكيل محام لمتابعة القضية وتطوراتها، والعمل على حفظ حقوق المعتدى عليهم، وإرسال الملحقية الثقافية في بريطانيا، ضماناً مالياً إلى المستشفى، لمتابعة علاج المعتدى عليهم. من جهته، أكد مصدر في السفارة البريطانية في الرياض، اهتمام الجهات المعنية بالحادثة التي تعرض لها الطلبة السعوديون، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت قائمة لمعرفة دوافع الاعتداء.