يموت الحب... تنتحر الأشواق ويكون الفراق، إلا أننا لا نقر ولا نعترف. يحدث طلاق لمشاعرنا وعواطفنا، أفكارنا وتوجهاتنا، وأبداً لا نقر ولا نعترف. نبحث تحت الرماد عن جذوة خامدة، نظن أن تحت هذا الرماد الكثيف، كثافة رمال الصحراء، جذوة متقدة وأن أرق نسمة قادرة على نفض الرماد وبث الحياة تحته. تتعاقب الفصول ولا نسيم ولا عاصفة تقدر أن تبعث الدفء في هذا الرماد، فنظن أن الذكرى قادرة على ذلك. وما الذكرى سوى ورقة ذابلة سقطت عن شجرة الحياة، تقف هذه الورقة تحت وطأة الزمن ثم تختفي إلى الأبد. صحيح أن هذه الوريقات الجديدة هن شقيقات تلك الورقة الميتة، إلا أنها لا تتذكر ولا تعرف الرثاء. مات الحب وكان الفراق، وأدركنا ذلك تحت سياط هذا العذاب والألم الذي نحتمله ونتحمله على أن نقر ونعترف. لا حب لماض أدى بنا إلى هذا الحاضر الذي لا نعيش، نحيا بلا حب ليومنا والمقبل من الأيام الآتية. مع هذا تجدنا متقابلين كشجرتين ذابلتين بلا ماء، كزهرتين قتيلتين. نضيع عمراً.. نقتل زمناً بكلمات نجرح بها بعضنا، ونثرثر بأشياء لا حاجة بنا إلى قولها بهذر، ببرود، بغضب. لماذا نبقى في الجسد سوية عندما يحصل الانفصال؟ لا أحلم بالتوحد فهذا مراد عند محبينا صعب المنال، ولا أتوق إلى الثنائية فتلك الأخرى فيها شيء من التكامل والانسجام. لا أبحث في الازدواجية أيضاً لأنها في الأساس شخصيتنا الحقيقية، لكن أسأل وأتساءل عن شخصين كل واحد منهم في واد، مهما صرخ لن يسمع الآخر صراخه ولا حتى صداه، ولا من صوته حتى الآهات، فكيف يكون الحب، والحب بوح نخفض النبرات كالزهرة حين تبوح بلونها، أو كما يبوح المطر بكلمة حنين، أو كما تغني الأنامل بحنجرة الأحاسيس. يموت الحب وتهرب الحروف كعصافير مذعورة مسحورة، لا يشتعل قرنفل في نافذة، لا نزهة في بساتين الأحلام، لا مشوار في حدائق الشوق واللهفة.. تنافر. نفترق، تبدأ العاصفة، تعود الطيور إلى أعشاشها.. يصبح العالم صغيراً، صغيراً جداً في حجم الغرفة التي نجلس فيها متقابلين، ترفضنا الدنيا. تطردنا الطبيعة، وما زلنا في تلك الغرفة متقابلين، لا نقر ولا نعترف. خلف الزاوية ما زلت أفتش عن أعمق عن وَلَهٍ عن حب أصدق ما كان بحسباني أبداً بلقائك ثانية أخلق [email protected]