انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة احتفال بعض السيدات بطلاقهن، بعد مرورهن بحياة من الشقاء والتعاسة في بيت الزوجية، وأثناء مطاردة"ورقة الخلع"أو الطلاق في محاكم. وقالت"سعاد"ل"الحياة":"سبب احتفالي بالطلاق يعود إلى معاناتي من زوج لا يفهم معنى الحياة الزوجية، فقد أخضعني لكل أصناف التعذيب، وعلى رغم صبري أربع سنوات لوجود طفلة بيننا، لكن تماديه جعلني أفكر بالطلاق لأرتاح. حاولت أن أعالجه من إدمانه المخدرات، ولكن لا فائدة. فاخترت الطلاق، وطلبت حضانة ابنتي فحصلت على مرادي بعد معاناة طويلة، فقررت الاحتفال بذلك، ووجّهت الدعوات إلى 300 سيدة، حضرت كثيرات منهن". وزادت أن الحفلة كلفتها 30 ألف ريال. الاختصاصية النفسية في العلاقات الزوجية الدكتورة نادية التميمي، رأت أن تنظيم الحفلات بالطلاق على هذا النحو، يمكن تفسيره اجتماعياً بأن"هناك خللاً ما حدث ويحتاج إلى تدخل، وبالتالي فإن هؤلاء الأخوات لا بد من أنهن مررن بتجارب ليست قصيرة، وليست مجرد مضايقات أو إزعاجاً ولكنها معاناة طويلة ومريرة". واعتبرت ضحايا الطلاق من هذا النوع"نفوساً معذبة، وهن بحاجة إلى المساعدة النفسية، ودعم الأهل والأصدقاء، حتى يستطعن تكملة مشوارهن في الحياة". ومن الناحية الشرعية، يرى عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد النجيمي، أن احتفال النسوة بالطلاق يمكن النظر إليه من شقين:"الأول، نظرة الشفقة والرحمة، فنحن لا نتصور أن امرأة سعيدة بحياتها الزوجية ستحتفل بفراق حبيبها، ولكن لشدة البؤس والعناء، وجدت الفراق أحقّ بالغبطة من البقاء"! ومن الشق الآخر نرى أن الاحتفال بأبغض الحلال إلى الله، أياً كانت دوافعه، محظور شرعاً، وأخشى أن يكون وسيلة لتشجيع النساء على الطلاق. ويقر النجيمي بأن هناك فئات من الرجال على النساء أن يحذْرن من عبثهم وبطشهم، فالتخلص من الزوج ليس مثل التخلص من المرأة. ويقول:"أصبح عندنا صنف من الرجال ينبغي على المرأة أن تبتعد عن شرورهم، فمهما وعظناهم لن يسمعوا ولن يستجيبوا، ولذلك على المرأة أن تحمي نفسها بالوسائل الآتية: أولاً، أن تتزوج الزواج الشرعي الحقيقي الذي لا يُبنى على علاقة قبل الزواج، لأن بعض النساء تقيم علاقات قبل الزواج ثم يتزوجها ويبدأ الزوج يشك فيها، فيعتقد أنها ستفعل مثل ما فعلته مع غيره، وثانياً أن تشترط مهراً مقدماً ومؤخراً، حتى تحفظ حقها".