بعيداً عن أجواء الزحمة فكر بعض الصغار في شراء مستلزماتهم المدرسية من المكتبات والأسواق قبل حدوث الزحمة التي لا يحبها البعض، ويتمانها البعض الآخر، إلا أن معظم الصغار يأخذ وقتاً طويلاً في انتقاء أجمل الحقائب، ويردد بعضهم:"حقائبي آخر موضة"، ويستعين بعض الصغار بمساعدة والديهم أو مشرفي المكتبات لشراء حقيبة أو دفاتر أو أقلام نزلت حديثاً في السوق، ولكن بعضهم يحب أن يكون مميزاً عن غيره فيبحث في مكان مختلف عن شيء مختلف لا يجده عند زملائه في الصف. وكان أعضاء برلمان الطفولة في صحيفة"الحياة"في جولة في مكتبة جرير يوم الأحد 26 آب أغسطس الماضي، وتجولوا في كل ركن في المكتبة، وسجلوا أجمل تحركات الصغار، وعبّر الكثير منهم عن سعادتهم وهم يشترون ما يرغبون وفق موازنة حددتها لهم أسرهم، فبضعهم تبلغ كلفة مشترياته 300 ريال، والآخر 500 ريال، ومن يحس أنه يتميز تصل كلفة مشترياته 1000 ريال، ويقول عبدالله محمد الكثيري 9 أعوام إنه يشتري قبل الزحمة التي لا يحبها، وتأثر على ما يريد شراءه،"أنا لا أحب الإزعاج فهو يوترني ويؤخر وقتي الثمين"، وعندما ينسى عبدالله شراء أي شيء يعود على الفور لشرائها، فهو حدد موازنة خاصة به لا تتعدى 300 ريال،"أحب شراء آخر ما ظهر من موضة الأدوات المدرسية". ويقول شقيقه عمر 8 أعوام إن الشراء في يوم الزحمة يؤدي إلى تأخره في شراء ما يريد ويتمنى،"موازنتي على حسب ما أريد وغالبا أبحث عن مسطرة رائعة". وشقيقهم الأصغر ثامر 6 أعوام له مع الأقلام حكاية جميلة، فهو لا يشتري أي قلم بسهولة قبل أن يتفحص القلم من كل جهة ويتعرف على مميزاته. رانيا أحمد الشدوخي 9 أعوام تحب أن تشتري قبل الزحمة حتى لا تصاب بتوتر ويصعب عليها الاختيار الجيد، ولكي تستطيع حمل كيس مشترياتها بكل سهولة، ولا تصطدم بأي أحد أمامها،"لدي الكثير من المال لشراء كل ما أريد". وترى نوره عبدالمجيد أبانمي 8 أعوام أن الاستعداد مهم، خصوصاً أن اختيارها صعب جداً وتتعب كثيراً عندما ترغب في شراء مستلزماتها المدرسية،"سأتعلم حتى أكبر وأصبح طبيبة أسنان رائعة". أما سارة ناصر الصويان 9 أعوام فهي تعشق الهدوء وتحب التركيز في شراء مستلزماتها المدرسية،"الزحمة تحرمني من شراء ما أريد، ودائماً أبحث عن أدوات مدرسية مميزة وآخر صيحة من الموضة". ولكن يارا أحمد بيتموني 7 أعوام لا تحب الزحمة لأنها تمنعها من الحديث مع أمها في مشاركتها الاختيار، وهي غالباً ما تشتري حقائب ملونة، وذات رسومات كرتونية،"أنا سعيدة بعودة المدرسة تضحك ولكن نص نص". حصه محمد 11 عاماً تستعد لشراء مستلزماتها المدرسية قبل موعد المدرسة بأسبوعين حتى تستطيع التفكير في ما تريد من اقتنائه، وعلى رغم أنها تحب موضة الأدوات المدرسية إلا أنها لا تتعجل في شرائها"في الأيام الأخيرة من الزحمة تظهر أشكال جديدة من الأدوات المدرسية". ويقول بدر زهير الطاهر 10 أعوام:"أنا الآن أستعد بأخذ فكرة عن سوق الأدوات المدرسية قبل شرائها، وحينما أحدد ما أريد شراءه سأعود مرة أخرى". أما أسماء عبدالعزيز الشريم 7 أعوام تحب الذهاب إلى المكتب في الصباح لتشتري بهدوء،"أنا لا أنسى أي شيء لأني كتبت كل ما أريد في ورقة قبل حضوري، والآن اشتريت كل ما أريد تضحك طبعاً بمفردي، وأحياناً أحتاج المساعدة من أمي وأبي". ويعلق مشرف المعرض في مكتبة جرير أحمد ناجي فيقول:"لقد تمت جميع الاستعدادات قبل موعد المدرسة بشهر تقريباً، وفي أوقات الذروة يزداد عدد موظفينا من الشباب السعودي لمساعدة الأطفال في شراء ما يريدون، واستيعاب زحمة الناس". وذكر أنه لم يحدث لهم سرقات في أيام الزحمة، ويوجد الدعم الفني بشكل مستمر لحل مشكلة تعطل جهاز البيع، وغالباً ما يسيطرون على المواقف المحرجة مثل بكاء طفل، أو حيرة بعضهم في شراء أي شيء من المكتبة.