في ظل حجب المعلومات المتعلقة ببرنامج"مساكن"عن الجمعية الوطنية للمتقاعدين، وتحت ضغوط الاستفسارات المتوالية على الجمعية من مختلف فئات المتقاعدين عن طبيعة المشروع قبل إعلانه، وعن غرابة بعض شروطه وارتفاع فوائده بعد الإعلان، فقد تابعت الجمعية ما نشر في الإعلام عن برنامج"مساكن"، ولاحظت أن مشروع"مساكن"الذي طرحته المؤسسة العامة للتقاعد للموظفين والمتقاعدين، يستبعد شريحتين مهمتين من المتقاعدين، الشريحة الأولى من تقل معاشاتهم الشهرية عن خمسة آلاف ريال، والشريحة الثانية من تجاوزت أعمارهم 55 سنة من المتقاعدين والموظفين الذين لا يزالون على رأس العمل لمجرد بلوغهم هذه السن. والجمعية في ما ترغب اليه من تقديم لوجهة نظرها حول برنامج"مساكن"، تعود إلى توصية صدرت عن ندوة وجه بها ورعاها الأمير نايف بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية، وعقدها معهد الإدارة عام 1424ه تحت عنوان"إدارة خدمات المتقاعدين والاستفادة من خبراتهم"، وتوصية الندوة تقول:"إيجاد مشروع إسكان مناسب لأصحاب المعاشات المتدنية من المتقاعدين يؤجر عليهم بمقابل مناسب لدخولهم المالية"، وبحكم الاختصاص فإن الجهة المعنية بإيجاد مشروع المساكن وتأجيرها على ذوي المعاشات المتدنية هي المؤسسة العامة للتقاعد، والمعنيون بذوي الدخل المتدني هم أولئك الذين أبرز البحث الميداني الرئيس للندوة ضمن نتائجه أن 40 في المئة من المتقاعدين لا يملكون مساكن لأسرهم، وأن 31 في المئة أيضاً تقل معاشاتهم الشهرية عن 2000 ريال، وأن 22 في المئة من تقل معاشاتهم الشهرية عن أربعة آلاف ريال، هؤلاء جميعاً يستبعدهم مشروع"مساكن"من حسابه، لان معاشاتهم تقل عن خمسة آلاف ريال، ولذا تعجب الجمعية من إسكان يمول من مدخرات المتقاعدين وتقوم عليه مؤسسة عامة للتقاعد تشرف عليها الدولة، ولا يستفيد من برنامجها من لا سكن له من المتقاعدين، ومما عرض ودار ونشر في وسائل الإعلام تستنتج الجمعية ما يأتي: أولاً: قرابة 40 في المئة من المتقاعدين الذين لا يملكون مساكن لأسرهم لا يستفيدون من مشروع"مساكن". ثانياً: من زادت سنه على"55 سنة"سواء كان موظفاً أو متقاعداً لا يستفيد من برنامج"مساكن"، لذا رحمة وخدمة ووفاءً لمن خدموا الدولة والمجتمع في ريعان شبابهم، تتوجه الجمعية إلى ولاة الأمر يحفظهم الله وتقترح الآتي: 1- تخصيص نسبة 20 في المئة من مشروع الإسكان الشعبي وتوزيعه لفقراء المتقاعدين، الذين لا يملكون مساكن وتقل معاشاتهم الشهرية عن"2000 ريال". 2- تخصيص أراضٍ تمنح لذوي الدخل المتدني من المتقاعدين، وهم من تقل معاشاتهم الشهرية عن"5000 ريال"ولا يستفيدون من برنامج"مساكن"، تقام عليها أحياء سكنية على جوانب المدن الكبيرة مثل الرياض، جدة، الدمام، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، وأبها ونجران، تهيئ وتوفر خدماتها من أمانات المناطق، أما البلدات والمدن الصغيرة فإن منح الأراضي فيها أيسر من المدن الكبيرة، ولكن حاجة المتقاعدين فيها لا تختلف عن سكان المدن الكبيرة. 3- تعد المؤسسة العامة للتقاعد نماذج بأحجام متفاوتة ومتناسبة مع الدخل المالي للمستفيد، ويمول إنشاؤها من صندوق التقاعد وتبقى مرهونة للمؤسسة وتملك للمستفيد عن طريق التأجير. ومن وجهة نظر الجمعية فإن توافر عنصر الأرض سيخفض من 30 - 35 في المئة من كلفة المنزل، ويضفي غطاء المسؤولية الاجتماعية في برنامج"مساكن"لدى متدني الدخل ويحقق الاطمئنان والأمن الاجتماعي لقطاع كبير من المواطنين وأبنائهم على الخصوص، ويشعرهم من دون شك برعاية الدولة لهم حيثما يكونون، وهذا الأمل في حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أحبه شعبه. رئيس مجلس الإدارة