يجري فريق طبي، دراسة حول مستوى التغذية الوريدية لحديثي الولادة في أقسام العناية المركزة في مستشفيات المنطقة الشرقية الحكومية والأهلية، خلال شهر آب أغسطس المقبل، فيما يتوقع أن تُعمم الدراسة على مستشفيات المملكة في وقت لاحق، بعد ملاحظة وجود أخطاء في هذه التغذية. ويتكون الفريق الطبي من أخصائيين واستشاريين في التغذية الإكلينيكية والوريدية في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، برئاسة رئيسة قسم التغذية الوريدية والمحاليل في المستشفى الدكتورة نادية إسماعيل، التي حصلت أخيراً، على جائزة"ابن البيطار"في المؤتمر العالمي، الذي عقد في مدينة دبي، عن بحثها الذي كان بعنوان"أخطاء وصفات التغذية الوريدية في العناية المركزة للأطفال". ويتوقع أن يُعلن الفريق نتائج دراسته، بعد موافقة وزير الصحة الدكتور حمد المانع، عليها، بعد أن وافق على أسلوب الدراسة وكيفيتها، فريق مكون من سبعة استشاريين عالميين. وسيوزع الفريق استمارات الدراسة، التي ستكشف عن مستوى التغذية الوريدية والقوانين المعمول بها في جميع مستشفيات المنطقة الشرقية، ونسبة المتخصصين في هذا المجال، ومراقبة التعامل مع المرضى، وحاجاتهم منذ دخولهم المستشفيات، لأخذ تغذية سريعة في حال الطوارئ، إضافة إلى الكشف عن كميات الوصفات التحليلية. وأوضحت إسماعيل ل"الحياة"، أن"الفريق يتوقع أن يكون مستوى التغذية في المستشفيات سيئ، لعدم تطبيق القوانين العالمية، إضافة إلى تدني نسبة المتخصصين في مجال مستوى التغذية الوريدية، وعدم حرص بعضهم على تجديد معلوماتهم في مجال تخصصهم"، موضحة أنه"سيشارك في تعبئة الاستمارات متخصص من كل مستشفى، للكشف عن جوانب الرقابة على التغذية الوريدية، ومدى توافر أنابيب الفلترة للمحاليل، وغيرها". وبررت إسماعيل إجراء الدراسة ب"ما لاحظناه من أخطاء في الوصفات الطبية بنسبة عالية جداً". وقالت:"يتم الكشف عن الأخطاء من خلال قسم المحاليل الوريدية، فالحاسوب يكشف عادة الخلل بين ما يتم تدوينه على نظامه، وبين الوصفة التي تأتينا مدونة على الأوراق"، مضيفة"نجري منذ العام 2004 مقارنات يومية قبل تحضير الوصفة الطبية للمريض، إذ قللنا من الأخطاء بنسبة 90 في المئة، ولكننا نلاحظ خللاً في الكميات وفوارق فيها وما تم التوصل إليه". وأشارت إلى أن"قسم الأطفال أكثر الأقسام عرضةً لتلك الأخطاء، بسبب كثرة الأطباء المتدربين فيه، واستبدالهم في شكل دوري"، مستدركة أن"الأخطاء ليست علمية، وإنما تركيبية، ونتدارك الخطأ قبل وصول المحاليل للأقسام، ففي حال وصولها سيتعرض الأطفال للخطر"، مشيرة إلى"عدم تسجيل أي حالة تعرضت للخطر من وصفة محلول، لأننا نخضعها للرقابة والمقارنة قبل تحويلها إلى غرفة المريض". وذكرت أنه"في أحد المستشفيات الأميركية، تُوفى عدد من الأطفال المنومين، وعند تحليل جثثهم، توصل الأطباء إلى أن التغذية الوريدية للأطفال لم تكن بكميات متساوية، إذ كانت جرعات الكالسيوم والفوسفات عالية، ما أدى إلى تكون بلورات، تسببت في وفاتهم". وأوضحت أن الهدف من الدراسة التي ستجري في السعودية، التي تُعد أول دولة عربية تقوم بإجرائها، هو"توسعة نطاق التوعية في مجالات التغذية الوريدية، سواءً للأطفال أو غيرهم من المرضى، فالدراسة سترصد في الجزء الأول، البحث عن المشكلات، والإعلان عنها، ومعرفة مستوى التغذية في مستشفيات المنطقة الشرقية، ثم تعميم الدراسة على مستشفيات المملكة، بعد اعتمادها من جانب وزير الصحة، وعند الانتهاء منها سيتم تقديم ملخص للدراسة، ومناقشته في مؤتمر عالمي أو محلي". وتستقطب مجموعة التغذية الوريدية، التي تم تشكيلها مطلع العام 2007، عدداً من الأخصائيين من دول عربية وخليجية،"للإفادة من تجاربهم حول أوضاع التغذية الوريدية في مستشفياتها، وتحويل الدراسة إلى المستوى الإقليمي، إذ تم توزيع المهام على المجموعة التي خصص بعضهم لاستقطاب أخصائيين في كل من دول الخليج وبعض الدول الأوروبية والعربية"بحسب قول إسماعيل، مؤكدة أنه في"14 آب أغسطس ستوزع جميع الاستمارات، وبعد ثلاثة أسابيع من إرسالها، ستعلن النتائج والإحصاءات في شكل واضح، ونجري حالياً مراجعة وتنقيحاً للأسلوب من جانب الأطباء الذين أجروا دراسات في بلدانهم، وتكللت بالنجاح، وشملت تلك الدراسات كبار السن ومرضى العناية المركزة والتنفس الاصطناعي والأطفال".